الانتحار في مرحلة المراهقة

اقرأ في هذا المقال


يُعاني الكثير من المراهقين الذين يُحاولون الانتحار أو يموتون بسببه من حالة صحيّة عقلية، يُعانون من مُشكلات في التكيّف مع الضّغط النفسي والاحتراق المُصاحب لكونهم مُراهقين، مثل التّعامُل مع الرُّفض والفشل، الانفصال، اضطراب العلاقات الأسرية، أيضاً لا يمكنهم إدراك أنّه بمقدُورهم تغيير حياتهم إلى الأحسن. إنّ الانتحار ما هو إلَّا ردٌّ دائم لمُشكلة مؤقتة وليس حلّاً.

ما هو الانتحار

هو الفعل الذي يقتضي إنّهاء الشخص لحياته بكلتا يديه مُتعمداً، مُهدراً بذلك حقّه في الحياة، الذي يُعتبر أقدس حُقوق الإنسان على الإطلاق. يعتبر الانتحار جريمةً دافعُها الأساسي يكون اليأس أو الاضطرابات النفسية، تتركّز هذه الظاهرة في المُجتمعات والدول الفّقيرة، التي تُعاني من التخلُّف والأمراض، تقدّر الإحصائيات بوفاة ما يقارب 800 ألف إلى مليون شخص سنوياً نتيجة الانتحار، إذ يأتي في المرتبة العاشرة لأَسباب الوفاة حول العالم.

علامات تشير إلى انتحار المراهقين

  • القيام بالتحدث حول الانتحار، كقول عبارات مثل (سأقتل نفسي) أو (لن أسبب لكم مشكلات بعد اليوم).
  • الانسحاب من التّواصل الاجتماعي مع المحيطين.
  • حدوث تقلُّبات مزاجية.
  • الزيادة في تناول الكُحوليات أو إدمان المُخدرات.
  • الشُّعور بالانحصار أو اليأس بسبب موقف ما.
  • تغيير الروتين العادي، أيضاً أنماط الأكل أو النوم.

العلامات التحذيرية لانتحار المراهقين

1- التغيرات السلوكية:

  • العزلة: تجنب الأنشطة الاجتماعية والعزلة عن الأصدقاء والعائلة.
  • التغيرات في النوم: اضطرابات في النوم مثل الأرق أو النوم المفرط.
  • تغيرات في الوزن: فقدان الوزن أو زيادته بشكل غير مبرر.

2- التغيرات العاطفية:

  • الحزن المستمر: مشاعر الحزن أو اليأس المستمرة.
  • الغضب: الغضب الشديد أو العدوانية غير المبررة.
  • اللامبالاة: فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تثير الاهتمام سابقًا.

3- التغيرات في الأداء الأكاديمي:

  • انخفاض الأداء الدراسي: تدهور الأداء الأكاديمي دون سبب واضح.
  • تغيب عن المدرسة: التغيب المتكرر عن المدرسة أو الرغبة في تركها.

4- التغيرات في الصحة النفسية:

  • الحديث عن الموت: التحدث عن الرغبة في الموت أو الانتحار.
  • الانشغال بالموت: الانشغال بالموت أو الانتحار من خلال الكتابة أو الرسم.

عوامل الخطر لانتحار المراهقين:

  • وجود اضطرابات نفسيّة، أهمها الاكتئاب.
  • فقدان أو النزاع مع الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة.
  • وجود تاريخ من الإساءة البدنيّة أو الجنسيّة أو التعرُّض إلى العنف.
  • مشاكل طبية أو بدنية مثلاً، الإصابة بعدوى نتيجة الاتصال الجنسي.
  • الوُقوع ضحيّة لظاهرة التنمُّر.
  • عدم التأكُّد من التوجه الجنسي.
  • التعرُّض إلى انتحار أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب.
  • الانتساب بالتبنِّي.
  • تاريخ أُسري لاضطراب المزاج أو السلوك الانتحاري.

طرق الوقاية من انتحار المراهقين

1- التوعية والتثقيف:

  • التوعية بالصحة النفسية: تقديم برامج توعية في المدارس والمجتمعات حول أهمية الصحة النفسية وطرق التعامل مع الضغوط النفسية.
  • التثقيف حول الانتحار: نشر الوعي حول علامات التحذير وكيفية التعامل معها.

2- الدعم الاجتماعي:

  • بناء شبكات دعم: تعزيز العلاقات الاجتماعية القوية والداعمة مع الأصدقاء والعائلة.
  • المشاركة في الأنشطة: تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي تعزز من الشعور بالانتماء.

3- الدعم العائلي:

  • التواصل المفتوح: تعزيز التواصل المفتوح والصادق داخل الأسرة.
  • تقديم الدعم العاطفي: تقديم الدعم العاطفي والتفهم لمشاعر المراهقين وتجاربهم.

4- العلاج النفسي:

  • الاستشارة النفسية: تقديم الاستشارة النفسية من قبل متخصصين في الصحة النفسية.
  • العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يكون العلاج الدوائي ضروريًا لعلاج الاكتئاب أو القلق الشديد.

5- الاهتمام بالرفاهية العامة:

  • التغذية السليمة: تشجيع تناول الطعام الصحي والمتوازن.
  • النوم الجيد: الحرص على النوم الكافي والمنتظم.
  • ممارسة الرياضة: تشجيع ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة النفسية والجسدية.

الانتحار في مرحلة المراهقة هو قضية خطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا وجهودًا مشتركة من الأسرة والمدارس والمجتمع. من خلال التعرف على الأسباب والعلامات التحذيرية وتقديم الدعم المناسب، يمكننا مساعدة المراهقين على تجاوز التحديات النفسية والعيش حياة صحية وسعيدة. يتطلب ذلك توفير بيئة داعمة ومحفزة تساهم في تعزيز الصحة النفسية والرفاهية العامة للمراهقين.


شارك المقالة: