سحلية وحش جيلا وصغارها

اقرأ في هذا المقال


سحلية وحش جيلا (Gila Monster) ليس فقط أكبر سحلية في الولايات المتحدة بل إنّه واحد من أربع سحالي في أمريكا الشمالية سامة، أما الأنواع الأخرى فهي أنواع من السحالي المكسيكية المُطرزة الموجودة في غواتيمالا والمكسيك، وعلى الرغم من سمها فإنّ وحش جيلا حيوان خامل إلى حد ما ولا يشكل خطورة على البشر، ووجدت في سونورا المكسيكية وجنوب غرب الولايات المتحدة وحالة حفظها شبه مهددة، فهي مثل العديد من الحيوانات الأخرى فإنّ سحالي وحوش جيلا هي الأكثر عرضة لخطر الفرائس عندما تكون صغيرة.

مظهر وسلوك سحلية وحش جيلا

على الرغم من عدم وجود سجلات محفوظة لأكبر وحش جيلا العملاق ولكن يمكن أن يصل طول هذا الحيوان إلى 22 بوصة ويزن 4 أرطال، وعلى الرغم من أنّ هذا يجعله من الزواحف الضخمة إلّا أنّه لا يزال أصغر حجمًا من أبناء عمومته السحالي المكسوة بالخرز، كما يمكن أن يصل حجم هذه الحيوانات إلى 36 بوصة ويمكن أن تزن ما يقرب من 9 أرطال، ومع ذلك فإنّ وحش جيلا أكثر سخونة، ويُعتقد أنّ جلده المزخرف هو نوع من التمويه الذي يخفي الحيوان عن كل من الحيوانات المفترسة والفريسة، وعلى الرغم من أنّه من الصعب التمييز بين الوحوش من الذكور والإناث إلّا أنّ رؤوس الذكور تميل إلى أن تكون أكثر ضخامة ولها شكل مثلثي.

تتميز سحلية وحش جيلا ببشرتها، ومثل الزواحف الأخرى فإنّ جسمها مغطى بالمقاييس ولكن المقاييس تحمل عظامًا صغيرة مستديرة تسمى الجلد العظمي، وتوجد هذه الجلود العظمية في كل مكان على الحيوان ولكن بطنه وجلده يشكلان أنماطًا من اللون الأصفر أو الوردي مقابل الأسود، كما أنّ أرجل الحيوان وأقدامه ورقبته ورأسه وذقنه سوداء وكذلك عينيه ولسانه، وتصبح الأنماط الموجودة على جلد السحلية أكثر تعقيدًا مع تقدم العمر، على الرغم من أنّ وحوش جيلا في الجزء الشمالي من النطاق تميل إلى التمسك بالنمط الذي كانت لديهم كأحداث أو كصغار، مثل بصمات الأصابع لا يوجد اثنان من هذه الحيوانات لهما أنماط مقياس متطابقة.

مثل السحالي الأخرى يتخلص الحيوان من جلده أثناء نموه، وتعتبر الإناث جديرة بالملاحظة لأنّها تزيل جلدها في قطعة واحدة كبيرة في أسبوعين قبل أن تضع البيض، ويتخلص الذكور من جلودهم تدريجيًا ويبدو أنّ وحوش جيلا الأصغر تتساقط طوال الوقت، وعادة ما تكون هذه السحالي منفردة وتقضي الكثير من وقتها في الجحور، وسيخرجون للصيد وتدفئة أنفسهم في الشمس، ومن المعروف أنّ الذكور يقاتلون من أجل حقوق التزاوج خلال فترة التكاثر، ومثل مصارعى السومو يفوز من يدق منافسه على الأرض، وخلاف ذلك يعتبر الزاحف سهل الانقياد.

موطن سحلية وحش جيلا

تم العثور على موطن السحلية في الصحاري والأماكن الجافة في جنوب نيفادا ومقاطعة سان برناردينو بكاليفورنيا، وتم العثور عليها أيضًا في جنوب غرب ولاية يوتا وجنوب وغرب أريزونا والجزء الجنوبي الغربي من نيو مكسيكو وأسفل سونورا وسينالوا في المكسيك، وتتراوح الارتفاعات من مستوى سطح البحر إلى 4921 قدمًا، وعلى الرغم من أنّها مخلوق الصحراء إلّا أنّ السحلية تحتاج إلى العيش بالقرب من مصدر ثابت للمياه.

خلال موسم الجفاف تخرج السحلية من ملجأها في الصباح، وخلال الصيف قد يظهر في الليل عندما يكون الهواء دافئًا ولكن بعد غروب الشمس الحارقة بشكل خطير لأنّه يحتاج إلى الحفاظ على درجة حرارة الجسم عند حوالي 86 درجة فهرنهايت، وإذا كان الجو حارًا جدًا يمكن للسحلية أن تخفض درجة حرارته عن طريق إخراج الماء من خلال مجرورها وهي فتحة بطنية تفرز وتتكاثر من خلالها، والسحلية لا تهاجر ولكنها تنتقل من ملجأ إلى آخر كل بضعة أيام، وإلى جانب الجحور تحت الأرض يمكن أن تكون هذه الملاجئ شقوقًا وغابات.

حمية سحلية وحش جيلا

الحيوان ليس صعب الإرضاء عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي فيمكنهم قضاء أشهر دون تناول الطعام ويحتاجون فقط إلى وجبات قليلة في السنة للبقاء بصحة جيدة، ويشمل النظام الغذائي للسحالي صغار الثدييات مثل الأرانب والسناجب المطحونة والفئران، كما يتطلب الأمر أيضًا السحالي والحشرات والبيض والثعابين والضفادع والطيور الصغيرة بما يكفي للتعامل معها والسحلية ليست فوق أكل الجيف، وهناك حقائق أكثر إثارة للاهتمام حول نظامهم الغذائي، حيث أنّ وحوش جيلا الصغيرة قادرة على تناول فريسة نصف وزن جسمها في جلسة واحدة، ويمكن للبالغين تناول فريسة تبلغ حوالي ثلث وزن الجسم.

يجد الحيوان فريسة من خلال حاسة شم رائعة ومثل الثعبان له لسان متشعب يمكنه التقاط جزيئات من رائحة معينة، ويرسل اللسان الجزيئات إلى عضو جاكوبسو الذي توجد فتحة في الجزء العلوي من فم السحلية، ويمكن للسحلية بعد ذلك معرفة نوع الفريسة التي تسعى وراءها، ولا يواجه وحش جيلا مشكلة في تسلق الأشجار أو الصبار أو الجدران بحثًا عن وجبة، ومثل الأفعى يمكن لسحلية وحش جيلا أن يبتلع فريسته بالكامل وأحيانًا بينما لا يزال على قيد الحياة، وسوف يسحق الفريسة حتى الموت إذا كانت أكبر من أن تبتلعها، وبعد أن يأكل مباشرة ستبحث سحلية وحش جيلا عن المزيد من الفريسة.

تكاثر سحلية وحش جيلا والصغار

تنضج سحلية وحش جيلا جنسيًا عندما يبلغ من العمر حوالي 4 إلى 5 سنوات، ويبدأ موسم التزاوج في أبريل أو مايو عندما يكون الطعام وفيرًا، ويبحث الذكر عن أنثى متقبلة ويضغط على لسانه لالتقاط رائحتها، وعندما يجد أنثى سوف يداعب ظهرها ورقبتها بذقنه بينما يمسكها برجليه الخلفيتين، وإذا كانت لا تريده فسوف تعضه وتزحف من تحته، ويتزاوج الذكور مع عدة إناث إذا رغبت الإناث.

بعد التزاوج ستبقى أنثى الوحش جيلا حاملًا لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر ثم تضع بيضها أخيرًا في جحر تحت الأرض في أواخر الصيف، وقد تعيد توظيف جحر سنجاب الأرض ولكنها لا تحضن أو تحرس البيض، ويفقس البيض في شهر أكتوبر ولكن صغار الوحوش أو صغار جيلا تدخل في عملية تكاثر على الفور ولا تظهر على السطح حتى شهر مايو القادم، وصغار جيلا الوحش جاهزة لتدافع عن نفسها عند ولادتها، مما يعني أنّها تستطيع العض وحقن السم، ويبلغ حجمها أكثر من 6 بوصات بقليل وتعيش على كيس الصفار الداخلي حتى تتمكن من الظهور والعثور على الطعام ووالديهم لا يقدمون الرعاية.

تشبه استراتيجية التكاثر تلك الخاصة بالسحلية المكسيكية المكسوة بالخرز ولكن السحلية المكسيكية المكسوة بالخرز تنضج جنسيًا في سن متأخرة وتتزاوج في أواخر الصيف والخريف، وتضع الأنثى أيضًا بيضًا أكثر بكثير من أنثى وحش جيلا، ويمكن للسحلية المزينة بالخرز أن تضع ما يصل إلى 30 بيضة، وتعيش سحلية وحش جيلا حوالي 8 سنوات في الأسر على الرغم من أنّ سحلية واحدة على الأقل عاشت لمدة 20 عامًا، ومن المعروف أنّهم يعيشون لمدة 40 عامًا في البرية.

هناك عدة آلاف من وحوش جيلا البرية مع ما بين 450 و 800 حيوان في ولاية يوتا وحدها، والحيوان سري للغاية ومن الصعب الوصول إلى رقم نهائي، ومع ذلك فإنّ الأرقام آخذة في الانخفاض ويعتبر وحش جيلا بالقرب من التهديد، وهذا يعني أنّه على الرغم من أنّ الحيوان ليس معرضًا للخطر أو معرضًا للخطر أو ضعيفًا، إلّا أنّه يخشى أنّه سيحقق إحدى هذه الحالات قريبًا، وتحمي نيفادا ويوتا وأريزونا سحلية وحش جيلا.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: