إذا كان لدى الشركات الكثير من الأصول السائلة، وهي عبارة عن أموال نقدية أو أصول يُمكننا تحويلها إلى نقد بسرعة، وإذا كانت أموال الشركة مقيدة بأصول أُخرى، مثل المباني أو المعدات التي لا يُمكننا بيعها بسهولة، أو إذا كانت لدينا نفقات عالية، فقد يترك لنا القليل من المال المُتاح، وتُساعدنا بيانات التدفق النقدي على قياس سيولة الشركة.
علاقة بيانات التدفق النقدي بالسيولة:
تقيس بيانات التدفق النقدي مقدار الأموال التي تلقيتها وأنفقتها خلال فترة محاسبية مُعيّنة، حيثُ يبحث بيان التدفق النقدي في ثلاثة أنواع من الدخل والمصروفات وهي: القروض والتمويلات الأُخرى والاستثمارات والعمليات.
ويُظهِر المحصلة النهائية للبيان صافي الزيادة أو النقص في النقد لفترة مُعيّنة، ويوضح صافي التدفق النقدي التشغيلي ما إذا كانت الأعمال الأساسية للشركة تجلب الأموال، بدلاً من زيادة السيولة عن طريق الحصول على قرض.
ومن المُمكِن أن يكون للشركة الكثير من الدخل دون أن يكون لديها الكثير من المال، وذلك إذا قُمنا بإجراء ثلاث أو أربع عمليات بيع كبيرة ولكن جميعها بالائتمان، فإنّنا تحسبها كدخل إذا كُنّا تستخدم المحاسبة على أساس الاستحقاق.
وبالمثل إذا قُمنا بإجراء العديد من عمليات الشراء الكبيرة بالائتمان، فإنّ ذلك يؤثر على الربحية لفترة ولكن ليس على التدفق النقدي الخاص بنا، وإنّ معرفة التدفق النقدي وكذلك الدخل أمر مهم لأنّهُ بدون نقود لا يُمكننا دفع الضرائب أو الموظفين أو أي فواتير مستحقة الدفع.
وأنّ رأس المال العامل هو مقدار النقد المتاح لدينا لتشغيل العمل، وهو أيضاً المبلغ النقدي الحالي، بالإضافة إلى الأصول شبه النقدية، مثل حسابات سوق المال، ناقصاً أيّ التزامات يتعين عليك دفعها في الربع القادم، وإذا كان رأس المال العامل لدينا صغيراً، فإنّ السيولة تكون لدينا منخفضة، ممّا يعني أنّهُ ليس لدينا الكثير من المرونة للتعامل مع حالات الطوارئ أو اغتنام الفرص غير المتوقعة.
وإذا كانت السيولة لدينا خلال الربع أو السنة المقبلة ضيقة، فإنّهُ من المُمكِن أن تُساعدنا ميزانية التدفق النقدي، حيثُ ترسم الميزانية التدفقات النقدية للفترة حسب كل أسبوع أو شهر أو ربع سنوي بناءً على الوقت الذي تتوقع مدفوعات من العملاء ومتى يتعين عليك دفع النفقات.
وإذا أظهرت الميزانيات فترات بها الكثير من النفقات النقدية ودخل نقدي قليل جداً، فأنّهُ يجب علينا اتخاذ خطوات لتحسين السيولة، مثل الحصول على قرض.
