نظرية الميزة النسبية في التجارة الدولية

اقرأ في هذا المقال


يوجد مجموعة من النظريات التي يتم استخدامها في التجارة الدولية؛ لكي تساهم في تحقيق الميزة التنافسية مع منافساتها في السوق الدولي ومن هذه النظريات نظرية الميزة النسبية.

ما هي نظرية الميزة النسبية؟

يعتمد الأساس في هذه النظرية على اعتبار أن قيمة السعلة تتحدد، ففي ضوء حجم العمل اللازم لإنتاجها وفق نظرية الاقتصادي الإنجليزي ديفيد ركاردو، حيث تصبح تكلفة السلعة التي تحتاج عشرون ساعة عمل نصف تكلفة السلعة التي يحتاج إنتاجها لعشر ساعات عمل.
والسؤال الآن، لماذا هناك ختلاف في تكاليف وأسعار المنتجات من بلد لآخر؟ الإجابة هي أن السبب الرئيسي يكمن في الاختلاف في هيكل التكلفة الحقيقية للمنتج، الذي يختلف لاختلاف بنية وتركيبة عناصر الإنتاج للسلعة نفسها بين دولة وأخرى، فمثلاً نقول أن زراعة القمح في دول الشرق الأوسط بحاجة لكميات كبيرة من الماء، للقيام بعملية الرّي واستخدام أنواع مركبة من الأسمدة الكيميائية، التي تعمل على ارتفاع التكلفة بالقياس من زراعة القمح في إسبانيا، أو أمريكا أو البرتغال التي لا تحتاج لتكلفة المياه بفعل العوامل الطبيعية.
والاختلاف في استخدام بذور مختلفة، من حيث الإنتاجية يقود لمضاعفة الإنتاج في الدولة دون غيرها؛ ممّا يؤدي أيضًا لتخفيض التكلفة للوحدة الواحدة من الإنتاج بالقياس مع الدولة الأخرى، لهذا يمكن الركون على نظرية ريكاردو في ظل ظروف الإنتاج والتسويق الدوليين في الوقت الحالي؛ لأن التكلفة والسعر لا يتم تحديدها بناءً على الزمن المستغرق في إنتاج كل سلعة، بل على أساس عناصر الإنتاج والتقنيات ومهارات الإدارة والجهاز الفني وغير ذلك.
والإسقاط المُبسَّط على الأمثلة التي ساقها ريكاردو يقود إلى التسليم بضرورة تفعيل التجارة الدولية؛ بسبب الاختلاف بالنسبة لنفس المنتج بين دولة وأخرى. ويمكن توضيح ذلك من خلال المثال التالي:

الدولة /السلعة الحاسوب السجاد اليدوي
سوريا 8 ساعات 25 ساعة
ماليزيا 2 ساعة 50 ساعة

تكلفة إنتاج السلعة مقاسة بالزمن

ويتَّضح من ما سبق ذكره في الجدول السابق أن تتخصص دولة سوريا في إنتاج السجاد اليدوي؛ لأنها تتمتع بالميزة النسبية في إنتناجه وأن تقوم باستيراد الحواسيب من دولة ماليزيا؛ لأن تكاليف الإنتاج تعادل ربع الوحدات الزمنية اللازمة لإنتاج الحاسوب في دولة سوريا. وبالمقابل من الأفضل لماليزيا أن تستورد السجاد اليدوي السوري؛ لأن التكلفة لديها تعادل ضعف التكفلة في حال إنتاجه في سوريا.
ومن وجهة نظر ديفيد ريكاردو إلى تعظيم منافع البلدان، عن طريق التبادل للسلع التي تنتجها وتتمتع بالميزة النسبية في إنتاجها مع دول أخرى، والتبادل من خلال الاستيراد للسلع التي لا تتمتع فيها بالميزة النسبية، وهذا يتطلب من أن تتخصص سوريا في صناعة السجاد اليدوي وماليزيا في صناعة الحواسيب الإلكترونية.

انتقاد نظرية الميزة النسبية:

تعرَّضت هذه النظرية للكثير من الانتقادات، ومن أهم هذه الانتقادات عدم المصداقية النظرية وهو العمل أساس القيمة، إضافة إلى أن الكثير من الافتراضات التي تحدث بها غير واقعية، لكن تأثيره لا يزال باقي حتى هذا الوقت؛ بسبب اعتمادها على الطريقة المبسطة في حسابات التكلفة، دون أن يتم الدخول التفصيلي في تعقيدات بنية وهيكل التكاليف بالنسبة لإنتاج السلع والخدمات، وربما يكون من الأفضل هو استخدام هذه النظرية بالنسبة للإنتاج الزراعي.


شارك المقالة: