مظاهر الروح المعنوية السلبية:
من علامات تدني مستوى الروح المعنوية هي التباطؤ أو التوقف عن العمل أو التقدم باستقالات وارتفاع مستوى الغياب والتأخير وعدم الاستقرار، ويمكن ذكر هذه المظاهر السلبية للروح المعنوية في ما يلي:
1.فقدان الاهتمام:
إن عدم الاهتمام بالعمل هو من أكثر العوامل انتشارًا التي تسبب عدم الاستقرار الصناعي، وكثيرًا ما يتم التعبير ذلك عن التعب أو الملل ويعتبر التعب والملل عاملين من العوامل التي لها أثر على الروح المعنوية. وينظر بعض مفكرين الإدارة مثل (كوزان) إلى التعب أنه محاولة فسيولوجية وسيكولوجية في وقت واحد.
فالتعب النفسي في رأيه يرجع إلى الجهد العضلي من جهة وإلى الصراع العاطفي من جهة أخرى. وفي دراسة تأثير التعب على الإنتاجية، يتم ملاحظة أنه يتضح من فقدان الاهتمام بالفعل تقل الإنتاجية مع مرور ساعات العمل، ويمكن تمثيل ذلك من خلال منحنى يطلق عليه “منحنی التعب”.
منحنى التعب:
ويلاحظ في المنحنى ما يلي:
- يمثل هذا المنحنى إنتاجية الموظف التي تقسم على على فترات زمنية، كل فترة منها (15) دقيقة خلال يوم العمل.
- عندما يبدأ العمل يبدأ الإنتاج في الارتفاع في فترة التسخين بعدها يتم الوصول إلى القمة، ثم يبدأ بعدها في الانحدار.
- تأتي فترة الراحة عن طريق الانحدار، فتتبع بزيادة في الإنتاج، ولكنّها لا تصل إلى المستوى الأول الذي وصلت له في بداية اليوم، ثم نبدأ في الانحدار مرة أخرى وحتى نهاية اليوم.
أما العمل، يتخذ شكل آخر، فالعمل الرتيب قد يكون سبب إثارة دائمة للموظف فيتوقع الحافز في عمله، فالموظف هنا يصبح قليل الهمة ويكون اهتمامه بالعمل غير قوي، وعلى عكس منحنى التعب، فيتم ملاحظة أن الإنتاج يقل جدًا في منتصف (15 دقيقة) ويرتفع في النهاية، ذلك في حد ذاته يعبّر عن الراحة الذي يشعر به الموظف بسبب قُرب تخلصه من العمل.
وتقوم الإدارة إلى الاهتمام بالتعب من الجهة البدنية، ذلك من خلال منح فترات راحة أكثر تكرار أو من خلال تخفيض النشاط البدني بزيادة الآلية أو تقديم المساعدة، أما في مجال الملّل فتقوم الإدارة إلى اختيار الموظفين الملائمين وتنوع المُثيرات للتخفيض من مستوى الملل والآثار الناتجة عنه مع تنشيط الموظفين من وقت لآخر؛ حتى تحافظ الإدارة على مستوى أداء محدد.
2. الغياب (ABSENTEEISM):
إن ارتفاع نسبة الغياب تعتبر من أهم علامات تدني الروح المعنوية، ففي الأوضاع العادية يكون الغياب العادي هو ستة أيام في السنة بالنسبة للموظفين الذين يحصلون على أجور سنوية، ومثل ذلك نسبة (3%). وهذه النسبة تختلف باختلاف السمات الشخصية ونوع العمل والصناعة وغيرها من الظروف، لكن إذا ارتفع الغياب عن النسب المحتملة، يجب دراسة أسباب هذا وتعتبر الروح المعنوية عبارة عن عامل من عوامل الغياب وأهم أسباب الغياب هو المرض، ويلاحظ أن نسبة الغياب بين الشباب أعلى من نسبتها بين ممّن تجاوزوا عمر 45 سنة، وإن كان غيابهم أقل في طول مدته.
3. دوران العمل (Lahar turnver):
هو من أقدم أشكال عدم الاستقرار الصناعي؛ لأن استخدام الموظفين والاستغناء عنهم وإحلال بعضهم محل البعض يسبب عدم الاستقرار، ويجب أن نفهم أن بعض هذه التغييرات من غير الممكن النظر لها على أنها تعبير عن عدم رضا الموظفين عن العمل، فالبعض منهم يترك العمل على بناءً على رغبة صاحب العمل، أما ترك العمل ودوران العمل بشكل عام يتكون من الموظفين باختيارهم، فقد يدل بعضه على تدني الروح المعنوية، وإن كان ليس له علاقة بالعمل. وأية زيادة في هذه العوامل يجب دراستها.
مقياس لدوران العمل:
أسهل مقياس لدوران العمل هو ما يُطلق عليه معدل الانفصال (seberation rate)، وهو ما يُعرف بأنه عدد الانفصالات في العمل بين كل مئة من الموارد البشرية العاملة في المنظمة. وتحتوي الانفصالات ترك العمل والفصل والإيقاف ويؤخذ المتوسط من عدد الموظفين في استمارات الصرف في أول المدة+ عددهم في آخر المدة والقسمة على 2. ويعيب هذا المقياس أنه لا يأخذ في الاعتبار العمال الدوريين أو الموسميين
مقياس دوان العمل = (المتوسط الحسابي لعدد الموظفين في استمارات الصرف أول المدة + عددهم في آخر المدة)/ 2
4. مشاكل التنظيم:
هذه المشاكل تشير إلى تدني الروح المعنوية، فمسببي هذه المشاكل والمخالفات يتصفون بالعصبية ولا يتصفون بالتفاؤل تجاه المنظمة، قد يبدو في بعض الأوقات أن مخالفة التعليمات يكون بسبب عدم التوجيه أو عدم المعرفة بهذه العمليات، أو نقص الإشراف، ولكن العديد منها يعود إلى أسباب أکثر عمق مثل عدم الاهتمام أو النقل الخاطئ، وتتأثر معنويات الموظفين بالقواعد التنظيمية ذاتها وكيفية الالتزام بهذه القواعد، فقسم من القواعد قد يكون غير مقبول منطقيًا، والقسم الآخر يكون ظالم وقد لا يكون ذلك ملائم مع الذنب.
5. التوقف عن العمل:
الإضرابات تعتبر من أكثر مظاهر عدم الاستقرار في الصناعة ولا يعتبر كل توقف عن العمل إضراب، فيوجد الاعتصام، وهو في العادة ما يكون مقدمة للأضرار. ويواجه المدراء تعب حقيقي في تحليل السلوك الذي يخص الإضراب، وإن كان أهم الأسباب هو رفع الأجور وظروف العمل ويكون حلها من خلال التسويات.