تُعبرّ الجدارة الائتمانية عن مدى قدرة العميل على الحصول على الائتمان المالي من البنوك، وكذلك عن مدى التزامه بالدفعات الشهرية المترتبة عليه، ومدى السيطرة والتحكم بأسعار الفائدة والمحافظة عليها ضمن الإطار المحدد وعدم التعرض إلى زيادتها من قِبل البنوك، فكلَّما كان العميل غير قادر على السداد كلَّما لجأ البنك إلى رفع أسعار الفائدة.
محددات الجدارة الائتمانية:
العديد من المحددات والصعوبات التي تُعيق عملية الجدارة الائتمانية للأفراد وخصوصاً للدول والحكومات، أهمَّها وأغلبها عملية توفير الأموال الخاصة للاستثمارات المالية الدولية الكبيرة؛ وذلك نظراً لانخفاض المدخرات المالية المخصصة لهذا المجال وكذلك لصعوبة الحصول موارد مالية مخصصة للعملية التمويلية الاستثمارية؛ ممّا يؤدي إلى التوجه لعمليات الاقتراض من البنوك ومؤسسات البنك الدولي ومؤسسات الإقراض الدولي؛ وذلك للعمل على تحفيز وزيادة نسبة الاستثمارات وتحريك العجلة الاقتصادية؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحسين أمور الدولة بشكل عام.
وكذلك من أهم المحددات التي تواجه الجدارة الائتمانية الخاصة بالدول هو وجود العديد من الديون المترتبة على الدولة ووجود نقص في ميزان المدفوعات، والعديد من الديون الخارجية والمتنوعة؛ وللحصول على جدارة ائتمانية مثالية وجيدة يجب العمل على تخفيض هذه الديون عن طريق الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك العمل على زيادة نسبة الإيرادات المالية المخصصة لهذا المجال.
ما هي التدابير الواجب اتخاذها لتحسين الجدارة الائتمانية؟
العديد من التدابير والإجراءات الواجب اتخاذها؛ لغايات تحسين الجدارة الائتمانية وتنميتها وتطويرها وكذلك لمساعدة الدول على تخفيض الديون المترتبة عليها، وأهمها العمل على خلق موارد مالية جديدة متخصصة متنوعة ومستقرة غير قابلة للتعرض للمخاطرة بشكل كبير. وكذلك العمل على تطوير العديد من القطاعات التي تعمل على زيادة الإيرادات المالية للدولة وأهمها قطاع السياحة والسياحة العلاجية والتي تزيد من نسبة الإيرادات المالية بشكل عام، وقطاع الصناعة والتي بدورها تعمل على زيادة نسبة الناتج المحلي الإجمالي وتعمل على تحسين وموازنة ميزان المدفوعات.
وكذلك من أهم التدابير الواجب اتخاذها هي العمل على زيادة نسبة الاستثمارات المالية في الأوراق المالية قليلة المخاطرة مثل السندات، والتي بدورها تعمل على توفير إيرادات مالية ودخل ثابت دون التعرض إلى المخاطرة بشكل كبير.
