ما هي صفات القائد الفعال في إدارة الأعمال الدولية؟

اقرأ في هذا المقال


القيادة مثلها مثل القلادة لا يرتديها إلا من يحمل خصائصها، ولذلك فإذا علمنا أن هناك فرد لديه الإمكانية على القيادة، ويحمل المقومات التي تؤهله حتى يكون في موضع القيادة، فيجب أن تتوافر في هذا الفرد بعض الصفات التي يكون من خلالها أهلاً لهذا الموقع الحساس.

صفات القائد الفعّال:

أولاً: الرؤية المرشدة:

يظن البعض أنه تبدأ عملية تحديد معالم الرؤية بالاهتمام والتركيز على المنظمة التي سوف تقودها، ونحسب أن ذلك خطأ، إذ كيف من الممكن من أن يتم تطوير رؤية مرشدة للمنظمة إذا لم يكن لدى المدير رؤية مرشدة لحياته لفهمها، وفهم أفضل للقيم والاحتياجات والتوقعات والآمال والأحلام، فإن الوصول لرؤية مرشدة تتطلب أن يكون المدير أمين جدًا في فهمه لنفسه، ومن تريد أن يكون، وهذه بعض الخطوات المقترحة لتحقيق ذلك:

  1. البيئة الهادئة: البحث عن البيئة الهادنة البعيدة عن الإزعاج، والبعد عن أي نشاط يومي؛ لكي تتمكن من التأمل الجاد.
  2. التأمل في المراحل الأولى لحياتك: تأمل في الطفولة المبكرة التي قضيتها، وكيف شكّلت حياتك، وابحث عن السلوك المتكرر والدافع والقيم التي تمتلكها والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.
  3. التأمل في سير أنشطتك: فكّر في سير حياتك وأهم أنشطتك ووظائفك بترتيب زمني، وحدد المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في مراحل حياتك.
  4. سماع صوت الضمير الداخلي: فكّر بلحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ القرارت التي لم تكُن منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت.
  5. الأثر المتروك: أسال نفسك ما الذي سأقوم بفعله حتى لو لم أحصل على مقابل؟، ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟.

ثانيًا: التوازن:

هناك أربع طاقات هي الإيمان، العقل، الجسد، العاطفة. وهي كما يلي:

  1. الإيمان: هي الشريان الحيوي الذي يقوم بتزويد الجسم بالمبادئ والقيم اللازمة لاستمرار الحياة، وتتبع من خلال المحافظة على ما يلي:
  2. العقل: و يمكن تنشيط العقل من خلال المراحل التالية: .
    • اقرأ الأهداف التي تسعى لتحقيقها صباحًا ومساءً.
    • نمِّ عقلك بالقراءة والاطلاع بشكل مستمر.
  3. الجسد: هو البدن الذي نعيش عن طريقه، وللمحافظة عليه نتبع ممّا يلي:
  4. العاطفة: هي العاطفة الصادقة التي تشعرك بأهمية الآخرين، ويمكن تنميتها في:
    • المحافظة المستمرة على رصيد من العواطف والأحاسيس لدى الآخرين بخدمتهم وتقديم النفع لهم.
    • تقوية العلاقة بكل فرد من أسرته.
    • التسامح والبذل في العطاء.

ثالثًا: الاتصال مع الآخرين:

يجب أن يكون لدى قائد الفريق معرفة كاملة بالعلاقات الإنسانية، وكيفية تكوين علاقات العمل، كما يجب أن يكون لديه المقدرة على الإقناع والتأثير في الآخرين وفهم نفسياتهم؛ لأن دوره الأساسي هو صنع فريق متماسك متكاتف، وتحريك هذا الفريق نحو الهدف، ولا يمكن تأديه هذا الدور بدون قدرة عالية على الاتصال الفعّال.
ويمكن القول أن الاتصال من أهم الصفات التي يجب أن تتواجد في القائد، والاتصال له صور كثيرة، حيث يعتبر الاستماع والتحدث من أهم أساسيات فن الاتصال ومن أهم صوره، فيما يلي بعض النصائح لكي تكون مستمع عظيم ومتحدِ بارع.

  1. كيف تكون مستمعا جيدًا؟ إن الاستماع هو السر العظيم في التعامل مع الأفراد، ولهذا يمكنك أن تجعل من الاستماع وسيلة للتأثير في الآخرين، فعندما تستمع للشخص أكثر وأكثر، فأنت بذلك تعرف المزيد عنه؛ وبالتالي تكون أكثر فهم له، وبالتالي تستطيع إنشاء صلات أقوى معه، ولذلك فما أجمل الحكمة التي قالها بعض السلف: ( الصمت يجمع للرجل فضيلتين: السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه). وحتى تحقق ذلك العدل المنشود سنعطيك بعض النصائح حتى تكون مستمع عظيم:
    • كثّر من الأسئلة المفتوحة: هي الأسئلة التي تكون إجاباتها مفتوحة، لا تنتهي بنعم أو لا، وغالبًا تكون أداة السؤال هي: ماذا ؟ كيف ؟ لماذا ؟ من ؟ أين ؟ متى؟، فإنها تعطي الفرصة للشخص لكي يتكلم ويفصح عمّا بداخله.
    • ضع نفسك في موضع الطرف الآخر: حاول أن ترى العالم كما يراه هو وحاول أن تشعر بمشاعره هو.
    • مارس الانعكاس: بمعنى أن تلخص ما سمعت وتعبر بطريقته الخاصة عمّا قاله الشخص الآخر، فهذا يُظهر أنك تعيره انتباهك.
    • استخدم عينيك في التواصل: لا تحدّق في الشخص ولكن انظر إلى عينيه فقط.
    • اهتم بالآخرين: أظهر بأنك تعيره انتباهك بأن تقوم من حين لآخر بیز رأسك أو الإيماء أو بتعليق وجيز وتعاطف معه في الكلام.
    • اطلب توضيح إذا قال شيء لا تفهمه.
  2. التحدّث: قبل أن ندخل في الكلام عن مهارة التحدّث، يجب أن نقول أن اللّسان إما يكون لك أو عليك، بمعنى إما أن يكون اللّسان في صالحك فتجعله وسيلة ليس في التأثير في الناس فقط، بلّ وسيلة أيضًا لنيل رضى الله سبحانه وتعالى، وإما أن يكون ضدك فتخسر الناس وتجعل الله يغضب عليك. 
    وفي هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم). وكان أبو بكر رضي الله عنه يقول: (هذا الذي أوردني الموارد) ويمسك بلسانه. ومن أبرز النصائح:
    1. ابتعد عن التوبيخ واللوم: إن الأشياء السيئة التي يمكن لإنسان أن يفعلها هو أن يلوم أحدًا، فاللّوم يُفسد العلاقات الإنسانية كما يُفسد الخل العسل، وليس أحد منا معصوم من الخطأ، ومن ثم فنحن لن نستقيد شيئا من لوم الآخرين. ويقول بيل كارنيجي (مطوّر الدروس المشهورة في تحسين الذات): “قبل من أن ندين الناس دعنا نحاول أن نفهمهم، ولنحاول أن نعرف لماذا يفعلون ما سيفعلون؟ فهذا أكثر إفادة وإثارة للاهتمام من النقد، كما أنه يؤدي إلى التعامل والتسامح والعطف، أن تعرف الجميع فهذا يعني أن تغفر للجميع”.
    2. المدح والثناء: إن الإنسان مفطور على المدح والثناء فهو جزء منه، فكما يقول جون يوي (فيلسوف وزعيم من زعماء الفلسفة البراغماتية): “اعمق دافع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئا مذكورًا”، فلنحاول أن تُعدد الصفات الطبية في كل إنسان نلقاه، وأن نمنحه تقديرنا المخلص دون تملّق، ولذلك كُنّ كريم في المدح واحترام الناس، وسيذكروا كلماتك سنوات كثيرة حتى بعد أن تنساها أنت.
    3. الابتسامة: إن التعبير الذي يرتسم على وجه المرء أهم من الملابس التي يرتديها؛ لأن تعابير الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرًا من اللّسان، ولا تحسب بأننا نعني بالابتسامة مجرد أن ترتسمها على الشفتين، لا يكون روح فيها ولا إخلاص؛ إنما الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس.

شارك المقالة: