العلاقة بين اختيار طريقة التدريس المناسبة وكيفية استخدامها في الأنشطة الرياضية

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين اختيار طريقة التدريس المناسبة وكيفية استخدامها في الأنشطة الرياضية:

فيما يتعلق بتقديم الحركة الرياضية عن طريق النموذج الشخصي والشرح اللفظي، فإن هاتين الطريقتين يتم العمل على استخدامها ضمن نطاق عالمي بشكل تقريبي متكامل، ففي الواقع نجد أن عدداً كبيراً من الأفراد الرياضيين المدرسين أو المدربين كثيراً ما يخطئهم التوفيق باعتبارهم أفراد خبراء في تعليم المهارات الحركية؛ وذلك لاعتمادهم اعتماداً كبيراً أكبر من اللازم على هاتين الطريقتين فقط، ولكن بما أن هاتين الطريقتين واسعتان الانتشار بين جميع مدربين ومدرسين التربية الرياضية، فإنه يجب العمل على استخدامهما استخداماً مفيداً بشكل كبير متكامل.

فطريقة الشرح اللفظي عن طريق القيام بالنموذج قد تزيد فائدتها أو تقل تبعاً للكيفية التي استخدمت بها، فعلى سبيل المثال إذا تم الفرض مثلاً أن مدرسين أو مدربين التربية الرياضية أراد أن يعلم اللاعبين مهارة السباحة على الصدر، وقام باستخدام طريقة النموذج فقام بسباحة حوض السباحة بالطول بأحسن طريقة للأداء وضمن أقصى سرعة يمكنه القيام بها، فإنه بذلك يكون قد بعث ونشر السرور والفرح والسعادة والإعجاب في نفوس اللاعبين المبتدئين.

ولكنه لا يكون قد أفادهم من جهة تحليل الحركة تحليلاً مفيداً؛ وذلك لأنه سرعته تصبح عائقاً كبيراً لقدرة اللاعب المبتدئ على رؤية تفاصيل الحركة وتحليلها تحليلاً يطبع هذه التفاصيل في مخيلته، وقد يكون هذا العرض من السباحة مفيداً كوسيلة استثارة الميل والرغبة في تعلم السباحة، ولكنه لا يصلح للتقديم العون والمساعدة للاعب المبتدئ على تعلم المهارة الرياضية.

فإن النموذج المراد منه تمكين اللاعب المبتدئ من التعلم الرياضي لا بُدّ وأن يقوم باتخاذ شكل دراسي آخر، وكأن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب بحركات الذراعين، ثم حركات الرجلين وغيرها من الحركات على الأرض وأمام اللاعبين بكل بطء وبطريقة تسمح لهم بتحليل هذه الحركات تحليلاً يعلق بأذهانهم، أو أن يقوم بنفس الحركات في الماء وهو معلق من جهاز يجعله لا يتقدم للأمام أو يجعله يتقدم ببطء، بحيث يكون في مدى رؤية اللاعبين بوضوح؛ وذلك لكي يتمكنوا من التحليل اللازم للحركة.

حيث قد تكون هذه الطريقة طريقة غير مثيرة، ولكنها أنجح الوسائل فيما يتعلق باستخدام طريقة النموذج بغرض التعليم، وهذه الطريقة هي نفس القاعدة التي يتم اتباعها عن العرض السينمائي للحركة، وإذا أن العرض في هذه الحالة يكون بطيئاً، كما أنه في بعض الأحيان يتم تفضيل هذه الطريقة في إصلاح الأخطاء على الشرح بالألفاظ المناسبة، فمن الأفضل استخدام طريقة النموذج بعد أن يشعر بحاجتهم إلى شرح عملي، أو رؤية الحركة تؤدي من المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أو من اللاعب الذي يجيد القيام بهذه المهارة.

فمثلاً يترك اللاعبين للقيام بالحركة في نشاط رياضي حر، حيث يجربون بأنفسهم مقدار الصعوبة في أدائها، ثم يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي باقتراح أن يقوم أحد اللاعبين الذين يجيدونها بعمل نموذج لهذه المهارة، حيث أن هذه اللحظة تعتبر لحظة حركية وتعليمية ممتازة؛ أي بمعنى لحظة شعور الفرد الرياضي المتعلم (اللاعب)، بالحاجة إلى رؤية النموذج، وهو بهذه الطريقة يضمن استثارة انتباه اللاعبين لدقائق الحركة أكثر.

أما فيما يتعلق بطريقة الشرح اللفظي، فإن يوجد الكثير والعديد من العوامل والعناصر التي يجب ملاحظتها عند استخدام هذه الطريقة، فنغمة الصوت وشدة ارتفاعه أو انخفاضه، ومخارج الألفاظ وطريقة النطق وسرعة الكلام واختيار الألفاظ ووحدة الموضوع وانسجام الكلام، بالإضافة إلى توجيه الاهتمام به إلى النقاط الأساسية من المهارة الرياضية.

فإن عدم وحدة الموضوع الرياضي، وعدم توافق أجزائه عند القيام بشرحه شفوياً، يؤدي إلى عدم صفاء تعلمه، ولكن طريقة الكلام التي تذهب مباشرة إلى الموضوع بطريقة واضحة منطقية التي تساعد على الفهم والتعلم، كما أن الألفاظ التي تستعمل في شرح موضوع رياضي محدد يجب أن تكون في مستوى ذكاء وفهم الأفراد الرياضيين المتعلمين وقدرتهم على الاستيعاب ومحصولهم اللغوي، وإلا ضاعت كل الفائدة التي يرمى إليها المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي.

فعلى سبيل المثال عند تعليم الجري السريع (مهارة العدو)، لطلبة الجامعة مثلاً يجوز العمل على استعمال العبارة التالية: يجب أن تكون حركات الذراعين في مستوى عمودي ومستوى موازي لاتجاه حركة الجري.

طبيعة العلاقة بين اختيار طريقة التدريس المناسبة وكيفية استخدامها في الأنشطة الرياضية:

إن نسبة الاعتماد على كل طريقة يختارها المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي، تعتبر نقطة مهمة وذكية، حيث إذا كان المدرس الرياضي بشرح شرحاً شفوياً وافياً ولم يقوم باستخدام النموذج، أو تم استخدامه استخداماً غير كافي، أو قام المدرس الرياضي بالعكس؛ أي بمعنى اعتمد على طريقة النموذج وقام بإهمال الشرح الشفوي، فإنه يقوم قد انتهج نهجاً خاطئاً.

فعلى سبيل المثال إذا رسم المدرب خطة كرة القدم على السبورة وقام ببحث ودراسة ولم يقوم بتقديم نموذج للخطة عملياً، أو أنه على الأقل لم يبين النقاط التي لم نتمكن من شرحها بالرسم، فإنه يكون قد أخطأ، أما في حالة اعتمد المدرب اعتماداً كبيراً على وضع حاجز بالعرض على ارتفاع معين أمام نقطة بداية الوثب في التدريب على الوثب العريض، فقد ينتهي الأمر إلى إخراج لاعب رياضي متوسط القدرة على الوثب العالي بدلاً من لاعب رياضي قدير في الوثب العريض.

وذلك كله بسبب انصراف الاهتمام والعناية إلى طريقة معينة من طرق تعلم المهارة، أما في حالة تم إعطاء الطريقة الشرح اهتمام زائد نسبياً، فبالطبع تتوقف نسبة الاهتمام والاعتماد على طريقة معينة دون الاعتماد إلى نوع المهارة نفسها ونوع اللاعب الرياضي المتعلم بالإضافة إلى الموقف التعليمي كله، حيث أن هذا يجعل من المستحيل إطلاق أية عبارة تحدد نوع الطريقة العامة الواجب اتباعها بطريقة مطلقة في كل المواقف الرياضية التي تحدث في الملاعب الرياضية، أو الأماكن الرياضية بشكل عام.

كما أن المظهر الرئيسي والظاهر لنشاط المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي في الملاعب الرياضية، هو تدريس أوجه النشاط الحركي، وما يتخلل ذلك من خبرات تربوية يستغلها في تربية طلابه، أما فيما يتعلق بهذا النشاط الرياضي أو النشاط البدني الحركي نجد أن المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي يقومون بدورين رئيسيين، وهما دور المدرب ودور الحكم، فهو يقوم بمهمة التدريب في تعليم المهارات الرياضية بمختلف أنواعها، ثم عند بدء المنافسة بين الأفراد الرياضيين وبين الجماعات الرياضية في هذه المهارات يبدأ دور المدرس الرياضي كحكم.

فإن مهمة المدرس الرياضي كمدرب هي التدريس والتدريب، أما مهمته الأساسية كحكم فهي تطبيق القواعد والقوانين والأحكام الموجودة والموضوعة بكل عدل ونزاهة وشفافية وضمن طريقة تربوية، كما أن المدرس مطالب بأن يعرف القوانين والقواعد اللعبة التي يتم تقديمها للاعبين.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خيرالدين عويس وعصام الهلالي، 1997


شارك المقالة: