قصة الكنوز الثلاثة للعمالقة

اقرأ في هذا المقال


الكنوز الثلاثة للعمالقة( The Three Treasures of the Giants) هي حكاية خرافية سلافونية جمعها لويس ليجر في (Contes Populaires Slaves) أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية البرتقالي. أدرجتها روث مانينغ ساندرز على أنها “الملك جوني” في كتاب العمالقة.

الشخصيات:

  • جاك.
  • مارتن.
  • مايكل.

قصة الكنوز الثلاثة للعمالقة:

منذ زمن بعيد عاش رجل عجوز وزوجته لهما ثلاثة أبناء، الاكبر كان يدعى مارتن، والثاني مايكل، والثالث اسمه جاك، وفي إحدى الأمسيات جلسوا جميعًا حول المائدة، يتناولون عشاءهم من الخبز والحليب، قال الرجل العجوز فجأة: مارتن، أشعر أنني لا أستطيع العيش لفترة أطول، أنت أكبر أبنائي ، سترث هذا الكوخ، ولكن، إذا كنت تقدر بركتي​​، فاحسن لأمك وإخوتك.
أجاب مارتن: بالتأكيد يا أبي، فكيف تظن أني سأسئ لهم ؟ لكن مايكل نظر بدهشة، وكان جاك مندهشًا لدرجة أنّه نسي تمامًا تناول العشاء الخاص به، بعد فترة وجيزة مرض الأب، وأرسل لأبنائه الذين كانوا في الخارج للصيد لتوديعه، وبعد أن قدم نصيحة جيدة للاثنين الأكبر سناً، التفت إلى جاك.
قال: يا بني، إذا حرمتك السماء من بعض ذكائك، فقد منحتك قلبًا طيبًا، لذلك استمع دائمًا إلى ما يقوله، وانتبه إلى كلام والدتك وإخوتك، وهكذا غرق الرجل العجوز على الوسائد ومات حيث انطلقت صيحات الحزن التي أطلقها مارتن ومايكل في أرجاء المنزل، لكن جاك بقي بجانب سرير والده، ساكنًا كما لو كان ميتًا أيضًا، ثمّ نهض ودخل الحديقة واختبأ في بعض الأشجار وبكى كالطفل بينما استعد شقيقيه للجنازة.
بعد الدفن، ذهب مارتن ومايكل للسفر في العالم معًا للبحث عن المال، بينما ظل جاك في المنزل مع والدتهما، لم يكن جاك يحب شيئًا أفضل من الجلوس والحلم بجوار النار، لكن الأم، التي كانت كبيرة في السن أخبرته بضرورة البحث عن عمل مع إخوته.
لذلك، في صباح أحد الأيام، انطلق الثلاثة ؛ حمل مارتن ومايكل حقيبتين كبيرتين مليئتين بالطعام، أمّا جاك لم يقبل بحمل أي شئ مما أثارغضب اخوته، وبعد المسير مطولاً جلسوا تحت شجرة حوالي الظهر وبدأوا يأكلون، كان جاك جائعًا مثلهم، لكنه كان يعلم أنه لا فائدة من طلب أي شيء منهم وجلس تحت شجرة أخرى بعيدًا عنهم وبكى.
في المساء وصلوا إلى كوخ صغير، وطرقوا الباب وسألوا صاحب الكوخ العجوزعما إذا كانوا سيقضون الليل هناك، فدعاهم الرجل الذي كان يعمل في قطع الأخشاب، وعندما عرض عليهم أن يجلسوا لتناول العشاء، شكره مارتن، وأوضح أنّه لم يكن يريد سوى المأوى حيث كان لديهم الكثير من الطعام معهم، وفتح هو ومايكل حقائبهما على الفور وبدأ في تناول الطعام، بينما اختبأ جاك في الزاوية.
ولما رأت زوجة صاحب الكوخ جاك أشفقت عليه ودعته ليأتى ويتشاركوا عشاءهم، وهو ما فعله بسرور، وفي صباح اليوم التالي غادروا إلى غابة كثيفة وكانوا يتجولون هنا وهناك لفترة طويلة، لأنّه لم يكن لديهم طريق لإرشادهم، لكنهم وصلوا أخيرًا إلى فسحة واسعة، في وسطها كانت هناك قلعة، صرخ جاك بسعادة، لكن مارتن قال بحدة: لا بد أننا اتخذنا منعطفًا خاطئًا! دعونا نعود.
أجاب مايكل الذي كان جائعًا أيضًا: الأبله، وماذا يهم إذا ذهبنا إلى اليمين أو اليسار؟ وبدون كلمة أخرى، سلك الطريق إلى القلعة، تبعه عن كثب جاك، وبعد لحظة تبعهم مارتن بالمثل، كان باب القلعة مفتوحا حيث دخلوا بهو كبير ونظروا حولهم، ولم يكن من الممكن رؤية أي مخلوق، وفجأة شعر مارتن بالخوف قليلاً.
كان سيغادر القلعة في الحال، لكنّه توقف عندما سار جاك بجرأة إلى باب في الحائط وفتحه، فمر خلفه إلى قاعة رائعة كانت مليئة بقطع كبيرة من النقود النحاسية من الأرض إلى السقف حيث أذهل المشهد مارتن ومايكل، اللذين أفرغا كل المؤن التي بقيت من حقائبهما، وبدلا من ذلك ركوماها بحفنة من النحاس.
بالكاد فعلوا هذا عندما فتح جاك بابًا آخر، وهذه المرة أدى إلى قاعة مليئة بالفضة، وفي لحظة، قلب إخوته حقائبهم رأسًا على عقب بحيث سقطت النقود النحاسية على الأرض، وكانوا يجرفون حفنات من الفضة بدلاً من ذلك. لم ينتهوا من ذلك، عندما فتح جاك بابًا ثالثًا، وسقط الثلاثة في ذهول لأنّ هذه الغرفة كانت كتلة من الذهب، ساطعة جدًا لدرجة أن عيونهم كانت تؤلمهم وهم ينظرون إليها.
وسرعان ما أفرغوا حقائبهم من الفضة، وملأوها بالذهب بدلاً من ذلك، قال مارتن عندما لم يعد لديهم المزيد:من الأفضل أن نسرع ​​الآن لئلا يأتي شخص آخر، وربما لا نعرف ماذا نفعل، وتبعه مايكل الذي غادر القلعة على عجل، ظل جاك وراءه لبضع دقائق ليضع قطعًا من الذهب والفضة والنحاس في جيبه، ويأكل الطعام الذي ألقاه إخوته في الغرفة الأولى.
ثم ذهب وراءهم فوجدهم مستلقين في وسط الغابة. كان الوقت قريبًا من غروب الشمس، وبدأ مارتن يشعر بالجوع، لذلك، عندما وصل جاك ، طلب منه العودة إلى القلعة وإحضار الخبز والجبن الذي تركوه هناك، فأجاب جاك: إنّ الأمر لا يستحق فعل ذلك، لأنّي التقطت القطع وأكلتها بنفسي.
عند هذا الرد، أخوته غضب، وضربوه حتى تعبوا تمامًا، ثمّ صرخ مارتن وهو يركلة : اذهب حيث تريد، لكن لا تقترب منا مرة أخرى، وركض جاك المسكين وهو يبكي في الغابة، وفي صباح اليوم التالي، ذهب إخوته واشتروا منزلاً جميلاً، حيث كانوا يعيشون مع والدتهم مثل اللوردات العظام.
ظل جاك مختبئًا لعدّة ساعات، ثمّ بدأ يفكر في ما هو الأفضل له، ومطولاً قرر أن يذهب إلى القلعة ويأخذ معه الكثير من المال الذي سيمكنه من العيش في راحة لبقية حياته، ثمّ نهض، وانطلق على طول الطريق المؤدي إلى القلعة حيث كان الباب مفتوحًا ومضى حتى وصل إلى الصالة الذهبية، وهناك خلع سترته وربط الأكمام معًا حتى يصنع نوعًا من الحقيبة.
ثم بدأ في سكب الذهب بحفنات، عندما هز صوت مثل الرعد القلعة. تبع ذلك صوت أجش مثل صوت ثور يصرخ: أشم رائحة رجل، ودخل عملاقان، حيث قالا: أيتها الدودة الصغيرة! أنت من تسرق كنوزنا! صاح الأكبر: حسنًا، لقد حصلنا عليك الآن، وسنطبخك على العشاء! لكن قام العملاق الآخر بجذبه جانبًا.
وهمس: لإرضاء صديقي سأحافظ على حياتك بشرط أن تحمي كنوزنا في المستقبل، إذا كنت جائعًا، خذ هذه الطاولة الصغيرة وستمنحك عشاء إمبراطور! وستحصل على القدر الذي تريده من الطعام، وبقلبه الطيب، وعد جاك بحماية كنزهم ، ولعدّة أيام بقي لديهم، كان لديه كل ما يتمناه، ولم يفعل شيئًا من الصباح حتى الليل، لكنّه بدأ يتعب بشدة من كل ذلك.
قال لنفسه أخيرًا: دع العمالقة يحرسون كنوزهم بأنفسهم، سأذهب بعيدا، لكنني سأترك كل الذهب والفضة ورائي، ولن آخذ شيئًا غيرك، مائدتي الصغيرة الجيدة، ثمّ وضع الطاولة تحت ذراعه، وانطلق إلى الغابة وسرعان ما وجد نفسه في الحقول على الجانب الآخر، وهناك رأى رجلاً عجوزًا، توسل إلى جاك أن يعطيه شيئًا ليأكله.
أجاب جاك بمرح: لم يكن بإمكانك أن تسأل شخصًا أفضل، ووضع الطاولة أمامهم، وضربها ثلاث مرات ، صارخًا: عشاء إمبراطور! ولم يكد ينطق بالكلمات عندما ظهرت عليها الأسماك واللحوم من كل الأنواع! قال الرجل العجوز، عندما كان يأكل بقدر ما يريد: أعطني هذه الطاولة مقابل كنز لدي وهو أفضل، هل ترى هذا البوق؟ حسنًا، عليك فقط أن تخبرها أنك ترغب في تكوين جيش، وسيكون لديك العدد الذي تريده من الجنود.
فوافق جاك وأخذ البوق وأعطى الطاولة في المقابل، وانطلق في طريق آخر، وعندما شعر بالجوع، تمنى أن تعود طاولته مرة أخرى، وأراد بعض الطعام بشدة، وفي الحال دخل في ذهنه فكرة شريرة، واستخدم البوق كما أخبره الرجل العجوز، وطلب مائتي فرس، وسمع عن قرب صهيل الخيل وقرقعة السيوف.
اقترب الضابط الذي ركب على رأسهم من جاك، واستفسر بأدب عما يريدهم أن يفعلوه، أجاب جاك على بعد ميل على طول هذا الطريق، ستجد رجلاً عجوزًا يحمل طاولة، خذ الطاولة منه واحضرها لي، بالفعل عاد الفرسان بعد عشر دقائق حاملين الطاولة معهم.
قال جاك: هذا كل شيء، شكرًا لك، واختفى الجنود داخل البوق، وتناول جاك الطعام، متناسيًا تمامًا أنه مدين بذلك للرجل العجوز، وفي اليوم التالي، سار باتجاه أقرب بلدة، وفي الطريق إلى هناك التقى برجل عجوز آخر، طلب منه شيئًا ليأكله، وبعدما أعطاه جاك الطعام، طلب منه العجوز المائدة مقابل حقيبة عجيبة ، فوافق جاك وأخذ الحقيبة مقابل الطاولة.
بعد خمس دقائق، استدعى خمسمائة من الفرسانمن البوق وأمرهم بالسعي وراء الرجل العجوز وإحضار الطاولة، وبعد أن حصل على بمكره على الأشياء السحرية، قرر العودة إلى موطنه الأصلي، قام بتلطيخ وجهه بالأوساخ، وتمزيق ملابسه ليبدو وكأنه متسول، متظاهرًا بأنه يبحث عن المال أو الطعام، واستجوب المارة عن أخبار القرية.
وبهذه الطريقة علم أن إخوته أصبحوا رجالًا عظماء يحظون باحترام كبير في جميع أنحاء البلاد، فلما سمع بذلك ، لم يضيع وقته في الذهاب إلى باب منزلهم الجيد والتوسل إليهم لإعطائه الطعام والمأوى، لكن الشيء الوحيد الذي حصل عليه هو الطرد وأمروه بالتسول في مكان آخر، ولكن بناءً على طلب والدتهما، قيل له أن يمضي الليلة في الإسطبل.
ظل جاك هنا لعدة أيام، دون أن يفعل شيئًا، وكان الجميع يعرف أنه لم يأكل شيئًا حيث حير هذا السلوك إخوته كثيرًا، وطرحوا عليه أسئلة مستمرة، لدرجة أنه أخبرهم بسر المائدة، بل وأقام لهم عشاءًا كبيرًا، ولكن على الرغم من أنهم وعدوا رسميًا بعدم الكشف عنسر الطاولة ، إلا أن الحكاية تسربت بطريقة أو بأخرى، وسرعان ما وصلت إلى آذان الملك نفسه.
في ذلك المساء، وصل خادم الملك إلى منزل جاك، وطلب أن يستعير الطاولة لمدة ثلاثة أيام، وافق جاك وأخبر الخادم أنه يجب على الملك أن يردها في نهاية الأيام الثلاثة وإلا سيشن الحرب عليه، لذا حمل الخادم الطاولة وأخذها مباشرة إلى الملك، وأخبره في نفس الوقت بتهديد جاك، حيث ضحك الملك من كلامه.

اعندما انتهت الأيام الثلاثة لم يكن الملك قادرًا على اتخاذ قرار بالتخلي عنها، لذلك، أرسل إلى نجاره وأمره بصنع نسخه من الطاولة ثمّ أخبرالخادم أن يعيدها إلى جاك مع خالص الشكر، وعندما كان وقت العشاء، وقد دعا جاك خادم الملك لتناوله معه، فأمر جاك الطاولة أن تحضر له الطعام ولكن دون جدوى، لذلك صاح جاك بصوت الرعد، وسحق الطاولة بين يديه، والتفت إلى الخادم الذي كان مرتبكًا و يتساءل كيف يهرب.
قال جاك: أخبر ملكك الكاذب أنني سأدمر قلعته غدًا بنفس السهولة التي كسرت بها هذه الطاولة، فسارع خادم المنزل إلى القصر، وأخبر الملك الذي ضحك لهذا، ولكن عندما استيقظ في صباح اليوم التالي ورأى عشرة آلاف فارس وكثير من الرماة يحيطون بالقصر، رأى الملك أنه لا جدوى من الصمود، ورفع العلم الأبيض في يد، والطاولة الحقيقية في اليد الأخرى، واعتذر من جاك وطلب المسامحة.
ثمّ أخبر الملك جاك بأنّه سيمنحه ابنته كزوجة له! فوافق جاك وأقام وليمة كبيرة للأحتفال بالزواج، ثمّ قال له الملك يومًا: أنت شاب وقوي وأنا عجوز ومتعب، خذ تاجي من رأسي، واحكم شعبي أفضل ممّا فعلت أنا، وتم إرضاء طموح جاك حيث لم يكن يأمل في أن يكون أكثر من ملك، وطالما كان لديه بوق لتزويده بالجنود فهو آمن ضد أعدائه.
لم يسامح إخوته أبدًا على الطريقة التي عاملوه بها، رغم أنه قدم لوالدته قلعة جميلة وكل ما يمكن أن تتمناه، وفي وسط قصره كانت توجد غرفة كنز ، وفي هذه الغرفة كانت الطاولة، والبوق، والحقيبة من أغلى ممتلكاته، وحكم البلاد بسعادة بالغة.

المصدر: https://www.sacred-texts.com/neu/lfb/or/orfb21.htmThe Three Treasures of the Giants ,https://xenoblade.fandom.com/wiki/The_Giants%27_Treasures,The Three Treasures of the Giants ,https://en.wikipedia.org/wiki/The_Three_Treasures_of_the_Giants,The Three Treasures of the Giants ,


شارك المقالة: