اختبار القياس النفسي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


تتوافر في المقاييس الفرعية معايير تتعلق بعجز الانتباه وفرط الحركة، كما أن هناك نتيجة كلية لمختلف المقاييس والمعايير، وإضافة إلى ذلك تتوافر هناك مقاييس للأعراض الظاهرة، وكذلك للأعراض السابقة المتصلة بمرحلة الطفولة، وهذا ويقترح بعض العلماء اعتبار النتائج التي تفوق قيمة انحراف معياري مهمة من ناحية عيادية.

اختبار القياس النفسي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تعتبر المقابلات العيادية ومقاييس التقدير السلوكية، ومن مثل تقييم الأطفال والمراهقين الأدوات الأساسية المستخدمة لتقرير وجود أو عدم وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الراشدين، صحيح أن المعلومات المباشرة من المدرسين حول الأداء الوظيفي في المدرسة تعتبر عنصراً مهما من العملية التشخيصية لدى العمل مع الأطفال، غير أنها نادراً ما تكون متاحة بالنسبة للراشدين أو المراهقين الأكبر سناً.

وكذلك الحال بالنسبة للتغذية الراجعة المستمرة عن مستوى التقدم وفعالية التدخل العلاجي التي يقدمها مدرس الطالب، فهي غير متوافرة أيضاً بالنسبة للراشدين، بالتالي قد يكون للاختبار النفس تربوي أو العصب نفسي دوراً أكثر أهمية للحصول على معلومات عن الأداء الوظيفي المعرفي والأكاديمي والتكيفي للفرد، وقد وثقت دراسات عديدة أجريت على الأطفال والمراهقين والراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مسألة وجود مواطن قصور في المتغيرات العصب نفسية من مثل الانتباه والتركيز والأداء الوظيفي التنفيذي والذاكرة والتعلم.

فإذا ما قام اختصاصي عصب نفسي ماهر في تقييم اضطرابات التعلم والانتباه بإجراء تقييم عصب نفسي شامل، فقد يفرز ذلك معلومات قيمة ذات صلة بالنمط الفردي الخاص لمواطن القوة والعجز في المهارات المعرفية والأكاديمية للشخص الراشد، وقد توفر البيانات المكتسبة عبر هذه الطريقة الاختبارية الشاملة أيضاً معلومات تفصيلية يمكن تطبيقها على التخطيط المهني مباشرة، ومن ناحية أخرى تعتبر التقييمات العصب نفسية مكلفة جداً.

ولا تقوم شركات التأمين عادة بتغطية نفقاتها ما لم تتوافر هناك سيرة مرضية مسبقة تنطوي على وجود اضطراب طبي، يعتقد أنه يؤثر في الأداء الوظيفي المعرفي من مثل الإصابة الدماغية واضطراب الصرع، ويزيد الأمر تعقيداً والندرة النسبية لاختصاصيّي العصب النفسيين خارج المناطق المدنية، ومن هنا قد يكون اللجوء إلى إجراء تقييم كاشف مختصر أمراً مجدياً اقتصادياً على نحو أكثر.

بحيث يستغرق ذلك حوالي ساعتين ويوظف مقاييس مختصرة للأداء الوظيفي المعرفي، ومدة الانتباه والتركيز والسرعة المعرفية ومرونتها والذاكرة اللفظية، ومهارات القراءة والرياضيات والحالة النفسية والشخصية وفي حالة الكشف عن وجود مواطن عجز في ميادين معينة، فيمكن قياسها عن طريق إجراء اختبار متابعة فوري أو مؤجل.

مشكلات الذاكرة لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تعتبر مشکلات قصور مهارات الذاكرة ومشكلات النسيان في أغلب الأحيان، من بين الأعراض الأولية التي يظهرها الراشدون الذين ينشدون إجراء تقييم متعلق باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وإضافة إلى ذلك تمت الإفادة بحدوث مشكلات كلامية وغير كلامية في ميداني التعلم والذاكرة لدى الذكور الصغار في السن المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وحسب اختبار التعلم الكلامي أظهر الراشدون المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، عجزاً أكبر بكثير في مهارات التعلم الكلامي من العينات الضابطة، ومستوى أدنى من أدائهم الوظيفي المعرفي الطبيعي، يتبين لنا أن صلب هذه المشكلة يتمثل في احتمال وجود عجز في التنظيم والمعالجة الدماغية الفعالة للمعلومات الواردة.

وقد ظهر هذا القصور في الذاكرة العملية أو المعالجة المجهدة لدى الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وفي عدد من المهمات التي تطلبت استجابة سريعة وتلقائية، بما في ذلك اختبارات الأداء المتواصل واختبار متابعة المثيرات.

اختبارات الأداء المتواصل لذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

لا تتضمن أكثر اختبارات الأداء المتواصل شيوعاً اختبار كونرز للأداء المتواصل ونظام غوردن التشخيصي، وإضافة إلى اختبارات متغيرات الانتباه تقيم اختبارات الأداء المتواصل متغيرات متعددة للانتباه، بما في مدة الاستجابة وديمومة الانتباه والمقدرة على تثبيط الاستجابة غير السليمة، ويعتبر البعض من هذه الاختبارات مطولة نسبياً بحيث تطلب إلى عينة الاختبار تركيز الانتباه لأكثر من عشرين دقيقة.

ومع أنه يعتقد أن طول المهمة يزيد من احتمالية إحداث الضجر والأخطاء، ويستطيع العديد من المراهقين والراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تركيز انتباههم لمدة تكفي، لإنجاز النتائج الطبيعية للمهمات التي تقتضيها هذه الاختبارات للأداء المتواصل، ومن ناحية أخرى  هناك تقارير تفيد بضعف أداء الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وفقاً لهذه المقاييس.

وقد تعتبر اختبارات الأداء المتواصل من حيث كيفية إجرائها صعبة جداً بالنسبة للأفراد ذوي التحمل المتدني للإحباط، فقد يحققون نتائج طبيعية غير أن هذه المهمات قد تثير انفعالاتهم إلى حد بعيد.

أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الإناث

1- تشمل أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الإناث القلق ومشكلات السلوك الاندفاعية، ومشكلات التعلم ومشكلات الانتباه والمشكلات التنظيمية ونفور الآخرين، وقد وضع بعض العلماء قيماً معيارية تتعلق ذلك بحدوث أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الراشدين من مختلف الفئات العمرية، وذلك استناداً إلى معايير الدليل التشخيصي والإحصائي.

2-  مقاييس (براون) لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فهي مصممة تحديداً لتقييم وجود وشدة الأعراض المرتبطة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، كما يمكن أن تكون مفيدة لمراقبة الاستجابة للعلاج، ويتوافر
هناك نموذجان من مقياس الأعراض هذا، أما الأول فهو للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين(12-18) عاماً.

3- أما المقياس براون لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة للراشدين، فهو مصمم بحيث يقوم المريض وشخص مقرب له بإنجازه إلى جانب النتائج الكلية للعتبة المقررة لهذه المقاييس، والتي تشير إلى وجود أو عدم وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتتوافر هناك خمسة مقاييس فرعية معنية بمشكلات محددة متصلة بالتنظيم، وإدامة الانتباه ومهارات التذكر والذاكرة العملية وإدامة النشاط والجهد والحالة النفسية والانفعالية.

الأمور التي توفرها مقاييس اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة للعيادي

بإمكان مقاييس التقدير هذه مساعدة العيادي للحصول على معلومات عن أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وإذا ما تم رفد هذه المعلومات بمعلومات من السير المرضية وإجراء المقابلات، تمكن هذه المعلومات العيادي من تأكيد وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أو نفيه.

ومن ناحية أخرى ينبغي استقصاء احتمال وجود معايير تشخيصية متعلقة باضطرابات أخرى بدلاً من أو إضافة إلى اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتشمل هذه الاضطرابات صعوبات التعلم والاضطرابات الوجدانية واضطرابات الشخصية، وإساءة استعمال العقاقير وفي حالة إشارة المعلومات التاريخية إلى بدء الأعراض خلال مرحلة الرشد.

فيجدر أيضاً استبعاد المشكلات العصبية التي بمقدورها أن تؤثر على الوظائف المعرفية العليا، يعتبر مقياس مينسوتا للشخصية متعدد المراحل مقياساً شائعاً على نطاق واسع، من حيث كونه مقياس إفادة ذاتية مفصلاً وشاملاً يقيم الأعراض الحادة والمزمنة لمجموعة مختلفة من الاضطرابات الطبية العقلية واضطرابات الشخصية، ويذكر أنه لم يتم تطوير هذه المقاييس من أجل تقييم الأعراض المرتبطة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على وجه التحديد.

غير أنها تقدم بياناً شاملاً للسمات الشخصية، قد يكون ذلك مفيداً جداً لفهم أنماط الحالة النفسية والسلوك للفرد والتمييز بين اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والأشكال الأخرى من الاضطرابات النفسية، ويظهر الراشدون المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، مقارنة مع العينات الضابطة من الأصحاء نتائج مرتفعة وفقاً للمقاييس العيادية المتعددة الملحقة بمقياس مينسوتا للشخصية، مما يشير إلى وجود اضطراب نفسي عام يتراوح مستواه بين البسيط إلى المعتدل.

وفي الختام يشير تحليل المقاييس الفرعية لمقياس مينسوتا للشخصية أن الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة يعانون من مشاعر الكآبة والحصر النفسي بشكل رئيسي، ولاستكشاف هذه الأعراض وتقييم شدتها، فمن المفيد استخدام مقاييس ذاتية التقدير مختصرة.


شارك المقالة: