مفهوم التشكيل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أظهرت التجارب في علم النفس أن بعض العوامل مثل التصنيف أو إعطاء اسم يؤثر على عملية ومفهوم التشكيل في علم النفس، في تجربة مثيرة للاهتمام للغاية منذ سنوات أظهر بعض علماء النفس كيف أن إضافة تسميات معينة لمحفزات بصرية غامضة أثرت في تشكيل المفهوم، تقدم فعالية القوالب والأفكار النمطية الاجتماعية مرة أخرى مثالاً على ذلك حيث نشكل أفكار الناس على أساس ما نسمعه عنهم.

مفهوم التشكيل في علم النفس

يمثل مفهوم التشكيل في علم النفس العملية التي نكتشف من خلالها الميزة أو الميزات المشتركة لعدد كبير من الكائنات وربطها برمز يمكن تطبيقه بعد ذلك على كائنات أخرى مماثلة وتسمى أيضاً تكوين المفهوم، حيث يستخدم علماء النفس مفهوم التشكيل في علم النفس للإشارة إلى تطوير القدرة على الاستجابة للسمات المشتركة لفئات الأشياء أو الأحداث أو المواقف، حيث أن مثل هذه المفاهيم هي فئات ذهنية للأشياء أو الأحداث أو الأفكار التي لها مجموعة مشتركة من الميزات.

تسمح لنا مثل هذه المفاهيم بتصنيف الأشياء والأحداث، ففي تعلم مفهوم ما يجب أن يركز الشخص على الميزات ذات الصلة وتجاهل تلك التي لا صلة لها بالموضوع، على سبيل المثال الكتب ذات الأغلفة الورقية والإصدارات ذات الأغلفة الورقية كلها كتب، لكن يجب عليه أيضًا التمييز على أساس الميزات ذات الصلة لأن كومة الأوراق ليست كتابًا، ومع ذلك لا يمكن تحديد معظم المفاهيم على أساس ميزة حرجة واحدة في مفهوم التشكيل في علم النفس من الكلمات التي نستخدمها تشير إلى المفاهيم وليس إلى أشياء معينة.

تعتبر الأسماء المناسبة في مفهوم التشكيل في علم النفس عبارة عن استثناءات، حيث أنه عند تعلم بعض المفاهيم الأولى يركز الأطفال عادة ليس على الأسماء ولكن على وظائف الأشياء، على سبيل المثال الملعقة شيء نأكل به، والمقالي شيء يمكن طهيه، وتعتمد المفاهيم المبكرة الأخرى على مجموعات من الأشياء المتشابهة في بعض النواحي الأشياء السائلة، أو الأشياء المتحركة، أو الأشياء اللينة.

تم اقتراح العديد من النظريات لشرح كيفية تعلمنا للمفاهيم في مفهوم التشكيل في علم النفس، وتم اقتراح نظرية ارتباط التحفيز والاستجابة من قبل كلارك هال (1920) فلقد جادل بأننا نتعلم ربط استجابة معينة المتمثلة في المفهوم بمجموعة متنوعة من المحفزات التي تحدد المفهوم، على سبيل المثال نربط مفهوم الكلب بجميع خصائص الكلاب المتمثلة في أربعة أرجل وفرو وذيل، تعتبر هذه النظرية نظرية اختبار الفرضيات اقترحها جيروم برونر وزملاؤه (1956).

اعتقد برونر أننا نطور استراتيجية لاختبار فرضياتنا حول مفهوم ما من خلال عمل تخمينات حول السمات الأساسية لتحديد المفهوم في مفهوم التشكيل في علم النفس، بينما تميل هذه إلى أن تكون الطريقة المستخدمة من قبل الأشخاص في التجربة، فقد لا تكون مناسبة في الحياة اليومية ربما لأننا غالبًا ما نستخدم المفاهيم الطبيعية بدلاً من المفاهيم الرسمية في الحياة اليومية.

اقترحت إليانور روش (1978) أن المفاهيم الطبيعية في الحياة اليومية في مفهوم التشكيل في علم النفس يتم تعلمها من خلال الأمثلة بدلاً من القواعد المجردة، حيث تقترح نظريتها النموذجية أننا نتعلم مفهوم الكلب مثلاً من خلال رؤية مجموعة متنوعة من الكلاب وتطوير نموذج أولي لما يشبه الكلب النموذجي، وتم دراسة التعلم النموذجي في مفهوم التشكيل في علم النفس في طلاب الجامعات من خلال تقديم سلسلة من النماذج والطلب من الموضوعات إعادة إنتاج النموذج الأولي.

خطوات مفهوم التشكيل في علم النفس

تتمثل خطوات مفهوم التشكيل في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الملاحظة

المرحلة الأولى في مفهوم التشكيل في علم النفس هي الملاحظة أو المراقبة لحدث أو لشيء أو لتجربة، حيث يمكن أن يسمى هذا أيضًا مرحلة الإدراك، ويمكن أن يكون هذا إما مباشرًا أو غير مباشر، ويمكن للطفل أن يرى الكلب مثلاً مباشرة وأن يدركه، من ناحية أخرى يسمع أيضًا قصصًا عن أشخاص غريبين وأبطال خارقين من والديه وأجداده، هنا الوعي غير مباشر، وبالتالي لدينا جميعًا بعض المعرفة أو الوعي بالأشخاص البدائيين أو على الأقل نعتقد أننا لدينا على الرغم من أن معظمنا لم يرهم، حيث توفر التجارب المتكررة بشكل عام الأساس لتطوير المفاهيم.

2- التعميم

تؤدي التجارب أو الملاحظات المتكررة لأشياء مختلفة إلى ميل لتشكيل فكرة عامة، وهكذا يرى الطفل أولاً كلبًا ثم كلبًا آخر ثم ثالثًا وهكذا، ويبدأ في تكوين الفكرة العامة للكلب، هذا يسمى عملية التعميم، توضح عملية التعميم كيف يكتسب الطفل العديد من المفاهيم مثل مفاهيم الجنس والشكل والعدد وما إلى ذلك.

3- التمييز أو التمايز

جنبًا إلى جنب مع التعميم والملاحظة وتنظيم أوجه التشابه بين الأشياء والأحداث، حيث يصبح الطفل أيضًا على دراية بالاختلافات بينهما، وهكذا فإن كل الكلاب متشابهة وجميع الأبقار متشابهة، تجري الكلاب على أربع أرجل والأبقار تفعل الشيء نفسه، في نفس الوقت تختلف الكلاب والأبقار عن بعضها البعض والكلاب الكبيرة تختلف عن الكلاب الصغيرة، والثيران تختلف عن الأبقار، هذا النوع من العمليات المتسلسلة للتعميم والتمايز في التفاعل هو الذي يؤدي إلى تكوين المفاهيم.

4- التجريد

عندما يرى الطفل كلابًا وحدث أنه رأى بقرة في مناسبة مختلفة، إنه لا يراقبها في نفس الوقت ولكنه يقارن داخليًا تجاربه في مناسبتين، يتم الآن تحليل التصورات والتجارب داخليًا وإعادة تجربتها في غياب الأشياء، ينتج عن هذا تقدير أوجه التشابه والاختلاف، وتُعرف هذه العملية التي يتم من خلالها تحليل التجربة في غياب المواقف الفعلية باسم التجريد، إن التجريد في مفهوم التشكيل في علم النفس هو الذي يحول في الواقع التجارب القابلة للمقارنة والمتناقضة إلى مفاهيم.

تُعرف هذه القدرة على الاستجابة للمواقف الملموسة في غياب المواقف الفعلية بقدرة التفكير المجرد، يمكن ملاحظة أنه مع تقدم الطفل في السن، وتلعب عملية التجريد دورًا متزايد الأهمية في تطوير المفاهيم، إنها عملية التجريد هذه التي تساعدنا على تشكيل أفكار المستقبل والأشياء البعيدة، لقد كان نمو العلم على وجه الخصوص والمعرفة بشكل عام، وربما نمو الثقافة والحضارة، ممكنًا بسبب قدرتنا على تكوين مفاهيم مجردة.

ترتبط القدرة على تكوين مفاهيم مجردة بالقدرة الفكرية للفرد وثراء تجربته، يعكس الأداء في اختبارات الذكاء إلى حد كبير أيضًا القدرة على تكوين مفاهيم مجردة، حيث ينطلق تطوير المفاهيم من المفاهيم العامة وغير المتمايزة إلى المفاهيم المتباينة، على سبيل المثال عندما ينظر الطفل إلى شيء ما لأول مرة، فإنه يشكل فكرة عامة غامضة عن الشيء ككل، هذا هو السبب في أن مفاهيم الطفل ليست واضحة للغاية، تدريجيا تصبح تفاصيل المفاهيم واضحة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: