الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تتضمن الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي العديد من الوسائل التي تتبعها الوجودية الاجتماعية في العديد من النقاشات الأدبية، حيث تتمثل هذه الأساليب في تفسير الشمولية في الوجودية الاجتماعية وأهميتها التي لا تنقص عن العمل الفردي في علم نفس الوجود الاجتماعي.

الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي

على الرغم من أنه من الشائع التمييز بين الفردية والشمولية كاتجاهين مهمين في المناقشات حول تفسير الوجودية الاجتماعية، فإن نطاق الآراء الذي نوقش من قبل العديد من علماء النفس يوضح أن الفردية ليست البديل الوحيد للشمولية في علم نفس الوجود الاجتماعي.

تعتبر الشمولية هي عبارة عن محور نقاش الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي، حيث أن بعض النظريات ثنائية تقترح مجالات منفصلة للفردانية والاجتماعية، على غرار التمييز بين الجسد والعقل للعالم رينيه ديكارت، والبعض الآخر أحادي فهم يأخذون الاجتماع على أنه أساسي أو أن يكون له أولوية وجودية، ولا تزال نظريات أخرى تطرح طرق مسطحة أفقية، وفقًا للكيانات من جميع الأنواع الموجودة ومع ذلك فهي لا تحظى بأولوية وجودية فيما يتعلق ببعضها البعض.

أهم الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي

1- الازدواجية

تعبر الازدواجية أو الثنائية عن أسلوب من الأساليب التنازلية لتفسير الوجود الاجتماعي، وهي وجهة النظر القائلة بأن الكيانات الاجتماعية وغير الاجتماعية مثل المجتمعات والأفراد، أو الهياكل والوكلاء تعتبر متمايزة، ولا يرتكز أي منهما على الآخر، ففي النقاشات الفردية أو الكلية في منتصف القرن العشرين كان يُفهم على نطاق واسع أن الشمولية تؤيد نسخًا من الازدواجية.

في النقاشات التي اهتمت بدور الفردانية في الوجودية الاجتماعية لم ينكر المدافعين عن الشمولية وجود ما هو غير اجتماعي، بدلاً من ذلك جادلوا بأن المجتمع لا يمكن اختزاله في كيانات فردية، حيث يؤثر العمل على العلاقة بين العقول والأجساد بشدة على الحِجَج حول الثنائية الاجتماعية أو الازدواجية، على وجه الخصوص تبنى العديد من علماء العلوم النفسية الاجتماعية استراتيجيات مناهضة للازدواجية ابتكرها فلاسفة العقل وخاصة المادية غير الاختزالية.

كما هو مطبق على العقول فإن هذا هو الرأي القائل بأنه قد تكون هناك عقبات من حيث المبدأ لتقليل الخصائص أو الحقائق العقلية إلى الخصائص الفيزيائية أو الحقائق، على الرغم من أن العقلية تحددها المادية بشكل شامل، حيث طبق علماء العلوم النفسية الاجتماعية هذا على الكيانات الاجتماعية في شكل فردية غير مختزلة.

قد تكون هناك عقبات حسب وجهة النظر هذه أمام اختزال الظواهر الاجتماعية إلى الظواهر الفردية، على الرغم من أن الفردانية تحدد الاجتماعية بشكل شامل، ففي الآونة الأخيرة تحدى بعض علماء النفس هذه الحِجَج على أنها وصف غير كافي لقاعدة العلو، ويتفق هؤلاء العلماء مع الاستراتيجية الأساسية لإنكار الازدواجية، لكنهم ينكرون أن الفردية هي الطريقة الصحيحة لفهم اللبنات الأساسية للمجتمع ويدعون بدلاً من ذلك إلى مجموعة أوسع من اللبنات الأساسية.

شهدت الازدواجية عودة ظهور بين بعض فلاسفة العقل ومع ذلك ليس من الواضح أن أنواع الحِجَج التي يتم تنظيمها لصالح الازدواجية العقلية يمكن أن تنطبق على الازدواجية الاجتماعية، على سبيل المثال حتى لو نجحت حِجَة الازدواجية للعقول فقد لا يكون هناك نظير اجتماعي لمشكلة الوعي الصعبة.

2- الأولوية الوجودية للاجتماعي

تعتبر الأولوية الوجودية للاجتماعي نسخة مختلفة من الشمولية الاجتماعية وهي من الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي وهي أحادية وليست ثنائية أو ازدواجية، حيث أنه بدلاً من افتراض مجالين أو أكثر من المواد الاجتماعية وغير الاجتماعية تعتبر هذه النسخة الكيانات الاجتماعية سابقة وجودية أو أساسية، وأن الأفراد والكيانات الأخرى مشتقون وجوديًا من المجتمع.

يبدو أن بعض النظريات الاجتماعية في منتصف القرن تتخذ هذا الموقف من الأولوية الوجودية للاجتماعي، حيث تؤكد البنيوية الكلاسيكية على أولوية الهيكل على الفرد، بعد حِجَج الأولوية الوجودية للنظام اللغوي على العلامة الفردية، في تطبيقاته الأولية على الأنثروبولوجيا تم تحليل الأدوار في النظام الثقافي من حيث النظام ككل.

لكن بحلول الستينيات من القرن الماضي تم تطبيق هذه النقطة ليس فقط على الأدوار ولكن على الأفراد أنفسهم في مناهضة نظرية للإنسانية يكون فيها التفسير السببي هيكليًا في الغالب، حيث يظهر الأفراد فقط في النظرية كدعم للعلاقات الضمنية في الهيكل، وأشكال فرديتهم تظهر فقط كآثار محددة للهيكل.

يعطي علم النفس الاجتماعي الوظيفي لأسلوب الأولوية أيضًا للبنية الاجتماعية على الوكالة الفردية، حيث أنه غالبًا ما يُفهم على أنه يجادل بأن الفعل الفردي ليس أكثر من مجرد مظهر من مظاهر الوظائف الاجتماعية، ويتم انتقاده بشدة وذلك على أساس أنه يقلل بشكل غير لائق من الفاعلية الفردية، ومع ذلك ليس من الواضح دائمًا ما إذا كانت الأولوية التفسيرية للمجتمع على الفرد تستلزم ادعاءً بشأن الأولوية الوجودية.

الأنظمة الوظيفية في الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي حتى تلك التي تجرد الأفراد من حريتهم في التصرف بشكل مستقل، قد تكون مع ذلك راسخة بشكل شامل في كيانات منخفضة المستوى، للتفسير الوجودي الاجتماعي.

3- الوجودية المسطحة

ترفض المناهج الأخرى أي ترتيب أو تسلسل هرمي للكيانات تمامًا في الوجودية الاجتماعية، حيث تنكر بعض الآراء إمكانية تقسيم العلوم إلى تسلسلات هرمية، ولكنها تسمح بتكوين كيانات معينة من كيانات أخرى، حيث أنه وجهة نظر أكثر منطقية هي أنه لا يوجد بناء على الإطلاق بين الكيانات في الوجودية الاجتماعية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك نظرية الممثل والشبكة، ومنها تم بناء أسلوب الوجودية المسطحة.

حيث أنه من المحتمل أن تكون جميع الكيانات في هذا النهج من الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي المتمثل في الوجودية المسطحة على قدم المساواة مع بعضها البعض، حتى تحديد كيان أو فئة من الأشياء على أنها اجتماعية هو خطأ، حيث يميز أسلوب الوجودية المسطحة بعض الأدوار التي يمكن أن تلعبها الأشياء يمكنها أن تعمل كوسطاء، وتحول المعنى ويمكنها أن تعمل كوسطاء لتنقل المعنى دون تغييره.

وتمتلك العديد من الكيانات مثل الإنسان أو الآلة أو الجبل أو البنك إمكانات متساوية للعب هذه الأدوار، وكل ما يمكن للعالم اجتماعيًا أو طبيعيًا أن يكتب روايات تتتبع الارتباطات في الوجودية المسطحة، حيث تشمل المناهج الأخرى لعلم الوجود المسطح نظرية التجميع وعلم الظواهر غير الطبيعية الخالية من المقاييس.

وفي النهاية نجد أن:

1- الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي تشمل مجموعة من الوسائل لتفسير الوجودية الاجتماعية من خلال الكشف عن أهمية الشمولية.

2- حيث تتمثل أهم الأساليب التنازلية في علم نفس الوجود الاجتماعي بالازدواجية والأولوية الوجودية والوجودية المسطحة.


شارك المقالة: