الرغبات الإنسانية عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


تتسم سنوات المراهقة ببدء سنّ البلوغ المصاحب لصراعات كثيرة، بما فيها فهم المُيول الجنسيّة الناشئة والتعامل الناجِح وغير الناجح معها. يوجه المراهقون والمراهقات أفكار ومشاعر كثيرة وجديدة ومزعجة في نفس الوقت. حيث يبدأون بمُلاحظة التطوُّر الجسدي للجنس الآخر وجاذبيّته، يبهرون بالأُمور الرومانسيّة والجنسيّة، يختبرون لأول مرّة الإثارة الجنسيّة لديهم، التي قد تكُون أمراً برئاً، أمّا الشهوة الجنسية التي ليست كذلك فهي تعد مشكلة كبيرة على حياة المراهقين. الرَّغبة الجنسية تكون بالشعور بالحاجة إلى الجنس ومُمارسة الجماعوالغريزة الجنسيّة، تشمل مرحلة الإثارة الجنسيّة.

الرغبة الجنسية:

مُصطلح يستخدم في العادة لوصف الدافع الجنسي والرغبة في المُمارسة الجنسية. تعرِّف مُنظمة الصحة العالمية (WHO) أنّ الصحة الجنسيّة هي عبارة عن مزيج من الصّحة الجسدية، العاطفية، العقلية، الاجتماعية المُرتبطة بالمُمارسة الجنسيّة، هو السبب الذي دفع الأطباء المعاصرين إلى الاعتراف بأهمية الغريزة الجنسيّة، كأحد المؤشرات الرئيسيّة للصحَّة العامَّة وجودة الحياة.

أسباب الرغبة الجنسية:

  • تنبع الشهوة الجنسيّة من قلب المراهق: لكن هُنالك عوامل مُساهمة تجعل منها مشكلة عويصة للمراهقين. تشكل الشهوة الجنسية مشكلة أكبر لشباب اليوم من الجيل السابق والذي قبله.
  • الاعتبارات الفيزيولوجية: يمر المُراهقون في تغيرات هرمونيّة مختلفة ومتعددة في أجسادهم. أيضاً إنّ معظمهم غير مستعدين بشكل عام للافرازات الهرمونيّة، المفاجآت التي تحدث كجزء فيزيولوجي طبيعي من المراهقة، لم يتعلموا بعد كيف يُسيطرون على نوازعهم الجنسيّة وتوجيهها. يمكن للإثارات والاهتياجات الجسديّة المُتكررة والقاسية أحياناً أنْ تؤدي إلى إحساسهم بالحِيرة والخوف.
  • التأثيرات البيئية: يواجه المراهقون اليوم ثقافة يستحوذ عليها الجِنس، الجاذبية الجنسية، الإشباع الجنسي دون خجل. برامج التلفزيون والأفلام والدعايات في المجلات والجرائد ولوحات الإعلانات، إضافةً إلى مُوديلات الملابس غالباً ما تكُون صريحة في مُحاولتها إثارة الغرائز. حين تكُون النّوازع الجنسيّة في أوجها والحاجة إلى استحسان الأقران ماسّة، فإنّه كثيراً ما يرضخ المُراهقون أمام هذه الضُّغوط البيئية؛ لإشباع رغباتهم من خلال الشهوة، أيضاً من خلال المُواجهات الجنسيّة الفعليّة التي تُثيرها تلك الرّغبات.
  • الفضول: تعد مرحلة المراهقة مرحلة استكشاف واكتشاف، غالباً ما يكُون استيقاظ المُيول الجنسيّة مصحوب بفضول شديد، ممّا يدفع الرّغبة إلى الاستجابة للنوازع الجديدة. بطبيعة الحال، إنّ الفُضول ليس أمراً خاطئاً، لكنّه كثيراً ما يضرم نيران الشّهوة في المُراهق الذي يتُوق إلى تجربة أشياء جديدة ومُختلفة.
  • البحث عن الهوية: تتميز سنوات المُراهقة بالبحث عن الهوية، حيث يحاول الشاب أن يكتشف جواب عن السؤال “من أنا، أين أنتمي؟”. بطبيعة الحال إنّ طاقة المرء الجنسيّة جُزء من هذا الخليط، تجعل الشهوانيّة بعض المراهقين عبيداً لمخاوفهم وإحساسهم بعدم الأمان.
  • البحث عن الحميمية: يريد المراهقون أن يكُونوا محبُوبين، فهم يرغبون في اختيار الحميميّة مع الآخرين الأقرب منهم، تقُود هذه الرّغبة الطبيعيّة للحميمية مراهقين كثيرين إلى التخيُّلات الشهوانيّة، خاصّةً الذين يشعرون بأنّهم وحيدون وغير مرغُوب فيهم.

عواقب الشهوة الجنسية في سن المراهقة:

  • الإحساس بالذنب: تحمل الشّهوة الجنسية، مثل كل خطية، ذنباً أخلاقياً حقيقياً ,ذنباً فعلياً، هذه هي النتيجة الثابتة لعِصيان الله، على الرغم من كونها مصحُوبة دائماً بالإحساس بالذّنب لدى مُرتكب الخطية، فإنّها قد تخلق إحساس بالقذارة لدى بعضهم وإحساس مزعج بالقلق الأخلاقي لدى الآخرين.
  • الخطية الجنسية الصريحة: ربما تكُون الشهوة الجنسيّة الجذر الذي ينمو منه النّشاط الجنسي الصريح الآثم، فالشخص الذي يُراعي في قلبه شهوة اعتياديّة، يفتح الباب أمام المُجِّرب بتكرار تخيله لخطايا جنسيّة أُخرى، فقد قال بعضهم أنّ خطية الشهوة الجنسيّة دائماً تسبق خطايا الزِّنا والفُسوق، الانحراف الجنسي. من المؤكد أنّ كل هذا يجعل الشاب أكثر ضعفاً أمام تلك الخطايا الجنسية الصريحة.
  • الإدمان الجنسي: ربما يفتح المراهق المجال للإدمان الجنسي الذي يسمح للأَفكار والمشاعر الشهوانيّة بالسّيطرة على عقله، قلبه، نفسه. من شأن التخيُّلات الشهوانيّة أن تزيد من رغبة المراهق في مثل هذه الإثارة، إلى أن يصبح المراهق مُدمن على الانبهار بالشهوة. اللجوء إلى المُثيرات البصريّة. غالباً ما يتبع ذلك تصعيد التفكير والسُّلوك، إلى أن يدفع الإدمان الشّاب إلى الصُّور والأفلام الإباحيّة. رُبما يُحاول الشاب أن يتصرّف وفق رغباته الشهوانيّة.

طرق التقليل من الرغبة الجنسية عند المراهقين:

  • تجنُّب المُثيرات الجنسيّة.
  • قضاء وقت كافي ومُمتع مع العائلة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على كميّات قليلة من الدُّهون؛ لأنّ ارتفاع الدُّهون يزيد من هرمونات الذّكورية.
  • الخفض من تناول الجاج واللحوم؛ لتقليل هرمون التستوستيرون.
  • مُمارسة الأنشطة الرياضيّة وملئ أوقات الفراغ بالأنشطة؛ لانشغالك عن الأفكار الجنسيّة.

المصدر: أسرار الرغبة والسلوك الجنسي، د.طه حسينسيكولوجية المراهقة، أحمد محمد الزعبيالرجل والجنس، نوال السعداوي


شارك المقالة: