الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يهدف الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس إلى إثبات أن التجربة الواعية تنطوي على خصائص غير مادية، أي إنه يعتمد على فكرة أن الشخص الذي لديه معرفة جسدية كاملة عن كائن واعٍ آخر قد يفتقر إلى المعرفة حول كيف يشعر أن لديه تجارب ذلك الكائن، حيث أن حِجَة المعرفة هي واحدة من أكثر الحِجَج التي ناقشها علماء النفس ضد المادية.

الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس

أصبح الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس موضوع نقاش مستمر ومكثف بعد صياغته بواسطة العالم فرانك جاكسون، حيث يتضمن الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس عادةً واحدة على الأقل من الاستراتيجيتين المألوفتين من صياغة جاكسون.

الأول هو مناشدة ما يسميه بالحدس المعرفي أي الحدس القائل بأنه لا يوجد قدر من المعرفة بالمعلومات المادية أو الحقائق المادية، المتعلقة بتجارب معينة يمكن أن يكفي بحد ذاته لمعرفة ماهية هذه التجارب، أي معرفة طابعها النوعي أو كفاءتها المميزة.

والثاني هو الاستفادة من التجارب الفكرية التي تشبه نموذج جاكسون الشهير التي تتضمن تجارب التفكير عادةً كائنًا لديه معرفة كاملة بالمعلومات المادية أو الحقائق المادية المتعلقة بتجارب معينة، لكن من يُزعم أنه يفتقر إلى معرفة شكل تلك التجارب.

في الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس لا يمكن أن تتضمن الأوصاف المادية معرفة ما هو الذي نختبره فورًا عندما ننظر إلى شيء أو مكان معين، في نفس الوقت تقريبًا الذي كان يستخدم فيه تجربة فكرية كجزء من حِجَة ضد النسخة المادية، يجادل علماء النفس بأنه حتى لو كانت النظرية المادية صحيحة، فستظل هناك خاصية معينة يتمتع بها الفرد بمهارات غير محدودة.

بالتالي سيعرف بالضبط ما يجب أن يكون التركيب المجهري للخصائص المعرفية، حيث أن أقصى ما يمكن أن يتنبأ به حول هذا الموضوع هو أن بعض التغييرات ستحدث في الأعصاب والإدراك الحسي لها، لكنه لم يستطع أن يعرف أن هذه التغييرات ستكون مصحوبة بظهور أشياء مرتبطة بها بشكل عام إلا إذا أخبره أحدهم بذلك أو عرفها بنفسه.

الزائد المعرفي في الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس

يتمثل الزائد المعرفي في الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس في المزايا المزعومة للمعرفة من خلال التعارف على المعرفة عن طريق الوصف، فقد نسأل على سبيل المثال ما الذي يعرفه الشخص الذي يرى أن الشخص المكفوف لا يستطيع أن يعرف أو ما الذي يمكن أن يعرفه شخص ما عن تأثيرات النكات إذا لم يكن لديه حس الفكاهة؟ هل يمكن للفرد بدون مشاعر الرحمة والتقوى أن يعرف ما يحدث خلال العمل الطوعي؟

من أجل الإجابة نفترض تنافس القدرة على التنبؤ الجسدي وقابلية تفسير سلوك البشر المجهزين بالرؤية وروح الدعابة ومشاعر التقوى، حيث يمكن للفرد بعد ذلك أن يتنبأ بجميع الردود في الزائد المعرفي في الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس، بما في ذلك الأقوال اللغوية في المواقف التي تنطوي على تصوراتهم البصرية، أو سلوكهم التعاوني.

قدم علماء النفس تجربة فكرية في الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس، حيث يتمثل الزائد المعرفي بما يفتقر من خلاله البشر إلى المعرفة بما يعنيه أن يمارس الفرد قدراته الحسية في النهاية بأن هذه التجربة الفكرية لا تمثل تحديًا للمادية، ومنها يصف علماء النفس شخصين لكل منهما معرفة كاملة في الفسيولوجيا العصبية من حيث تمييز الألوان.

تقترب الأمثلة الأكثر حداثة من الأدبيات من كونها إصدارات من الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس بدلاً من كونها مجرد سلائف لها، على سبيل المثال الحدس المعرفي من الوصف الفيزيائي الكامل وحده، سيكون من المستحيل استنتاج الصفات الإدراكية للأشياء، لكن هذا يرجع ليس إلى حقيقة أن الأشياء لا تمتلك حقًا صفات إدراكية، ولكن إلى حقيقة أن الوصف المادي غير مكتمل.

إن الزائد المعرفي في الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس هنا ليس كذلك بأنه أخبرنا بكل ما يمكن معرفته عن العالم، إنه لا يخبرنا ما هو شعور أن تكون إنسانًا على قيد الحياة ويختبر في العالم، ويصف ما يعرف كل ما يمكن معرفته عن العمليات الفيزيائية التي ينطوي عليها السمع في الإدراك الحسي ولكن من البديهي لا يعرف ما هو معنى سماعه.

الفكرة الأساسية للحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس

صاغ العالم فرانك جاكسون الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة الخاصة به في مقطع تم الاستشهاد به كثيرًا باستخدام الفسيولوجيا العصبية، من حيث وصف عالم قد أجبرته الظروف لأي سبب من الأسباب على استكشاف العالم من غرفة بالأبيض والأسود عبر شاشة تلفزيون بالأبيض والأسود، حيث إنه متخصص في الفسيولوجيا العصبية للرؤية ويكتسب كل المعلومات المادية الموجودة للحصول على ما يحدث في الإدراك البصري لرؤية الأشياء.

في الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس يمكن التوضيح بان هذا العالم لديه جميع المعلومات المادية المتعلقة برؤية الإنسان للأشياء والأماكن من حيث الألوان والأشكال وغيرها، ولكن هناك بعض المعلومات حول رؤية الألوان البشرية وبالتالي ليست كل المعلومات هي معلومات مادية.

يستشهد معظم علماء النفس الذين يناقشون الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس بهذه الحالة للعالم وكيفية إدراك الأشياء والألوان، لكن العالم فرانك جاكسون استخدم مثالًا آخر تتمثل في حالة شخص يرى لونًا غير معروف للإنسان الذي قد يرغب في معرفة اللون الذي يختبره عند النظر إلى الأشياء التي تظهر له بهذه الطريقة الخاصة.

يبدو من الواضح أنه لا يوجد قدر من المعرفة حول ما يحدث في دماغه وحول كيفية معالجة معلومات الألوان في نظامه البصري سيساعد في العثور على إجابة لسؤاله، بالتالي في كلتا الحالتين التي استشهد بها العالم جاكسون، يبدو أن الموضوع المعرفي لا يمكنه الوصول إلى عناصر معينة من المعرفة حول موضوع لديه خبرة بجودة معينة سفي مناسبات معينة.

كما يشير فإن الحديث عن المعلومات المادية في سياق الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس يعتبر غامض بين القراءة المعرفية والوجودية، حيث أن المعلومات المادية يمكن تفسيرها بمعنى ما يعرف بالمعلومات المادية الصريحة حول عمليات معينة فقط في حالة انتماء الشخص إلى أو تتبع من الناحية النظرية حساب مادي ملائم لتلك العمليات.

أو بمعنى المعلومات المادية الوجودية التي تعبر عن معلومات فيزيائية وجودية حول عمليات معينة فقط في حالة وجود جميع الكيانات المشار إليها أو المحددة كمياً في نفس الشخص وهي كيانات مادية، وجميع الخصائص والعلاقات التي يتم التعبير عنها بواسطة المسندات هي خصائص وعلاقات مادية.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس حدس يهدف إلى إثبات أن التجربة الواعية تنطوي على خصائص غير مادية.

2- أي إنه يعتمد على فكرة أن الشخص الذي لديه معرفة جسدية كاملة عن كائن واعٍ آخر قد يفتقر إلى المعرفة حول كيف يشعر أن لديه تجارب ذلك الكائن.

3- صاغ العالم فرانك جاكسون الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة الخاصة به في مقطع تم الاستشهاد به كثيرًا باستخدام الفسيولوجيا العصبية من حيث استكشاف الألوان.

المصدر: تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهالمنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020التشابك الكمي والعقل الباطن الجماعي، محمد مبروك أبو زيدالعقل الكمي، دكتور صبحي رجب


شارك المقالة: