ما فائدة إخفاء المشاعر ضمن إمكانيات لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


ما فائدة تعلم لغة الجسد المخفية؟

تمرّ بكلّ واحد منّا الكثير من الأحداث والمعضلات والعقبات التي لا تنتهي أبداً، كونها جزء من الواقع الذي علينا تقبّله، وكل واحد منّا قد يفقد قريباً أو عزيزاً أو قد يشعر بالغضب نتيجة فشل مشروع أو علاقة ما، فإذا أبدينا مشاعر الغضب والحزن والقلق عن طريق لغة الجسد بشكل دائم، فستنعكس علينا ظروف الحياة بشكل غير متوقّع، وسنخسر جميع من هم حولنا، لذا لا بدّ لنا من استخدام لغة جسد مخفيّة نقوم من خلالها بإخفاء مشاعرنا وإظهار مشاعر عادية لتستمر مسيرة الحياة.

ما فائدة إخفاء المشاعر ضمن إمكانيات لغة الجسد؟

الجزء الداخلي من أنفسنا ومشاعرنا هو أكثر جزء مقدّس فينا، وليس متوقّعاً أن يتمّ الكشف عنه دائماً، فإخفاء هذه المشاعر ضمن قيود معقولة تكّون عاملاً مهماً، ففي أوقات كثيرة يكون إظهار المشاعر الحقيقية خطأ ونوع من الأنانية، حيث أنّ معظم الناس يظهرون إشارات جسدية دون إدراك أو انتباه، وتعتبر هذه الإشارات غير متعمّدة بل أوتوماتيكية ودون تفكير مسبق بفعلها، ولكن يجب على الشخص تعلّم لغة الجسد حتى يعطي عن نفسه انطباعاً إيجابياً ويبعد الانطباع السلبي عنه، خاصة عند استعماله لحركات الجسد السلبية غير المقصودة.

عادة ما نلجأ إلى إخفاء مشاعر الحزن التي تعتلي مشاعرنا وأحاسيسنا لتستمر الحياة بشكل طبيعي ولمحاولة نسيان تلك المشاعر القاتلة، ولا يحدث النسيان عادة لوحده، فهو يحتاج إلى عامل رئيسي يقوم على قلب الحقائق الموجودة في العقل، وخير من يقوم على ذلك هو لغة الجسد التي تتصنّع مشاعر مغايرة تماماً للواقع النفسي الذي نعيشه، فقد نضطر إلى إظهار مشاعر الحزن لدى التقائنا بشخص حزين لنظهر مدى التعاطف والاحترام، ولكنّ هذه المشاعر مخادعة ولكن دون أدنى ضرر.

قد نضطر في بعض الأحيان لإخفاء مشاعر الإخفاق والفشل كوننا قادة ومدراء، ولا نرغب أن نتقمّص لغة جسد تعبّر عن مشاعرنا الحقيقية كون ذلك الأمر سينعكس سلباً على أعمالنا وشخصيتنا وعلى مدى تأثر غيرنا بنا، فنحن نحتاج إلى تعلّم لغة الجسد بكافة أشكالها ومكوّناتها، ليس من أجل خداع الآخرين والكذب عليهم والقضاء على أحلامهم، ولكن لتستمر المسيرة بشكلها الصحيح، فنحن المعنيين بهذا الأمر لا أحد غيرنا.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.


شارك المقالة: