ما هو النمط التراسلي في الإدارة؟

اقرأ في هذا المقال


النمط التراسلي في الإدارة:

ويُسمّى أيضًا النمط الفوضوي، وهي الإدارة التي تمنح القاعدة الحرية المطلقة في تنفيذ المهام والأنشطة والقيام بعملية اتخاذ القرارات، ويصبح المدير هنا عبارة عن مستشار فهو لا يقوم بالسيطرة على القاعدة بشكل مباشر، وإنما يقوم بعملية التوجيه بطريقة مباشرة.

مميزات النمط التراسلي في الإدارة وسلبياته:

النمط التراسلي يتميز بإعطاء الفرصة لظهور الإنجازات الإبداعية، ويقوم بتعزيز الثقة بين القاعدة في الهرم الوظيفي وبين القمة، حيث بيّنت الدراسات أن الإدارة غير الموجهة تسبب إلى أن يسعى أعضاء المجموعات حتى يسيطروا عليها، فينتج عنها صراعات داخل المجموعة واختفاء الروح التعاونية بين الأعضاء.

وبيّنت الدراسات أيضًا أن مجموعات العمل في حالات القيادة غير الموجهة في الغالب يتم وصفها بالابتعاد عن الانضباط، ولا يوجد تنظيم ويغلب عليها الروح الفردية فتضعف القدرات الإنتاجية، ومن الصعب أن يتم توجيهها ليتم تحقيق الأهداف.

ما تقوم به الإدارة التراسلية في الإدارة:

  • يتم إعطاء الحرية في التصرفات لكل الموظفين؛ لكي يفعل كل موظف ما يريد ويكون في نظره صحيح وملائم.
  • وجود حالات من التسيب داخل المنظمة.
  • لا يقوم المدير بالتدخل في أداء الموظفين سواء كانت بالتوجيه أو بالأمر أو بالنهي.
  • لا يوجد لتنفيذ المهام والأنشطة داخل المنظمة فلسفة وطريقة واضحة للعمل، وسياسة محددة ومرسومة يمكن اتباعها عند التنفيذ.
  • القيام بإرضاء كل الموظفين داخل المنظمة.
  • لا يرى الموظفين أي قدوة لهم في المنظمة.
  • لا يوجد هناك أي اهتمام عند تنفيذ كل عمليات وعناصر الإدارة ووظائفها من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وغيرها بطريقة جيدة، ومن ثم يتصف المدير بأنه لا يقوم بإبداء أي رأي ولا يشرف ولا يخطط وغيرها من هذه الأمور.
  • هدر الوقت وهدر الجهود وانتشار الفوضى.
  • لا يوجد اهتمام بعقد الاجتماعات، وفي حال تم عقد الاجتماعات تكون الاجتماعات غير فعّالة، حيث تتصف بعدم التنظيم فتكون نتيجتها هو إهدار الوقت الطويل بدون أن يكون هناك أي نتيجة.
  • الابتعاد عن إعطاء وجهة النظر في أغلب المواضيع، فمثلاً يفرض أن أحد الموظفين ذهب للمدير حتى يأخذ رأيه في أحد المواضيع أو في مشكلة ما، فالمدير في الغالب لا يقوم بإعطاء رأي أو إجابة معينة ويكون الرد المتوقع أحد الردود التالية:
    • يمكن لك أن تقوم بكذا أو كذا، فتكون إجابته هنا إجابة دبلوماسية ومحددة.
    •  افعل ما تراه ملائم من وجهة نظرك.
    • لا أعرف.
    • القيام بتشكيل لجنة لدراسة الموضوع إذا كان موضوع كبير وذات أهمية لتقديم الآراء حول الموضوع.
    • التعرب من الإجابة والدخول بمواضيع أخرى لا يوجد لها أي أهمية وبعيدة كل البعد عن الموضوع الرئيسي، أو القيام بإعطاء انطباع أنه مشغول بأمور أخرى في ذلك الوقت.

السمات الشخصية للمدير الذي يتبع النمط التراسلي:

المدير الذي يقوم باتباع واختيار النمط التراسلي في إدارته يتصف بمجموعة من الصفات، ومن هذه الصفات:

  • ضعف الشخصية، يظهر في هذه الحالة إحدى الشخصيات القوية من المستوى الإداري الأدنى من مستوها كمدير ويقوم بالتغطية عليه.
  • قلة اتخاذ المدير للقرارات.
  • التذبذب في اتخاذ القرارات.
  • قلة توجيه العاملين وأحيانًا الابتعاد عن إبداء الرأي وتقديم الملاحظات حول الأمور والمواضيع العديدة التي يتم عرضها عليه.
  • عدم الاهتمام بالمواظبة على العمل بسبب التسيب والفوضى التي تنتشر في المنظمة.

أفضل الأنماط الإدارية برأي علماء الإدارة:

يوجد ثلاثة أنماط من الإدارة التي قد يتبع المدراء إحداها في عملية الإدارة وهي النمط الديمقراطي والأوتوقراطي والتراسلي، وقد أكد المتخصصون في الإدارة أن نمط الإدارة الديمقراطية يعتبر من أفضل الأنماط الإدارية التي تساهم في تحقيق أهداف المنظمة، وعلى العكس من ذلك فإن النمط التراسلي والنمط الأوتوقراطي يسببان حالة من الخلل والاضطراب لانهما يبتعدان عن أساسيات الفكر الإداري الحديث، ويتّضح أن النتائج التي تم التوصل إليها من قِبل رجال الفكر أن النمط الديمقراطي أفضل نمط في الإدارة.

ولكن أيضًا من رأي العلماء أن هناك بعض مشاكل تتعارض مع النمط الديمقراطي، ومنها قد يتكوّن خطر حقيقي يحدث عند تطبيق النمط الديمقراطي مثل فرض رغبات الجماعة وعدم وجود إرشاد وتوجيه وقلة الحماس، ويكون هناك تعرض مع مبادئ الإدارة التقليدية مثل وحدة الأمر أو التدرج الوظيفي، وقد يواجه المدراء تحديات مثل أن يتولّد شعور لدى شخص ما بأنه على درجة عالية من التساوي مع الأشخاص الأخرى.

المصدر: محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، مصر ، 2007محسن أحمد الخضري، إدارة التغيير ، 2003اللوزي، موسى، التطوير التنظيمي: أساسيات ومفاهيم حديثة، الأردن ،1999طيطي، خضر مصباح، إدارة التغيير التحديات والاستراتيجيات للمدراء المعاصرين، الأردن، 2010اتجاهات حديثة في إدارة التغيير، الدكتور سيد سالم عرفة، 2012


شارك المقالة: