يوجد مجموعة من النماذج التي يتم استخدامها من قبل منظمات الأعمال لتصميم استراتيجية إدارة الموارد البشرية، ومن هذه النماذج نموذج التطابق الاستراتيجي.
نموذج التطابق الاستراتيجي لتصميم استراتيجية الموارد البشرية
كلمة التطابق يقصد بها الاندماج والتكامل والتوافق بين استراتيجية إدارة الموارد البشرية وبين استراتيجية المنظمة بشكل عام، حيث استراتيجية إدارة الموارد البشرية بناءً على هذا النموذج جزء لا يتجزأ من استراتيجية الموارد البشرية.
نموذج التطابق يعتمد بطريقة رئيسية على استراتيجية المنظمة التي ينتج عنها استراتيجية لوحدات الأعمال، وبعدها استراتيجية لكل وظائف المنظمة بدءً من وظيفة الإنتاج، ووظيفة التسويق، ووظيفة الشراء، والوظيفة المالية، ووظيفة إدارة الموارد البشرية التي يتفرع منها القواعد والسياسات والبرامج والممارسة والعلاقات مع العملاء والعلاقات مع النقابات العمالية والعلاقة مع الحكومة والعلاقة مع المجتمع المحلي للمنظمة.
هذا النموذج معتمد بشكل رئيس على مبدأ وهو الوصول لتحقيق التوافق والانسجام بين استراتيجية إدارة الموارد البشرية واستراتيجية المنظمة، في ظل تأثير البيئة الداخلية والبيئة الخارجية، بطريقة توضع استراتيجية الموارد بما يندمج مع رسالة المنظمة واستراتيجياتها ويحقق رغباتها، هذا التوجه يتطلب بالضرورة أن تتكامل وتتناسب مع أنشطة وممارسات إدارة الموارد البشرية مع احتياجات استراتيجية المنظمة ووحدات الأعمال فيها.
عدم التطابق سوف يؤدي إلى حالة من التضارب بينهم، وهذا سوف يكون له انعكاس بطريقة سلبية على أداء وتصرفات العناصر البشرية في العمل؛ بسبب عدم وجود الاندماج والتناغم بين استراتيجية المنظمة واستراتيجية إدارة الموارد البشرية ويقل مستوى الفاعلية التنظيمية بشكل حتمي، وهذا بالتالي سوف يكون له أثر في نجاح المنظمة.
وبناءً على المبدأ السابق يحتاج نموذج التطابق الاستراتيجي أن أي تغيير قد يحدث على استراتيجية المنظمة، يشترط أهمية إحداث التغيير في استراتيجية وإدارة الموارد البشرية، بطريقة تتطابق وتتلاءم مع التعديل الأول، وهذا ينتج عنه معلومات مهمة وهي:
إن موضوع استقرار استراتيجية الموارد البشرية قائم ومرهون على استقرار استراتيجية المنظمة، قائمة على أن استراتيجية إدارة الموارد البشرية تعتبر جزء من استراتيجية المنظمة، فاستراتيجية المنظمة تعتبر متغير مستقل بينما استراتيجية إدارة الموارد البشرية يعتبر متغير تابع لاستراتيجية المنظمة.