التصور العقلي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمكننا التعبير عن التصور العقلي في علم النفس من خلال قيامنا بتجربة إغلاق أعيننا وتخيل بعض الأمور، وهنا فإن ما نشعر به هو الصور الذهنية أو ما يعرف بالتصور العقلي أو الصور المرئية، يعتبر التصور العقلي أكثر انتشارًا في حياتنا العقلية من مجرد التخيل، إنه يحدث بكل أشكاله ويلعب دورًا حاسمًا ليس فقط في الإدراك، ولكن أيضًا في الذاكرة والعواطف واللغة والرغبات وتنفيذ الإجراء، حتى أنه يلعب دورًا كبيرًا في تفاعلنا مع الأعمال الفنية.

التصور العقلي في علم النفس

ليس من الواضح ما إذا كان تقديم مصطلح التصور العقلي مفيد بشكل خاص لسببين على الأقل، أولاً هناك اختلافات شخصية مثبتة جيدًا في الصور الذهنية، لدرجة أن بعض الأشخاص يبلغون عن عدم وجود تجربة على الإطلاق عند إغلاق أعينهم وتصور تفاحة مثلاً، ثانيًا من غير الواضح كيف يمكن تعميم مثل هذا المثال مثل تخيل تفاحة بطريقة من شأنها أن تعطينا مفهومًا متماسكًا في التصور العقلي.

لا يبدو أن التصور العقلي هو مصطلح عادي فقد تم تقديمه في نهاية القرن التاسع عشر كمصطلح تقني في علم النفس وبخلاف الخيال، وتعني الفائدة النظرية لها أنه يجب علينا استخدام التخيل العقلي بطريقة تساعدنا في شرح كيفية عمل العقل نفسه.

تمّ استخدام مفهوم التصور العقلي لأول مرة بشكل ثابت في نظام علم النفس التجريبي الجديد جدًا في ذلك الوقت، حيث اعتبر علماء النفس مثل العالم فرانسيس جالتون، والعالم يلهلم وندت أن التصور العقلي هو ظاهرة عقلية تتميز بظواهرها من خلال وجود حلقة شبه إدراكية مع شعور ظاهري معين.

أدى هذا الموقف إلى شك جاد وغالبًا إلى رفض صريح لهذا المفهوم في العقود التالية عندما سيطرت النزعة السلوكية على الخطاب النفسي، ولم يكن حتى السبعينيات من القرن الماضي عندما اعتبرت الصور الذهنية مرة أخرى مفهومًا محترمًا للدراسة في العلوم النفسية والمناهج التجريبية للعقل.

مثلما يمكن وصف الإدراك بعدة طرق فإن الأمر نفسه ينطبق على التصور العقلي، حيث أن إحدى طرق توصيف الإدراك هي من منظور علم الظواهر سيكون الإدراك عملية عقلية تتميز بظواهر معينة، وهنا تكمن المشكلة في أن علم الظواهر لا يمكن ملاحظته علنًا، ونتيجة لذلك فهو ليس نقطة انطلاق جيدة للدراسة العلمية.

تنطبق نفس الاعتبارات على التصور العقلي في علم النفس لكن يمكننا أيضًا وصف الإدراك وظيفيًا أو تشريحًا عصبيًا، وستكون طرق التفكير هذه حول الإدراك قابلة للملاحظة علنًا، ونتيجة لذلك ستكون نقطة انطلاق جيدة للدراسة العلمية للإدراك، وهذه هي بالضبط الطريقة التي يتقدم بها علم النفس الإدراكي وعلم أعصاب الإدراك، وتنطبق نفس الاعتبارات على التصور العقلي.

نتيجة لذلك في العقود الأخيرة قام علماء النفس وعلماء الأعصاب بدلاً من الاعتماد على الاستبطان والظواهر، بتمييز التصور العقلي من منظور وظيفي وعلم الأعصاب، وتوصيف نموذجي من مراجعة تلخص أحدث ما توصل إليه الفن فيما يتعلق بالتصور العقلي في علم النفس والطب النفسي وعلم الأعصاب فنحن نستخدم مصطلح التصور العقلي للإشارة إلى تمثيلات محددة للمعلومات الحسية بدون منبه خارجي مباشر.

باختصار وفقًا للتعريف النفسي فإن التصور العقلي هي تمثيل إدراكي لا يتم تشغيله مباشرة عن طريق المدخلات الحسية أو التمثيل الذي يتضمن معالجة إدراكية لا يتم تشغيلها مباشرة عن طريق المدخلات الحسية، وقد يحتاج مفهوم الاتجاه المباشر إلى مزيد من التوضيح والأمر نفسه ينطبق على مفهوم المدخلات الحسية الفورية المناسبة التي تم استخدامها أيضًا لتحديد ما تفتقر إليه التصور العقلي.

تجريب التصور العقلي في علم النفس

يتم تشغيل المعالجة الحسية في القشرة المبكرة مباشرة في التصور العقلي عن طريق المدخلات الحسية إذا تم تشغيلها دون وساطة بعض العمليات الأخرى الإدراكية أو خارج الإدراك الحسي، إذا تم تشغيل المعالجة الإدراكية عن طريق شيء غير إدراكي كما في حالة إغلاق أعيننا والتصور، فلن يتم تشغيلها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وإذا تمّ تشغيل المعالجة الحسية في طريقة الحس البصري عن طريق المدخلات الحسية في طريقة الحس السمعي، كما في حالة الصور المرئية اللاإرادية لوجه شخص عندما نسمع صوته وأعيننا مغلقة، يتم تشغيل المعالجة البصرية بشكل غير مباشر بوساطة المعالجة السمعية.

سيكون المحفز المباشر هنا هو الإدخال المرئي لكن لا يوجد إدخال مرئي في هذه الحالة، وإذا تم تشغيل المعالجة المرئية في مركز المجال البصري عن طريق إدخال في محيط المجال البصري على سبيل المثال لأن مركز المجال البصري محاط بقطعة ورق بيضاء فارغة، ثم يتم تشغيل المعالجة المرئية في مركز المجال البصري، مرة أخرى بشكل غير مباشر، أي بطريقة تتوسط فيها العمليات المرئية في المحيط.

سيكون المشغل المباشر عبارة عن مدخلات حسية في مركز المجال البصري في التصور العقلي، لكن لا يوجد مثل هذا الإدخال الحسي في هذه الحالة، فوفقًا للتعريف النفسي للتصور العقلي تعد جميع المعلومات التجريبية المختلفة للمعالجة الحسية بمثابة صور ذهنية لأن المعالجة الإدراكية لا يتم تشغيلها مباشرة من خلال المدخلات الحسية، بطريقة تتوسط فيها العمليات المرئية في المحيط.

يقترب التفكير النفسي التجريبي المعاصر حول التصور العقلي من هذه الطريقة في تحديد الصور الذهنية على سبيل المثال يقول علماء النفس إن حلقات التصور العقلي هي مناسبات يتم فيها دفع النظام البصري بعيدًا عن الخط ومنفصلًا عن مدخلاته الحسية الطبيعية.

تسمح لنا طريقة التفكير التجريبي هذه حول التصور العقلي بفحص الصور الذهنية تجريبيًا وبطريقة يمكن ملاحظتها علنًا لتوضيح الأمر ببساطة شديدة إذا كانت عيون شخص ما مغلقة فلا تتلقى أي مدخلات بصرية، ومع ذلك فإن القشرة الحسية المبكرة الخاصة بها تمثل مثلثًا متساوي الأضلاع في منتصف المجال البصري من خلال شيء يمكن إنشاؤه بسهولة إلى حد ما بالنظر إلى تنظير الشبكية للرؤية بواسطة وسائل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

هذا المفهوم النفسي للتصور العقلي محايد بشأن بعض السمات التي تبدو مهمة للتصور القلي، إذا كانت الصور الذهنية عبارة عن تمثيل إدراكي لا يتم تشغيله مباشرة من خلال المدخلات الحسية، فقد يتم تشغيل التصور العقلي أو لا يتم تشغيله طواعية، علاوة على ذلك قد يكون أو لا يكون واعياً حتى لو لم تختبر شيئًا، طالما أن هناك مثلثًا في القشرة البصرية الأولية، ولكن لا يوجد مثلث على شبكية أعيننا، فلدينا صور ذهنية.

يتم تعريف التعريف التجريبي الذي يميز التصور العقلي بشكل سلبي إنه تمثيل إدراكي لا يتم تشغيله مباشرة من خلال المدخلات الحسية، هذا يترك المجال مفتوحًا للسؤال عن سبب تشغيله، فغالبًا ما يتم تشغيله بواسطة عمليات معرفية ذات مستوى أعلى وهذا هو الحال عندما نعد إلى ثلاثة ونتخيل تفاحة، ولكن يمكن أيضًا أن يتم تشغيله بشكل جانبي بواسطة طرائق معنية مختلفة، ويمكن أيضًا أن يتم تشغيله عن طريق المدخلات الحسية ولكن بطريقة غير مباشرة.


شارك المقالة: