التقدم العلمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


غالبًا ما يتم تمييز التقدم العلمي في علم النفس عن المجالات الأخرى للعلوم الإنسانية بطبيعته التقدمية، على عكس الفن والفلسفة والأخلاق والسياسة الثقافية والاجتماعية، حيث توجد معايير واضحة أو معايير معيارية لتحديد التحسينات والتطورات في العلوم.

التقدم العلمي في علم النفس

جادل علماء النفس بأن اكتساب المعرفة الإيجابية وتنظيمها هي الأنشطة البشرية الوحيدة التي تعتبر تراكمية وتقدمية حقًا، وأن التقدم العلمي في علم النفس ليس له معنى محدد ولا يرقى إليه الشك في مجالات أخرى غير مجال العلوم، ومع ذلك فقد تم تحدي النظرة التراكمية التقليدية للمعرفة العلمية بشكل فعال من قبل العديد من فلاسفة العلم في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وبالتالي فإن فكرة التقدم العلمي في علم النفس كانت موضع تساؤل أيضًا في مجال العلوم الاجتماعية أيضًا والنظريات العلمية التي تدور حول المفهوم المعياري للتقدم والتي تهتم في نفس الوقت بالأسئلة ذات القيمة حول أهداف وغايات العلم.

تعتبر مهمة التحليل النفسي هي النظر في إجابات بديلة في التقدم العلمي في علم النفس عند النظر في مقصود التقدم في العلم، يمكن بعد ذلك استكمال هذا بالسؤال المنهجي الذي يتمثل في كيف يمكننا التعرف على التطورات التقدمية في العلم؟ فيما يتعلق بتعريف التقدم وبيان أفضل مؤشراته يمكن للمرء بعد ذلك دراسة الواقعية المنطقية التي تتمثل في مدى وجوانب يكون بها العلم تقدميًا.

دراسة التقدم العلمي في علم النفس

فكرة أن العلم هو مشروع جماعي للباحثين وجميع علماء النفس الاجتماعيين في الأجيال المتعاقبة هي سمة من سمات العصر الحديث، بحيث حثّ التجريبيين الكلاسيكيين والعقلانيين من علماء النفس مثل العالم رينيه ديكارت من القرن السابع عشر على أن استخدام الأساليب المناسبة للبحث النفسي الذي يضمن اكتشاف الحقائق الجديدة وتبريرها.

كانت هذه النظرة التراكمية في التقدم العلمي في علم النفس مكونًا مهمًا في تفاؤل عصر التنوير في القرن الثامن عشر، وقد تم دمجها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر في النموذج الوضعي من خلال بناء المواضيع المعتمدة تجريبيًا، حيث يعزز العلم أيضًا التقدم في المجتمع، وكانت الاتجاهات المؤثرة الأخرى في القرن التاسع عشر هي الرؤية الذاتية للنمو العضوي في الثقافة، والتفسير الديناميكي للتغيير التاريخي ونظرية التطور المعرفي.

لقد ألهم علماء النفس جميعًا وجهات النظر المعرفية في التقدم العلمي في علم النفس التي اعتبرت المعرفة الإنسانية عملية، وقدم علماء الفلاسفة المهتمين بتاريخ العلم تحليلات مثيرة للاهتمام لبعض جوانب التغيير العلمي.

في أوائل القرن العشرين بدأ فلاسفة العلم التحليليين وعلماء النفس في تطبيق المنطق الحديث على دراسة التقدم العلمي في علم النفس، حيث كان تركيزهم الرئيسي هو هيكل النظريات العلمية وأنماط الاستدلال وهذا البحث النفسي المتزامن حول المنتجات النهائية للأنشطة العلمية كان موضع تساؤل من قبل علماء النفس الذين أرادوا إيلاء اهتمام جاد للدراسة التاريخية في التقدم العلمي في علم النفس.

مساهمات التقدم العلمي في علم النفس

من بين المساهمات الخاصة في التقدم العلمي في علم النفس يمكن للمرء أن يذكر أنماط الاكتشاف العلمي، ومنطق الاكتشاف العلمي والتخمينات والتفنيد والثورات العلمية وفرضية المعرفة التي تعتبر غير قابلة للقياس، ومنهجية وبرامج البحث النفسي العلمي.

ومن مساهمات التقدم العلمي في علم النفس تمت الدعوة إلى النماذج الخاصة بنظرية المعرفة التطورية من قبل المعرفة الموضوعية والنهج التطوري وفهم الإنسان، حيث تحدت هذه الأعمال الرأي السائد حول تطور المعرفة العلمية والعقلانية، التي تشترك في الرأي القائل بأن العلم لا ينمو ببساطة من خلال تجميع الحقائق الراسخة الجديدة على الحقائق القديمة.

تتمثل مساهمات التقدم العلمي في علم النفس في العديد من المجالات باستثناء فترات العلم الطبيعي، حيث أنه لا يكون تغيير النظرية تراكميًا أو مستمرًا وأحيانًا يتم رفض النتائج السابقة للعلم واستبدالها وإعادة تفسيرها بنظريات وفرضيات مفاهيمية جديدة، التي تختلف في تعريفها للتقدم التي تناشد فكرة أن النظريات المتعاقبة قد تقترب من الحقيقة  بينما أنها تميز التقدم من حيث قدرة النظريات على حل المشكلات.

مواضيع التقدم العلمي في علم النفس

منذ منتصف السبعينيات تم إنشاء عدد كبير من مواضيع التقدم العلمي في علم النفس حول مواضيع التغيير والتطوير والتقدم في العلوم، أدت هذه المواضيع أيضًا إلى إضافة العديد من المستجدات المهمة إلى مجموعة أدوات نظريات العلم، وأحدها هو الدراسة المنهجية للعلاقات بين النظريات النفسية مثل الاختزال والمراسلات ومراجعة المعتقدات.

من أهم مواضيع التقدم العلمي في علم النفس كان هو الاعتراف بأنه إلى جانب البيانات والنظريات الفردية، هناك أيضًا حاجة للنظر في تطوير وحدات النشاط والإنجاز العلمي مؤقتًا والعلم الطبيعي الموجه لنموذج المعرفة العلمية وبرنامج التقليد والبحث ونظرية التطور، حيث إن الأداة الجديدة التي يتم استخدامها في العديد من دفاعات وجهات النظر الواقعية للتقدم العلمي هي مفهوم تقارب الصدق أو الواقع.

أهمية التقدم العلمي في علم النفس

عزز الاهتمام الحي بالتقدم العلمي في علم النفس التعاون الوثيق بين المؤرخين وفلاسفة العلوم وعلماء النفس جميعًا، على سبيل المثال ألهمت دراسات الحالة للأمثلة التاريخية على سبيل المثال استبدال ميكانيكا نيوتن الكلاسيكية بنظرية الكم ونظرية النسبية العديد من المعالجات للثورات العلمية، وكانت دراسات الحالة التاريخية مهمة لعلماء النفس الذين بدأوا في دراسة الاكتشاف العلمي.

أظهر علماء النفس والفلاسفة ذوو التوجهات التاريخية كيف عززت الأدوات والقياسات تقدم الأجزاء القياسية ونظريات الفيزياء والكيميا، حيث جادل علماء النفس التجريبيين بأن السعي وراء تفسيرات واسعة وبسيطة تشكل التعلم والاستدلال، ودرس علماء النفس الاجتماعي التفاعل الديناميكي بين المجتمع العلمي والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.

عند النظر في أهمية التقدم العلمي في علم النفس قام الفلاسفة وعلماء النفس الاجتماعيين بتأثيرهم بتحليل دور القيم الاجتماعية والثقافية في تطور العلم ونظريات المعرفة العلمية، ومن الموضوعات المفضلة لعلماء النفس الاجتماعي ظهور تخصصات علمية جديدة، حيث يهتم علماء النفس الاجتماعي أيضًا بالمشكلة العملية في التقدم العلمي في علم النفس.

حيث يتمثل هدف التقدم العلمي في علم النفس بأنه أفضل طريقة لتنظيم أنشطة البحث النفسي من أجل تعزيز التقدم العلمي، بهذه الطريقة تصبح نماذج التغيير العلمي ذات صلة بقضايا النظريات العلمية في علم النفس المعرفي.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- التقدم العلمي في علم النفس هو مفهوم يعبر عن مجال من مجالات العلوم الإنسانية الذي يقدم العديد من المواضيع والأهداف التي ترتبط بمجالات متنوعة من العلم مثل النظريات العلمية.

2- كانت فكرة التقدم العلمي في علم النفس موضع تساؤل في مجال العلوم الاجتماعية والنظريات العلمية التي تدور حول المفهوم المعياري للتقدم والتي تهتم بالأسئلة ذات القيمة حول أهداف وغايات العلم.

3- من مساهمات التقدم العلمي في علم النفس تمت الدعوة إلى النماذج الخاصة بنظرية المعرفة التطورية من قبل المعرفة الموضوعية والنهج التطوري وفهم الإنسان.


شارك المقالة: