ببغاء كارولينا وصغاره

اقرأ في هذا المقال


لقد كانت ببغاء كارولينا (Carolina parakeet) من أهم المشاهد الشائعة والرائعة إلى حد ما في الشرق ولكن أعداد السكان لهذا الطير تضاءلت بسرعة على مر القرون من مجموعة من العوامل المختلفة، فالعديد منها من صنع الإنسان ولكن بعضها طبيعي، وقد ماتت آخر عينة مسجلة في حديقة حيوان سينسيناتي في عام 1918 قبل إعلان انقراضها رسميًا في عام 1939، ويعتمد الكثير مما نعرفه عن هذا النوع على الحكايات أو دراسة العينات الأسيرة أو الميتة.

الموطن والموئل

تم العثور على ببغاء كارولينا وعلى صغاره مرة في أجزاء من شرق الولايات المتحدة، وقد كانت الغابات بجوار المستنقعات أو الأنهار هي موطنها المفضل، ومع ذلك لا يزال هناك بعض الجدل حول مداها الحقيقي، وكان يعتقد ذات مرة أنّ أطراف موطنها الطبيعي تمتد إلى أقصى الغرب مثل كولورادو وإلى أقصى الشمال أو الشرق مثل نيويورك، ولكن هذه الخريطة استندت فقط إلى عدد قليل من المشاهد التاريخية المعروفة في ولايات معينة.

تشير خريطة أعيد بناؤها من عام 2017 إلى نطاق أكثر تقييدًا، وربما سكنت إحدى الأنواع الفرعية فلوريدا والسواحل المحيطة بها، بينما تم نقل الأنواع الفرعية الأخرى نحو المناطق الداخلية للولايات المتحدة من كانساس إلى أوهايو، وقد شيدت أعشاش هذا النوع في تجاويف الأشجار الصغيرة من المواد النباتية الأساسية.

حجم ببغاء كارولينا ومظهره

عندما كان لا يزال على قيد الحياة يمكن لببغاء كارولينا أن يدعي أنّه أحد أكثر الطيور المحلية الملونة في كل الولايات المتحدة، وكان لديهم ريش أخضر أو ​​أزرق على الجسم وأصفر حول الرقبة وحمراء أو برتقالية حول الوجه، وكانت الذكور أكبر قليلاً من الإناث ومن المحتمل أن يبلغ قياسها 14 بوصة تقريبًا من الرأس إلى الذيل، ولكن بخلاف ذلك كان ريشها متماثلًا تمامًا، وكان لهذا النوع أيضًا منقار كبير وحاد ومكيف جيدًا لكسر المكسرات والبذور المفتوحة.

كانت ببغاوات كارولينا تسافر مع صغارها في قطعان من 100 إلى 1000 طائر في المرة الواحدة، ولم يكن معروفًا أنّهم هاجروا لمسافات طويلة نظرًا لأنّهم أقاموا في الغالب على بعد 30 ميلاً من نطاق موطنهم، ولكن بعض السكان ربما تحركوا قليلاً للتعامل مع الشتاء القاسي، وكان التماسك الاجتماعي جانبًا مهمًا من سلوكهم.

كان من المعروف أنّهم ينخرطون في التنظيف والخدش المتبادلين لتعزيز روابطهم مع بعضهم البعض والحفاظ على نظافتهم، وحدث البحث عن الطعام بالقرب من شروق الشمس وغروبها بينما تم قضاء معظم ساعات النهار في الراحة والتجثم والاستحمام، وكان من المعروف أنّ ببغاء كارولينا يطلق صرخة حادة كنداء تحذير في وجود الحيوانات المفترسة القريبة، وكان في الغالب صامتًا أثناء التجثم ولكنه أحدث نشازًا عاليًا من الضوضاء أثناء الطيران.

حمية كارولينا ببغاء

كان ببغاء كارولينا من الأنواع النهمة حيث تمسك الطعام في مكانه بمخالبه وتمزقه بالمنقار، وقد استهلك ببغاء كارولينا ثمار وبذور العديد من النباتات والأشجار المختلفة بما في ذلك الزان والدردار والجميز والقيقب والبلوط والصنوبر، والتي تم استكمالها بعد ذلك بالحشرات للحصول على بروتين إضافي، ولكن يبدو أنّ نبات كوكلبور هو طعامهم المفضل، ومن الواضح أيضًا أنّ ببغاء كارولينا استهلك قطع الملح وربما المياه المالحة من أجل إضافة القليل من الملح إلى نظامهم الغذائي.

المفترسات والتهديدات

انقرض هذا الببغاء مع صغاره تمامًا في البرية، ويتم إلقاء اللوم على إزالة الغابات والصيد باعتبارهما الجناة الأساسيين، حيث كان وصول المستوطنين الأوروبيين بمثابة بداية النهاية بالنسبة لهم، ولكن انتشار الأمراض والمشاكل الطبيعية الأخرى ربما يكون قد لعب دورًا ثانويًا، حيث انخفضت الأعداد وأصبحت الأنواع أكثر عرضة للصدمات السلبية، وتم افتراس هذا الببغاء من قبل الصقور والنسور والطيور الجارحة الأخرى، وغالبًا ما كان البيض والفراخ أهدافًا للراكون والظربان والسناجب والثعابين.

التكاثر والصغار

تقول بعض المصادر أن ببغاوات كارولينا كانت أحادية الزواج ولم يكن لها سوى شريك واحد طوال حياتها، ومع ذلك لم يتم إجراء أي دراسات على أنظمة التزاوج، وقد تم توثيق العديد من الحقائق حول العادات الإنجابية للطيور بشكل سيئ في ذلك الوقت، حيث زعمت بعض المصادر المعاصرة أنّ هذا النوع كان أحادي الزوجة، ولكن كانت هناك أيضًا تقارير تفيد بأنّ عدة طيور تشترك في أعشاشها معًا، وما نعرفه هو أنّ ببغاء كارولينا يتزاوج في الربيع وينتج ما بين بيضتين وخمس بيضات في المرة الواحدة والتي يتم تحضينهم بعد ذلك لمدة 23 يومًا.

تولد الكتاكيت مع ريش أخضر بالكامل وأجزاء سفلية شاحبة، وبعد حوالي 20 يومًا تكتسب الببغاوات الصغيرة ريشها الكامل وتكون جاهزة للطيران، ويُعتقد أنّ الإناث هي من كانت مسؤولة عن البيض خلال فترة الحضانة، وكلا الوالدين يهتمان بالببغاوات الصغيرة، ولوحظ أنّ البالغين لا يبالون عند إطعام النسل وغالباً ما يفشلون في تربية الصغار، وكان يعتقد أنّ كلا الوالدين يلعبان دورًا مهمًا في تربية الصغار وإطعامهم، وبعد عام يطور الببغاء الصغير ريشه البالغ ويصبح ناضجًا جنسياً.

لم يتم إجراء أي دراسات حول العمر الافتراضي بينما كانت ببغاوات كارولينا لا تزال تعيش، ولقد عاشوا ما يصل إلى 30 عامًا في الأسر، ولا يوجد أعضاء من هذا النوع على قيد الحياة حاليًا وذلك بسبب إزالة الغابات والصيد وعوامل أخرى، التي دخلت فترة شديدة الانحدار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولم تستطع التعافي منها، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر بدا السكان في حالة من الانهيار التام، وتوفي آخر عضو معروف من هذا النوع في عام 1918.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: