سلسلة دمج الموظفين في المنظمات

اقرأ في هذا المقال


في عملية دمج الموارد البشرية أو الموظفين في منظمات الأعمال، يكون الحديث عن كيفية مشاركتهم في إدارة المنظمة مهما كان المستوى الإداري لهم ومجال العمل، والمساهمة في تحديد مستقبلهم الوظيفي.

مفهوم دمج الموظفين

الدمج هي عملية تفعيل أكبر لموضوع مشاركة الموظفين في الإدارة والعمل، وهذا يعني أن العناصر البشرية لهم دور كبير في اتخاذ القرار الاستراتيجي والقرار التنفيذي في الإدارة العليا، ورسم السياسات وإيجاد حل للمشاكل التي تتعلق بالعمل لكي يتحسّن، وتقوم بتقديم اقتراحات لتطويره، وإعطائهم القدر اللازم من السلطة والحرية للقيام بالأمور التي تتعلق بالأعمال، وإشراكهم في تحديد مستقبلهم الوظيفي في المنظمة وتحفيزهم بطريقة جيدة.

وحدوث الدمج يعني توقع مستوى عالي من الولاء والانتماء لدى الموظفين بالنسبة لمنظماتهم التي يعملون فيها، والأكثرية سوف يدرك أنها جزء رئيس ومهم في المنظمة، فعندما تحقق المنظمة النجاح يكون الموظفون هم من حققوا النجاح، وإن حياتهم وحياة أسرهم مرتبطة بنجاح المنظمة وديمومتها.

والدمج له علاقة طردية مع الرضا الوظيفي للموظفين فكلما كان الدمج عالي كان الرضا الوظيفي عالي، فهذا الرضا سوف ينعكس بشكل إيجابي على فاعلية الأداء والوصول لمنتج يُحقق الجودة المطلوبة، وبالتالي سوف يُحقق رضا العميل، الذي له دور كبير على استمراريتها في السوق.

سلسة دمج الموظفين

هل لدمج الموظفين درجات تعبر عن مستوى أو شدة الدمج؟ للإجابة عن هذا السؤال فإن الدمج يمثل مستوى مرتفع من المشاركة في العمل والإدارة، والإجابة عن السؤال هي نعم، المشاركة لها مجال مرتفع ومستويات تكون في البداية منخفضة وبعدها تبدأ بالارتفاع حتى تصل إلى مستوى مرتفع جدًا، وعندما تصل إلى هذا المستوى تكون المنظمة قد حققت الاندماج الذي يعتبر انصهار الموظفين في العمل في المنظمة.

ويمكن تشبيه المشاركة بالسلسلة التي تتكون من حلقات مترابطة تتصل ببعضها البعض، لها بداية وتمثل الحلقة الأولى والنهاية تمثل الحلقة الأخيرة، والحلقة الأولى تُعبر عن الدرجة الضعيفة من المشاركة والولاء الوظيفي، وعندها يمكن أن نقول لا يوجد دمج نهائيًا، أما الحلقة الأخيرة فتعبر عن درجة مرتفعة من المشاركة، حيث تكون المنظمة حققت اندماج وانصهار لدى الموظفين.

وما بين الحقلة الأولى والأخيرة على السلسة يوجد حلقات تُمثل مستوى متدرج للمشاركة، حيث كلما كان الاتجاه نحو الحلقات الأخيرة يكون انصهار الموظفين ارتفع، وارتفعت درجة المشاركة والديمقراطية بين الإدارة والعمل، حتى نصل للحلقة الأخيرة التي تمثل نهاية السلسة وهو الانصهار أو المدد الشامل.

مثال عن سلسة المشاركة التي تعبر عن تطور درجة اندماج الموظفين

  • بداية السلسة: لا يوجد مشاركة ولا يوجد اندماج، بالتالي لا يملك الموظف سوى مهارة قليلة ولا يوجد انتماء وظيفي لديهم.
  • نهاية السلسلة: يوجد انصهار واندماج وتكون المشاركة في أعلى مستوياتها، وبالتالي يكون لدى الموظفين مهارة كثيرة وولاء وظيفي.

وبناءً على ما سبق في المثال أعلاه يمكن ذكر ما يأتي:

  • الحلقة الأولى: تمثل عدم معرفة الموظفين بالمعلومات التي لها علاقة بما يحيط بهم أو ما يحيط بالمنظمة، تكون هنا درجة المشاركة والاندماج في أقل مستوياته.
  • الحلقة الثانية: التي تمثل تزويد الموظفين بمعلومات عن طريق الاتصال التنظيمي حتى يصبح لديهم معلومات بما يخص حالة المنظمة الاقتصادية، والتسويقية والمالية، ومشاريعها في المستقبل، وهذا حتى يكون لديهم المعلومات لكل ما يحيط بهم، وهذه الدرجة تعتبر مستوى أعلى من المشاركة والدمج من الحلقة الأولى.
  • الحلقة الثالثة: وتتمثل في مشاركة الموظفين في إبداء رأيهم في القرارات التي تتعلق في عملهم ومستقبلهم الوظيفي في المنظمة.
  • الحلقة الرابعة: ويتم فيها تشكيل لجان طوعية يطلق عليها بحلقات الجودة في مختلف مستويات الإدارة؛ من أجل دراسة المشاكل في العمل وإيجاد حلول لها، حيث يكون الباب غير مغلق لأي عنصر بشري ليساهم في أعمال اللجنة، ويكون لهذه اللجان تقديم اقتراحات لتطوير العمل في المنظمة.
  • الحلقة الخامسة: مستوى مشاركة أعلى، يتم تطبيق المهام من خلال فرق عمل متعاونة تعطي السلطة والحرية لإنجاز ما يطلب منهم من مهام، ولتفعيل دور هذا الفريق منحت حق الإدارة الذاتية في القيام بأعمالها وأطلق عليها مُسمّى فرق عمل مدارة ذاتيًا.
  • الحلقة السادسة: وتمثل التفعيل العالي لموضوع المشاركة، حيث يعطى الموظفين وعلى المستويات الإدارية المتعددة الحق في اتخاذ القرار.
  • الحلقة الأخيرة: وهي نهاية السلسلة وفيها يُحقّق انصهار الموظفين في المنظمة، فمشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات الاستراتيجية يمنحهم دافع معنوي كبير.

وأخيرًا يمكن أن نلخص أن عملية دمج الموظفين تبدأ من عدم معرفتهم بما يحيط بهم في المنظمة وهنا لا يكون لدى الموظفين ولاء وانتماء وظيفي، أما في نهاية دمج الموظفين يكون لهم دور كبير في نجاح المنظمة؛ لأنه لهم دور في اتخاذ القرار ويتحملون المسؤولية.


شارك المقالة: