اقرأ في هذا المقال
- الحدس الأخلاقي في علم النفس
- نظرية المعرفة في الحدس الأخلاقي في علم النفس
- الدليل الذاتي في الحدس الأخلاقي في علم النفس
- أهم الخلافات الموجهة للحدس الأخلاقي في علم النفس
كان الحدس الأخلاقي أحد المفاهيم المهيمنة في علم النفس والفلسفة الأخلاقية البريطانية من أوائل القرن الثامن عشر حتى الثلاثينيات، حيث بدأ الحدس الأخلاقي في الظهور كنظرية أخلاقية وأكثر السمات المميزة للحدس الأخلاقي هي نظريتها المعرفية وعلم الوجود.
الحدس الأخلاقي في علم النفس
يؤكد جميع علماء النفس الكلاسيكيين أن الافتراضات الأخلاقية الأساسية بديهية وأن الخصائص الأخلاقية هي خصائص غير طبيعية، لذا فإن الحدس الأخلاقي في علم النفس يركز على قدرة الفرد بأن يكون أخلاقيًا في بصيرته ومعرفته للأمور التي تناسب المواقف التي يقع بها ويتفاعل بها مع غيره.
يدعي بعض علماء النفس أن التعددية الأخلاقية المتمثلة في الرأي القائل بوجود تعددية غير قابلة للاختزال للمبادئ الأخلاقية الأساسية، وأنه لا توجد أولوية صارمة لأي مبدأ على آخر هي سمة أساسية للفكر الحدسي في الحدس الأخلاقي، أي أن لكل فرد مبادئ يتبعها في كيفية النظر للخيارات المتاحة أمامه وكيفية اتخاذ القرارات في حل المشاكل وبطرق فكرية أخلاقية.
نظرية المعرفة في الحدس الأخلاقي في علم النفس
واحدة من أكثر السمات المميزة للحدس الأخلاقي هو نظريتها المعرفية، حيث أكد جميع علماء النفس المعرفيين أن الافتراضات الأخلاقية الأساسية بديهية، أي أنها واضحة في ذاتها ومن ثم يمكن معرفتها دون الحاجة إلى أي حِجَة أو مبرر، حيث يميز علماء النفس الحدس الأخلاقي عن قاعدتين من أسباب المعرفة أي الوعي المباشر أو الشعور من ناحية، والجدل أو الاستنتاج من ناحية أخرى.
يعتبر الجدل أو الاستنتاج في النظرية المعرفية في الحدس الأخلاقي هو المعرفة المشتقة في نهاية المطاف مما يتم فهمه على الفور، إما عن طريق الإحساس أو عن طريق الفهم، بينما يعتبر الوعي الفوري أو الشعور المباشر هو إدراك العقل لوجوده وحالاته العقلية، وإنها تشترك في الحالات مع الحدس، ولكن على عكس الحدس لا يوجد كموضوع له اقتراح بديهي.
يعتبر الوعي بالذات الفوري هو تخوف فوري من الإحساس في الحدس الأخلاقي، حيث يعتبر الحدس هو تخوف فوري من الفهم، وإنه بمثابة الطريقة التي نفهم بها الحقائق الواضحة، والأفكار العامة والمجردة، وأي شيء آخر قد نكتشفه دون استخدام أي عملية تفكير معرفية.
يشير الادعاء النظري المعرفي في الحدس الأخلاقي بأن الحدس هو تخوف فوري من الفهم إلى مفهوم الحدس الذي هو أقرب إلى الحسابات الحالية للحدس كمظاهر أو عروض فكرية، والمظاهر الفكرية هي التناظرية الفكرية للمظاهر الإدراكية، تمامًا كما يمكن أن تبدو بعض الأشياء بشكل إدراكي بطريقة معينة، على سبيل المثال ملونة أو مستقيمة.
يمكن أن تبدو بعض الافتراضات في النظرية المعرفية في الحدس الأخلاقي صحيحة، أو تقدم نفسها للعقل على أنها صحيحة، هذه المظاهر ليست معتقدات؛ لأن شيئًا ما يمكن أن يبدو صحيحًا على الرغم من عدم تصديقه، على سبيل المثال قد يبدو صحيحًا أن هناك أعدادًا طبيعية أكثر من الأرقام الزوجية مثلاً لكننا نعلم أن هذا غير صحيح لذلك لا نصدقه.
في النظرية المعرفية للحدس الأخلاقي لا يعتبر الحدس إيمانًا بخصائص معينة، مثل كونه ما قبل نظريًا، أو غير مشتق، أو متمسكًا به بقوة وما إلى ذلك، بل أن المعتقدات ليست مخاوف فورية من أي شيء، على الرغم من أنها قد تكون مبنية على مثل هذه المخاوف، حيث أنه قد يميل المرء إلى الاعتقاد بأن المعتقدات الإدراكية مثل الاعتقاد بأن هناك قطة نائمة أمام الشخص هي مخاوف فورية.
مثل هذه المعتقدات المعرفية أو المعتقدات الإدراكية فإنها تستند إلى التجربة المباشرة مثل الحدس الحسي التي لدينا للشعور بأن هناك شيء معنا في نفس المكان مثلًا، ومنها فإن الحدس الفكري هو شيء قريب جدًا من العرض المشابه التجريبي أو الظاهر في الحدس الأخلاقي.
هناك مجال لأن يكون أصحاب الحدس القوي أن يكونوا غير منظمين معرفيًا حول العديد من البديهيات، ويمكن أن يؤكدوا أن بعض البديهيات هي تخوفات، وبعضها يعتبر مظاهر فكرية، ولكن بشكل ذاتي لا يمكننا تمييز أحدهما عن الآخر، لكن قد يجادل المرء في حالات مختلفة تمامًا، لكن ليس من الواضح ما إذا كان أي شخص قد دافع عن وجهة نظر الحدس هذه.
الدليل الذاتي في الحدس الأخلاقي في علم النفس
إن فكرة الافتراض البديهي هي مصطلح فني في الفكر الحدسي ويعتبر كأدلة ذاتية يستخدمها الفرد في الحدس الأخلاقي في علم النفس، ويجب تمييزها عن بعض مفاهيم الفطرة السليمة التي يمكن الخلط بينها بسهولة، حيث يتعلق الدليل الذاتي بأفراد أو مجموعات معينة في الحدس الأخلاقي.
يعتبر الدليل الذاتي ليس نسبيًا في الحدس الأخلاقي أي أنه ما يكون بالنسبة لشخص محدد واضح قد لا يكون كذلك بالنسبة للشخص المقابل، فما يكون بديهياً لا يمكن أن يكون بديهيًا لشخص واحد فقط، فهناك العديد من الحقائق الواضحة التي ليست بديهية، في حين أن بعض الحقائق التجريبية المعروفة هي حقائق واضحة ولكنها ليست بديهية.
يجب على المرء أن يميز بين معرفة قضية بديهية وبين معرفة أن الدليل الذاتي في الحدس الأخلاقي بديهي، فقد يعرف شخص ما بعض الافتراضات البديهية ولكن بالنظر إلى أن الافتراض قد يبدو بديهيًا عندما لا يكون كذلك، فمن المفيد أن يكون لدينا طريقة للتمييز بين الظاهر فقط والواقعية في الحدس الأخلاقي.
تتمثل معايير الدليل الذاتي في الحدس الأخلاقي من خلال الوضوح والتمييز، وإمكانية التأكد من الأفكار والبديهيات من خلال التفكير الدقيق، وأن تكون متسقة مع الحقائق البديهية الأخرى مع جذب الإجماع العام، فإذا كانت بعض الافتراضات الواضحة لا تحتوي على كل هذه الميزات، فيجب علينا تقليل ثقتنا بأنها اقتراح حقيقي بديهي.
أهم الخلافات الموجهة للحدس الأخلاقي في علم النفس
يعتقد العديد من علماء النفس أن الخلاف الأخلاقي الموجه للحدس الأخلاقي يلقي بظلال من الشك على ادعاء البديهيين من علماء النفس والفلاسفة بأن بعض الافتراضات الأخلاقية بديهية، إذا كانت هناك بعض الافتراضات الأخلاقية التي يمكن معرفتها إذا تم فهمها بشكل كافٍ، عندئذٍ فإن الأشخاص الذين لديهم فهم كافٍ لها سيصدقونها، وسيكون هناك موافقة عالمية بين الأشخاص الناضجين والفهمين.
أخذ بعض علماء النفس الخلافات الموجهة للحدس الأخلاقي في علم النفس على محمل الجد، واعتقدوا أنه إذا كان هناك خلاف كبير حول حقيقة بعض الافتراضات الأخلاقية البديهية على ما يبدو، فإن ذلك يلقي بظلال من الشك على ما إذا كان هذا الافتراض بديهيًا حقًا، حيث يمكن أن يدافع الحدس الأخلاقي عن نفسه من هذا الاعتراض من خلال التقليل من أهمية مقدار الخلاف الأخلاقي.
قد يزعم أن الكثير من الخلاف الأخلاقي ينبع من الخلاف حول الحقائق غير الأخلاقية في الحدس الأخلاقي، مثل ماهية عواقب فعل معين، على الرغم من أن الناس قد يختلفون حول جواز سلوك محدد، إلا أننا قد نفترض أنهم يتفقون على أن الألم أمر سيئ مثلاً، وإلحاق الألم غير المستحق هو أمر خاطئ للوهلة الأولى، إذا كان هذا الافتراض صحيحًا فإن المتنازعين يتفقون على الحقائق الأخلاقية هنا إنهم يختلفون فقط حول الحقائق التجريبية وغير الأخلاقية.