ما هو دور المعلم عندما يكذب الطالب في البيئة الصفية؟

اقرأ في هذا المقال


يبدأ الأشخاص المتعلمين صغيري العمر بالكذب منذ عمر الثالثة ولكن بشكل بسيط، وفي غالبية الأحيان يتوقفون في حال تم توجيههم إلى هذا الامر ولا يجوز تكراره، أما في المرحلة العمرية بين الرابعة والسادسة يتطور لديهم الكذب ويكون لديهم قدرة أكبر على حَبك القصة بشكل أعمق من حيث التفاعلات الجسدية، وتعابير الوجه، ومع مرحلة دخول المدرسة، يتوجه الكذب لأشكال متعددة ومتنوعة وبصورة معقدة ودقيقة وفي عمر الثامنة يتقن الشخص المتعلم الكذب لمستوى يصعب التعرف أو كشف أن ما يقوله أو يفعله كذب.

لماذا يكذب الطالب في عملية التعليم؟

  • إخفاء أمر ما يتوقع أنه سوف يؤدي إلى مشاكل مع الكبار.
  • إضافة الإثارة والمتعة على القصة التي يقوم على روايتها من أجل الحصول على الاهتمام وبالذات من رفاقه.
  • الحصول على أشياء يريدها أو يرغبها الشخص المتعلم، كأن يقول إنه انتهى من واجباته من أجل أن يلعب.
  • الاستمتاع بردود الأفعال التي تصدر من الشخص المستمع أثناء سماع الكذبة.

ما هو دور المعلم عندما يكذب الطالب في عملية التعليم؟

يجلس المعلم التربوي مع الشخص المتعلم مدة زمنية طويله خلال مراحل حياته، فهو يلعب دور بارز وكبير في التأثير على شخصيته، حيث يقوم بمجموعة عديدة من المهام والأدوار، ومن ناحية مواجهة الشخص المتعلم الذي يكذب فهناك مجموعة من المهام الملقاة على عاتقه، وتتمثل هذه الأدوار من خلال ما يلي:

  1. عدم إغفال أو تجاهل الكذب الذي يقوم به الشخص المتعلم سواء بالقول أو الفعل.
  2. منح الشخص المتعلم المجال من أجل الاعتراف بالخطأ.
  3. انتقاء واختيار عقاب ملائم بكذبة الشخص المتعلم.
  4. قبول الاعتذار منه.
  5. تعليمه كيف يقوم على إصلاح كذبه.

ما هي أنواع الكذب عند الطلاب في عملية التعليم؟

هناك أنواع عديدة من الكذب الذي يلجأ الطالب إلى استخدامها خلال حياته، من أجل الهروب أو التخلص من موقف ما، أو القيام على جذب الانتباه إليه وغيرها، وتتمثل هذه الأنواع من خلال ما يلي:

  • الكذب الخيالي: يتجسد ذلك من خلال اختلاق الحكايات ورواية القصص غير الصحيحة، ويعد السلوك الخيالي سلوك طبيعي وذلك بسبب سماع الاطفال للحكايات من الناحية الواقعية والخيالية.
  • الكذب الاجتماعي (التفاخر): إن الطلاب يعتقدون في غالبية الأحيان أن الكذب يكون بشكل مقبول في الأمور الشخصية والمتعلقة بحياتهم الخاصة أمام رفاقهم، من أجل اسعار أنفسهم بالاستقلال عن العائلة أو الظهور بمستوى مالي أعلى مما هو في الطبيعة لديهم، ويظهر الكذب الجماعي لدى الأطفال في سن المدرسة.
  • الكذب للدفاع عن النفس: إن الطلاب يلجأون في غالبية الأحيان إلى اختلاق الكذب من أجل الدفاع عن نفسه، أو الابتعاد عن أمر معين، أو من أجل إنكار ما أوكل إليه من مهام وواجبات ويخاف من العقاب بسببها، وهنا يتوجب على كل من المعلم والأهل التحدث معه عن أهمية الثقة بالنفس والصدق.
  • كذب المبالغة: يلجأ الطلاب إلى سرد وراية حكايات وقصص طويلة تظهر المستمع أنها حقيقية، ولكنها في الواقع هي غير ذلك، فهي من نسج الخيال أو هي عبارة عن قصة حقيقية قاموا بإضافة الكذب والخيال عليها، من أجل شد وجذب انتباه المعلمين والأصدقاء أو الهروب من طلبات المعلمين والوالدين.
  • الكذب لتحقيق الأهداف: في حال شعور الطلاب أن المعلم قام بحرمانه من أمر ما، فيقوم على اختلاق الكذب عليه من أجل أن يحقق ما تم منعه منه.
  • الكذب الوقائي: في حال خوف الطلاب من العقاب فإنه يلجأ إلى الكذب، وذلك من أجل تفادي العقاب المتوقع، ويعتبر الكذب الوقائي من أكثر الأنواع انتشاراً عند الطلاب وبالذات في الوسط التي تلجأ إلى استخدام العقاب باعتباره وسيلة رئيسية من أجل تصحيح الخطأ.
  • الكذب لتقليد الآخرين: يقوم الطلاب بالكذب في حال شاهد أحد المعلمين أو أصدقائه يكذب أمامه وهو يدرك ما هو الصحيح، فيدرك بذلك أن الكذب أمر سهل وبسيط، وفي هذه المرحلة يكون الطلاب في دور التلقي.
  • الكذب الانتقامي: قد يكذب الطلاب في غالبية الأحيان من أجل إلقاء التهمة على شخص آخر يشعر بالكراهية نحوه، أو من شخص يغار منه، أو من شخص قام بظلمه، وهذا النوع من أكثر الأنواع خطورة على نفسية الطلاب، لأنه يعد كذب مع سبق الإصرار، حيث يقوم الطفل على التفكيروالتخطيط قبله، من أجل إلحاق الضرر بالشخص الذي يكرهه، ويرافق الكذب الانتقامية التوتر النفسي.
  • الكذب المرضي (المزمن): يتجه الطلاب نحو الكذب المرضي من أجل البلاغ على مشكلة عظمى قاموا على فعلها حتى لو أدى ذلك إلى إلحاق الأذى واستغلال الغير، ويصبح هذا النوع مرتبط بطبيعة الطلاب، ومتمكن من شخصيته إلى مستوى يصعب معه التفريق والتمييز بين الكذب والصدق عنده.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: