تصنيف وتوزيع الكائنات الحية جيولوجياً

اقرأ في هذا المقال


كيف يكون توزيع الأحياء جيولوجياً وزمنياً؟

إذا تم دراسة المتحجرات في تتابع طبقي ذو أعمار مختلفة من الصخور فإننا نجد الكثير من الاختلافات البينية والجسيمية في صفات المتحجرات وفي أنواعها، هذه الاختلافات من الممكن أن تبدو واضحة بين متحجرات الصخور الأقدم إذا ما قورنت في متحجرات الصخور الأحدث، إن ملاحظة هذه الحقائق على نطاق عالمي ساعدت في وضع مجموعة من الدلائل التي تصح على نطاق عالمي.
ومن هذه الدلائل هي أن الأحياء قد تغيرت مع تغير الزمن الجيولوجي من الأقدم إلى الأحدث، وهذه التغيرات قد حصلت باتجاه التجديد والتقدم، كما أن عمر الصخور التي تمثل جزءاً كبيراً من الجدول الجيولوجي يمكن أن يحدد ما تحتوي عليه الصخور من متحجرات، هذه الدلائل مكنت الجيولوجيين خلال العقدين الأخيرين من دفع وتطوير وفهم علم الطبقات في الاطار العالمي.
فمنذ أن أدرك وليم سميث أهمية المتحجرات حتى الآن وعلماء الطبقات الصخرية يؤكدون على فائدة المتحجرات ومعرفة أهميتها (علم المتحجرات) في رسم خريطة جيولوجية، إن الكثير من الباحثين استندوا إلى تفسيرات غيرهم لكن أصبحت دراسة علم الطبقات بشكل عالمي وواسع بعد أن كان محصوراً في غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة.
إن الأفكار التي بدأت بعد أن عمت أفكار تشارلز داروين كانت تعني أن جميع الأنواع الحياتية عرضة للتطور نتيجة للابتعاد والوراثة والاختيار الطبيعي بالإضافة إلى تأثير تغير تنوع البيئات والتكيف فيها وآثار العزلة والزمن حتى لو كانت تعيش في بيئة واحدة، لكن هذا التغير على الكائنات الحية قد لا يكون متساوياً فهناك أنواع عامة تمكنت من الاستمرار لفترات طويلة دون أن تتغير تغيراً جوهرياً لأنها استطاعت ن تتكيف تكيفاً جيداً.
وأيضاً يوجد أنواع لم تتمكن من مجاراة الأحداث وأصبحت أنواع مخصصة لبيئة معينة على الرغم من أن أي تغير ولو كان بسيطاً قد يسبب لها الهلاك أو الهجرة إلى أماكن أفضل وقد يعرضها ذلك لأن تخرج من تصنيفها كأنواع متخصصة إلى أنواع عامة، مع العلم أن الأنواع المتخصصة ذات المدى الجيولوجي القصير هي أفضل الأنواع في تحديد علاقات الزمن الجيولوجي.

تصنيف الكائنات الحية جيولوجياً:

وجد الجيولوجين أهمية تنظيم المعلومات عن الكائنات الحية بحيث يكون ذلك عن طريق وضع هياكل عامة لتسمية هذه الأحياء حسب علاقاتها مع بعضها البعض (تاكسنومي taxanomic) وطرق حياتها وبيئتها وتوزيعها الجغرافي والتوزيع الجيولوجي لها، ومن الممكن أن نفهم الكثير من تصانيف الأحياء من خلال مراجعة الكتب المعتمدة في علم المتحجرات وعلم الحيوان وعلم النبات بالإضافة إلى علم الطبقات الصخرية.
إن أسس تسمية الأحياء من الممكن أن تختلف أحياناً بين علماء المتحجرات (الجيولوجيين) وبين علماء الأحياء، لكنها تتشابه في اعتمادها على أساس واحد وتتشابه في انطلاقها من فكرة موحدة وهي أن المجاميع (من النوع إلى الشعب) وضعت على أساس العلاقات العضوية التي تكون بين الكائنات الحية.
والوحدة الأساسية في تصنيف الكائنات الحية جيولوجياً هي النوع species، إذ أن أغلب أنواع التطبق الصخري يستعملون هذا التقسيم باستمرار عند معالجتهم للمعلومات التي تتعلق بالتطبق الصخري الحياتي، إن فهم النوع في علم المتحجرات فد يكون مختلفاً عنه في علم الحيوان أو علم النباتات، والسبب في ذلك أن عالم المتحجرات في أغلب الأحيان يقوم بدراسة جزء من الكائن الحي، أي ذلك الجزء الذي تحول وتحجر وتتواجد في الصخور الأرضية مثل الأجزاء الصلبة من ذلك الحيوان فقط.
إن الباحث يستطيع أن يتعمق في موضوع علم المتحجرات بشكل أكبر عن طريق دراسة بعض المراجع المهمة، فالأنواع البايولوجية ق تكون مختلفة عن الأنواع المتحجرة، إذ أن أغلب الأنواع المستعملة في علم المتحجرات هي morphospecies وهي أنواع مبنية على الأشكال الخارجية للأجزاء الصلبة من المتحجر أو أنواع جيولوجية مبنية على التوزيع الجيولوجي للكائن المتحجر.
والنوع الآخر من التصانيف هي مجموعة الأنواع المتقارنة التي تكون من نفس الجنس وتسمى genus وعادة يكون هذا التقسيم أكبر، ويتم الاستفادة من الأجناس في علم المتحجرات، ومن الممكن أن نسمي الأنواع المتحجرة باسم الأجناس المتحجرة.
إن الأقسام التصنيفة الأعلى من النوع والجنس قد لا تكون ذات فائدة كبيرة في علم التطبق الصخري إلى في حال كان الكلام عاماً أو في حال كنا نتحدث عن أجزاء كبيرة من العمود الجيولوجي، فعلى سبيل المثال إن متحجرات (فيوسولتد fusulinids) التي تشكل عوائل متتعددة يتم التحدث عنها إذا كنا نتحدث عن صخور عصر البرمي وصخور العصر الكربوني الأعلى بصورة عامة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: