دعم السلوك الإيجابي في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


دعم السلوك الإيجابي في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة:

وتبعاً لمنهجية الدعم السلوكي الإيجابي، فإن السلوك الذي يقوم به الشخص ليس مشكلة بمقدار ما هو استجابة منطقية لبيئة غير داعمة لأهدافه ورغباته، ولذلك فإن دور البرامج التي يتم تنفيذها لتعديل سلوك الفرد ليس التحكم بالاستجابات غير المناسبة التي يصدرها ولكن مساعدته على تعلم استجابات مناسبة والتواصل بشكل ناجح مع الأشخاص المهمين في بيئته.

فإن الدعم السلوكي الإيجابي يختلف عن طرق العلاج التقليدية، في أنه يتعامل مع النظم والأوضاع ونقص المهارات بوصفها تمثل عناصر في المشكلة ويسعى إلى التأثير على هذه العناصر، أما طرق العلاج التقليدية فهي تعتبر المشكلة في الفرد نفسه وتحاول تغيير هذا الفرد من خلال إزالة سلوك الشكل الذي يظهره، فالتركيز على استخدام النتائج السلبية والإيجابية فقط ليس دعماً سلوكياً إيجابياً، ولكن الدعم السلوكي الإيجابي يركز على استخدام التحليل السلوكي الوظيفي من أجل تطوير البرامج الملائم لتعليم الفرد مهارات جديدة لتحل محل السلوك الذي يحدث مع الوقت ومساعدة الفرد على تغيير تفاعلاته المادية والاجتماعية مع بيئته.

ويساعد الدعم السلوكي الإيجابي والتحليل السلوكي الوظيفي للمهنيين وأولياء الأمور والطلبة أنفسهم على فهم السلوك المشكّل لفهم الأسباب التي تكمن وراء السلوك المشكّل من خلال إدراك الهدف الذي يحققه هذا السلوك أو الوظيفة التي يؤديها بالنسبة للفرد، وقد لخصت (وارجر) فوائد الدعم السلوكي الإيجابي والتحليل السلوكي الوظيفي على النحو الآتي: إنه قابل للاستخدام مع مدى واسع من أنماط السلوك المشكّل، وأنه أسهم في تطوير المعرفة المتصلة بسبل توظيف نتائج التقييم، وطرق تقرير السياقات البيئية وأنه يتميز بفاعلية كبيرة، فالسلوك المشكّل بنسبة (80%) في ثلثي الحالات تقريباً.

ويتطلب الدعم السلوكي الإيجابي تنفيذ الخطوات التالية التي بينت الدراسات العلمية أنها تدعم السلوك المناسب الاستجابة للحاجات الخاصة للفرد، وإعادة تنظيم الأوضاع البيئية لضمان النجاح في تحقيق الأهداف، وتعليم الفرد والأشخاص المهمين في بيئته الاجتماعية مهارات جديدة وبديلة لاستجاباتهم الحالية، وتقدیر کل أشكال السلوك الجيد وتعزيزها.

ومن التطبيقات الحديثة نسبياً لأساليب الدعم السلوكي الإيجابي والتقييم السلوكي الوظيفي ما يعرف بالدعم السلوكي الإيجابي على نطاق المدرسة، فعند تنفيذ هذا النظام السلوكي يفيد كل من الطلبة العاديين والطلبة ذوي الحاجاتالتربوية الخاصة، حيث أنهم يصبحون أكثر قدرة على فهم سلوكهم وعلى العمل معاً وعلى دعم بعضهم بعضاً.

ويشمل الدعم السلوكي الإيجابي على نطاق المدرسة تنفيذ الاستراتيجيات التالية: تعيين الهدف السلوكي، والإيجابي بشكل واضح، وتبني توقعات سلوكية إيجابية والإعلان عن تلك التوقعات على نطاق المدرسة، وتنفيذ إجراءات متنوعة لتشجيع الطلبة على إظهار الأنماط السلوكية المتوقعة منهم، وتنفيذ إجراءات متنوعة للوقاية من المخالفات السلوكية في المدرسة، وتنفيذ طريقة مناسبة لمتابعة وتقييم فاعلية الإجراءات المنفذة.

المصدر: 1_ جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان :دار الفكر.2_ فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3_ فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة. عمان: دار الفكر.4_ عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: