قصة الحمامة المطوقة

اقرأ في هذا المقال


من أجل اكتساب القيم الأخلاقية بشكل صحيح وبكامل الإدراك يجب أن يتم تعليمها للأطفال بشكل غير مباشر، سنحكي في قصة اليوم عن غراب تعلّم درساً عن الوفاء والحكمة من خلال سماعه حوار دار بين الحمامة المطوقة وصديقها الجرذ.

الحمامة المطوقة:

في إحدى المرات كان هناك غراب يعيش في سعادة واطمئنان ولم يكن لدى هذا الغراب أي شيء يعكّر حياته أو يزعجه، وفي يوم من الأيام بينما كان جالساً على وكره إذ رأى صياداً قادماً من بعيد؛ فاستغرب من قدومه فقال: ومن جاء به هنا؟ هل يريد اصطيادي حقاً ربما يكون لديه مهمة يريد تأديتها ثم يذهب، فطار هذا الغراب من وكره ثم اختبأ خلف الشجرة فرأى الصياد ينثر الحب على الأرض ويهرب، قال في نفسه: يا له من صياد غادر.

بينما الغراب يراقب هذا الصياد رأى حمامة وخلفها سرب من الحمام، وكان مهاجراً من أجل البحث عن طعام، وكان من بينهما حمامة تسمّى الحمامة المطوقة؛ وذلك من أجل وجود طوق على عنقها، فهبطت هذه الحمامة ومن معها من أجل التقاط الحبوب التي رماها هذا الصياد، وعندما هبطت سرعان ما أغلقت شبكة الصياد حولها، أغلق الغراب عينيه من شدة هول المشهد ولكن عندما عاد وفتحهما تعجّب ممّا رأى.

عندما بدأت الشبكة تغلق على الحمامة أسرعت بالطيران فطارت معها الشبكة، عندما رأى الصياد ذلك ركض خلف الشبكة لعله يظفر بأي شيء منها ولكنه لم يستطيع ذلك، فنظر له الغراب وقال في نفس: يا له من صياد حزين فرحته لم تتم، وظل هذا الغراب يراقب ماذا ستفعل الحمامة الطائرة داخل الشبكة، وكانت تطلب من أصدقائها الطيران للبحث عن مكان آخر تتواجد به الحبوب.

ظلت هذه الحمامة تطير حتى وجدت مكان آمن لتذهب إليه، وكان جحر لأحد الجرذان وكان من أصدقائها القدامى، أمّا الصياد فقد كان واقفاً ويشعر بالحسرة لما حدث معه، وأمّا الغراب فكان يتابع الأحداث كمن يشاهد فيلم تلفزيوني، فشاهد الحمامة والجرذ على السطح فسأل الجرذ الحمامة: ماذا جرى؟ فردت عليه الحمام: أرجوك يجب عليك فك عقدة هذه الشبكة لكي تنقذ أصدقائي، فقال لها: ولكن أنتِ صديقتي المقربة ويجب علي إنقاذك أولاً فردت عليه: ولكن أخاف أن تفك العقدة عني ثم تشعر بالملل ولا تستطيع إنقاذ بقية أصدقائي.

تعجّب الغراب ممّا رأى من إصرار الحمامة على إنقاذ أصدقائها وحرصها عليهم، فقال للجرذ: يجب عليك البدء بفك العقدة عن أصدقائي فعندما تبدأ بهم لا بدّ أن هذا الولاء سيدفعكِ للإكمال إلى النهاية، اندهش هذا الغراب من حكمة هذه الحمامة المطوقة ومن شدة إخلاصها لأصدقائها وشعر أنه تعلّم درساً من حكمة الحمامة ووفاء الجرذ.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبداله/2010قصص وحكايات//مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018


شارك المقالة: