الحركات والإيماءات المزدوجة في لغة الجسد:
هناك العديد من الإيماءات والحركات غير المنطوقة التي يتمّ التعبير عنها عبر استخدام لغة الجسد، والتي يمكنها إرسال أكثر من رسالة واحدة، فنحن نعلم أنه من المهم تقييم مجموعة كاملة من السلوكيات غير المنطوقة قبل الخروج باستنتاجات عن الرسالة التي يقصدها الشخص الذي نتواصل معه، فإنّ هذا الأمر من الأسهل دائماً قوله لا فعله، فمشاعرنا تلعب دوراً مهمّاً في تفسير أو إساءة تفسير لغة جسد الآخرين، لذا علينا أن نكون مدركين هذه الاحتمالية وأن نستمر بتقييمها بحذر.
لغة الجسد تحتمل العديد من الدلالات:
قد نصيب أحياناً في قراءة لغة جسد الآخرين وقد نخطئ في كثير من الأحيان، فلغة الجسد تحمل في طيّاتها العديد من المعاني والدلالات والاستخدامات التي تختلف باختلاف الزمان والمكان والشخوص والموقف الذي تحصل فيه، ولا نستطيع أن نعطي حكماً على أحد بناء على إيماءة قام بها أو حركة تعبّر عن لغة جسد سلبية، فلغة الجسد وحدة متكاملة تحتاج إلى تقييم سلوك الآخرين بشكل موضوعي منتقى بعيداً عن الشخصنة أو الهوى.
هناك العديد من الحركات والإيماءات المستخدمة في لغة الجسد والتي يعتبرها البعض في قمّة السلبية والإهانة، ولكنّها في نظر الآخرين حريّة شخصية لا تتعدّى أن تكون عادة أو طبيعة وجدت في ذلك الشخص كوضع قدم فوق أخرى في حالة الجلوس، ففي نظر الكثيرين تعتبر هذه الحركة كلغة جسد تشير إلى التكبّر والتعجرف والعلو والتقليل من شأن الآخرين، ولكن لدى تفسير هذه الحركة تبين أنّ معظم من يقومون بها يستخدمونها كونها عادة أو طريقة جلوس تتناسب مع أجسادهم ولا تعبّر عن لغة جسد متعجرفة.
إن قيام البعض بعقد الذارعين أمام الصدر أحياناً يتمّ تفسيرها كلغة جسد تشير إلى العدوانية أو التوتّر أو القلق، وقد يتم تفسيرها على أنّها لغة جسد تشير إلى عدم الشعور بالأمان والخوف والتوتّر، وما يساعدنا في الحكم على هذا الموقف هو المكان الذي نقف فيه والشخص الذي نتعامل معه، فلغة جسدنا مع الزوجة أو الصديق أو أحد الأقرباء تختلف عن لغة جسدنا في حالة التعامل مع عميل أو مدير أو شخص تعرّفنا عليه للتو، فلغة الجسد تحمل في طيّاتها العديد من الاحتمالات والمعاني المزدوجة التي يتوجّب علينا الانتباه منها وتمييزها.