التأكد من دلالات لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


علينا أن نضع في عين الاعتبار أنّ الكثير من الحركات التي قد تدلّ على لغة الجسد، قد تحمل بعض المعاني فقد يكون لها معنى حسّي في بعض الأحيان وليس معنى نفسي، وهذا يعني أنّ علينا التأكد من المعنى الحقيقي وراء هذه الحركات وعدم محاولة تفسيرها بمعزل عن غيرها من الحركات وردود الأفعال التي يأتي بها الآخرون.

الحكم على الآخرين من خلال القيام بحركة جسدية تدلّ على أمر سلبي أو إيجابي بشكل متسرّع:

لا يعني قيام الطرف المقابل لنا بحركة جسدية معينة أنه يكذب على سبيل المثال أو أنه غير أمين أو أنه شكّاك، فالإيماءات التي تصدر عن كلّ واحد منّا لها دلالات تم تناولها من خلال علماء النفس والخبراء بلغة الجسد وهي توقعات تحتمل الصدق أو الكذب، أمّا أن نكون على يقين بأن هذه الحركات تدلّ على أمور أكيدة فهذا أمر غير مقبول، وقد يؤدي بنا إلى اتخاذ بعض القرارات والمواقف اللامنطقية والتي تفتقر إلى الحقائق.

ما المعنى النفسي والمعنى الحقيقي لقيامنا ببعض الحركات التي تعبّر عن لغة أجسادنا؟

إنّ قيامنا بحركة حكّ الأنف مثلاً تدل في المعنى المتعارف عليه بالكذب وعدم التصديق، إلا أنّ معناها الحقيقي المحتمل أيضاً هو الشعور بحكّة في الأنف، كما وأن قيامنا بإسناد الظهر إلى الوراء أثناء الجلوس تدلّ بالمعنى المتعارف عليه في علم النفس على الإحساس بالتفوّق والغرور، ولكنّ معناها الحقيقي المحتمل يدلّ على الشعور بالإسترخاء أو الإحساس بالتعب والإرهاق.

كما وأن قيامنا بحركة وضع اليدين داخل الجيبين تدلّ بمعناها النفسي على الغموض والانطوائية وربما الإحباط، ولكن في معناها الحقيقي المحتمل فقد تدلّ على الشعور ببرودة في اليدين أو البحث عن النقود، كما وأنّ قيامنا بحركة تربيع الذراعين تدلّ بمعناها النفسي على اتخاذ موقف دفاعي وربما عدائي والشعور أيضاً بالكبت، ولكن في معناها الحقيقي المحتمل فهي قد تدلّ بالنسبة للرجال على الإحساس بالراحة، وبالنسبة للنساء فإنها قد تدلّ على ملائمة ذلك لطبيعتهنّ وقواعد الجلوس عندهن، كما وأنّ القيام بحركة التثائب قدّ تدلّ في معناها النفسي على مواجهة موقف صعب أو الشعور بالملل، ولكن في معناها الحقيقي المحتمل قدّ تدلّ على الإحساس بالتعب والإرهاق أو نقص الهواء الموجود في الغرفة، فهذه الدلائل والحقائق يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: