فن التعامل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


من منا لا يحتاج إلى تواصل وتفاعل اجتماعي بغض النظر عن المستوى التعليمي أو الاجتماعي أو حتى قدراته العقلية والجسدية النفسية؟ يحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مثله مثل أي فرد من أفراد المجتمع للتفاعل الاجتماعي والذي يوفر لديه الثقة والأمان، وهذا لا يعني أن الفرد ذو الاحتياجات الخاصة يحتاج لعطف خاص؛ لأنه يشعر بكل شيء من حوله.

فن التعامل مع طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة

إن للتفاعل الاجتماعي دور كبير في توفير الخبرات للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها المعرفة التعليمية التي تعمل على تعزيز تعلم المهارات الاجتماعية، وبالإضافة إلى تعلم المهارات اللغوية والحركية، وأساليب التعبير عن الأحاسيس والمشاعر وبالإضافة إلى معرفته بالقيم الأخلاقية، ويلعب التفاعل دور مهم في آلية النمو الاجتماعي لدى الأطفال العاديين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

والبعض من الأفراد قد يرتكب خطأ بإحساسه بالشفقة على الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يتوافر لديهم فرق بين الشفقة والعطف، فالطفل ذو الاحتياجات الخاصة لا تكون حاجته الشفقة من الآخرين بقدر ما يحتاج للحنان، والخطوة الأكثر أهمية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة هي التعامل الفردي، أي أن يتم التعامل مع الفرد بشكل مستقل وإشعاره بالاهتمام والانتباه الخاص، حيث أن إحساس الطفل ذو الاحتياجات الخاصة بنفسه يأتي عن طريق معاملة الآخرين له.

فإن قام الآخرين بإشعاره أنه شخص طيب فإنه بالتالي يُشكل فكرة عن ذاته بأنه كذلك، وأنه ذو قيمة في هذه الحياة، أما إن قام الآخرين بإشعاره بأنه ليس محبوب وأنه شيء غريب، فإنه بالتالي يشكل فكرة غير إيجابية عن نفسه، وللتواصل الاجتماعي طرق لا تقتصر على فئة معينة من الأفراد، فهنالك أيضاً أسلوب للتعامل مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد يصادفونا في حياتنا اليومية.

أصول التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المواقف والمناسبات الاجتماعية

1- ما يتوجب عمله عند استقبال طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

يجب على المعلم أو أي شخص يتعامل مع الفرد ذو الاحتياجات الخاصة تبادل التعارف فيما بينهم، وبالذات إذا كان الطفل يصدر استجابات للمس الجسدي، حيث يقوم الشخص بعناق الفرد ذو الاحتياجات الخاصة أو مد اليد للاطمئنان وبالتالي شعوره بالأمان، ثم يقوم المعلم بسؤال الطفل ذو الاحتياجات الخاصة عن اسمه بصوت هادئ مع محافظته على الابتسامة، فإن كان لا يعرف الطفل اسمه يلتفت المعلم إلى الشخص الذي يرافق الفرد ذو الاحتياجات الخاصة من أجل الرد عليه.

وبعد معرفة المعلم اسم الطفل يقوم بالترحيب به باسمه وبنبره هادئه، إن وجد أطفال محيطين بالمعلم أو أي شخص يتعامل مع الفرد ذو الاحتياجات يتم الطلب منهم تبادل التعارف مثلما قام به المعلم، من أجل  كسر الخوف لدى الفرد ذو الاحتياجات الخاصة، وأيضاً يجب على المعلم تحفيز الأطفال الموجودين على اللعب معه كي لا يبدي أي نوع من الضجر لدى الفرد ذو الاحتياجات الخاصة.

وإن الصوت والكلمات المستعملة مع الفرد هي صنف لا يتجزأ من آلية التواصل، فالصوت الهادئة وسرعة الكلام التي تكون بشكل بطئ تعمل على زرع الأمن والثقة، وبالتالي تزيد من التفاعل لدى الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، ثم يقوم المعلم أو الشخص الذي يتعامل مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة بالتواصل الجسدي، وأن ثني الجسم للأمام، والذي يرافقه التواصل البصري يعتبر عبارة عن اهتمام ويوحي للطفل بأن ما يقوله مهم، مما يشكل لدى الطفل ثقة ويعزز مشاركة الطفل في عملية التواصل.

قد لا يتمكن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من تفسير المواقف الاجتماعية، مما تكون الاستجابة للمواقف بطريقة غير مناسبة، حيث يكون النمو الاجتماعي للطفل ذو الاحتياجات الخاصة ضعيف، ويظهر ذلك في المواقف الاجتماعية، حيث يجب على المعلم أو الشخص الذي يتعامل مع الطفل أن يحاول تفهم ذلك وجذبه للمشاركة، وبالذات إن كان يحاول الانسحاب، فهو بحاجة كبيرة للتشجيع على الدمج، وأيضاً يجب مكافأة أو تعزيز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تحفيزهم على التواصل والاتصال التواصل.

2- عند محاولة الحديث والمشاركة مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة

وعند محاولة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة التعبير عن نفسه في المواقف الاجتماعية، ينبغي مراعاة النقاط التالية من قبل الشخص الذي يتعامل معه: الاستماع والانصات للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة عند التحدث مع المعلم، وعدم تعجيل الطفل بالكلام فقد يضجر البعض، ويحاول المعلم تعجيل الطفل من أجل عدم فهمه لما يتحدث به الطفل، يفضل في مثل هذه الحالات توفير فرصة للطفل للتعبير عما يخطر في باله، والتفريغ عما يجول في داخله حتى لو كان بالأصوات.

عندما يقوم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة بالتواصل مع الآخرين فهو يحاول القول للمعلم ما يشعر به، أو يريد أن يعبر عن مدى فرحه، لذلك يجب على المعلم أن يحاول فهم ما يقول ومساعدته في التعبير عن نفسه، حتى لو تطلب الأمر مساعدة شخص آخر من أجل فهم ما يقوله الطفل في مثل هذه المواقف، يجب على المعلم اشعار الطفل باهتمام لما يقوله، أعط الطفل الاهتمام لما يقول حتى لو لم يفهمه المعلم.

عدم إشعار المعلم بأن ما يقوله الطفل غير مهم أو أنه غير مهتم به، فإن حسن استماع المعلم للطفل ذو الاحتياجات الخاصة وعدم مقاطعته يعمل على تحفيز وتطوير المهارة التعبير عن النفس والإنتاج اللفظي لديه، وتعديل السلوك للطفل ذو الاحتياجات الخاصة عند وقوع سلوك غير مرغوب وعدم معاقبته بقسوة، فالقسوة تلحقها نظرات شفقة تؤدي إلى الشعور بالحزن، وبالذات إن حصل هذا أمام الآخرين.

وأيضاً عدم التغاضي عن الأخطاء التي تصدر في مواقف محددة، بل يجب معاقبة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة على أي سلوك غير مرغوب به وتعزيزه على السلوك المرغوب، ولا يكون العقاب أمام الآخرين آلا بطريقة لفظية غير جارحه، فالغاية من العقاب تنبيهه على السلوك غير مقبول، بذلك يصبح الطفل مدركاً  لأخطائه فيبتعد عن القيام بها، ويشعر بالمراقبة المستمرة، وبالتالي سيعتاد الطفل على السيطرة على أخطائه وتجنبها.

ومن جانب آخر إن قام الطفل بعمل خطأ، فلا يجب أن يقوم المعلم أو الشخص الذي يتعامل مع الفرد ذو الاحتياجات الخاصة بحل المشكلات بمعزل عن البيئة من أجل أن يرتاح، بل يجب على المعلم أن يساعده للتواصل الاجتماعي ودمجه مع الآخرين، فإن من أهم المجالات التي يجب أن يهتم بها المعلم ويركز عليها ويأخذها على محمل الجد هي المجال الاجتماعي والتواصلي للطفل ذو الاحتياجات الخاصة.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن. 3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة.4-مسفر العتيبي.استراتيجيات التعامل مع طلاب التربية الخاصة.شعلة الابداع للطباعة والنشر.


شارك المقالة: