اقرأ في هذا المقال
- الدعم الاجتماعي والحاجة له في المرض النفسي
- أهمية الدعم الاجتماعي في الصحة النفسية
- العلاقة بين الدعم الاجتماعي والأمراض النفسية
- استراتيجيات لتعزيز الدعم الاجتماعي
- التحديات المتعلقة بالدعم الاجتماعي
يُعاني تقريباً من 50% من البالغين من أمراض نفسِية في مرحلة ما من حياتهم، حيث إنّ أكثر من نصف هؤلاء المَرضى يُعانون من أعراض متوسطة وشديدة، فإنَّ 4 من أصل 10 أسباب رئيسية للإعاقة أو العجز بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارُهم 5 سنوات فما فوق هي اضطرابات في الصحَّة النفسية.
الدعم الاجتماعي والحاجة له في المرض النفسي
يحتاج كل فرد إلى شبكة اجتماعية لتلبية حاجته من الرعاية ولقَبوله ودعمه العاطفي، خاصةً في أوقات التوتُّر والشدَّة، فقد أظهرت الأبحاثُ أنَّ الدعمَ الاجتماعي القوي من الممكن أن يحسِّن بشكل كبير من التعافي من الأمراض الجسمية والنفسيَّة، لكن لقد قلَّلت التغيُّرات في المجتمع من الدعم التقليدي الذي كان يقدِّمه الجيران والأُسَر، كبديل عن ذلك ظهرت مجموعاتُ المساعدة الذاتية ومجموعات المعونة المتبادلة في جميع أنحاء البلاد.
تركِّز العديد من مجموعات المساندة الذاتية، مثل مجموعة الكحوليين المجهولين والمدمنين المجهولين على السُّلوك الإدماني، يعمل آخرون كمناصرين لشرائح معيَّنة من الناس، مثل المعوقين وكبار السن، حيث لا يزال هناك آخرون، مثل التحالف الوطني للمرضى النفسيين، يقدِّمون الدعمَ لأفراد أسر الأشخاص الذين يعانون من مَرض نفسي شديد.
أهمية الدعم الاجتماعي في الصحة النفسية
تعزيز الشعور بالانتماء: يوفر الدعم الاجتماعي الشعور بالانتماء والتواصل مع الآخرين، مما يعزز من شعور الفرد بالراحة والأمان. وجود شبكة اجتماعية قوية يمكن أن يساعد في تخفيف مشاعر العزلة والوحشة التي قد يعاني منها الأفراد.
تخفيف التوتر والضغط: يمكن أن يقلل الدعم الاجتماعي من تأثيرات التوتر والضغط النفسي. التفاعل مع الآخرين والدعم الذي يتلقاه الفرد يمكن أن يساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين القدرة على التعامل مع التحديات.
تحسين الصحة النفسية: الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بدعم اجتماعي قوي يميلون إلى تجربة مستويات أقل من الاكتئاب والقلق. الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الحالة النفسية بفضل التفاعل الإيجابي والدعم العاطفي.
تعزيز القدرة على التعامل مع الضغوط: الأفراد الذين يتلقون الدعم الاجتماعي يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات اليومية. الدعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد في تطوير مهارات التأقلم ويزيد من مرونة الفرد.
العلاقة بين الدعم الاجتماعي والأمراض النفسية
الدعم الاجتماعي والوقاية من الأمراض النفسية: وجود شبكة دعم اجتماعي قوية يمكن أن يعمل كعازل ضد تطور الأمراض النفسية. الأفراد الذين لديهم علاقات اجتماعية جيدة يكونون أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
الدعم الاجتماعي كأداة لعلاج الأمراض النفسية: في حالة الإصابة بأمراض نفسية، يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي عنصرًا رئيسيًا في خطة العلاج. الدعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يحسن من فعالية العلاج ويعزز من الالتزام بخطط العلاج.
تأثير الدعم الاجتماعي على نتائج العلاج: الأفراد الذين يتلقون دعماً اجتماعياً أثناء العلاج النفسي يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل. الدعم العاطفي والتشجيع يمكن أن يعزز من الالتزام بالعلاج ويزيد من فعاليته.
التعامل مع الأزمات النفسية: خلال الأزمات النفسية، يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي حيوياً في توفير الراحة النفسية والإحساس بالتحسن. وجود شخص يمكن التحدث إليه والتعبير عن المشاعر يمكن أن يساعد في التعامل مع الأزمات بشكل أفضل.
استراتيجيات لتعزيز الدعم الاجتماعي
بناء شبكة دعم قوية: بناء علاقات قوية مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يعزز من شبكة الدعم الاجتماعي. الاستثمار في العلاقات الاجتماعية وتطوير الروابط مع الآخرين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية يمكن أن يعزز من الدعم الاجتماعي. الانخراط في مجموعات أو منظمات يمكن أن يساعد في بناء علاقات جديدة وتعزيز شبكة الدعم.
البحث عن دعم احترافي: في حالات الأمراض النفسية، يمكن أن يكون البحث عن دعم احترافي، مثل الاستشارات النفسية والعلاج الجماعي، جزءًا مهمًا من تعزيز الدعم الاجتماعي. المجموعات الداعمة توفر بيئة للتواصل ومشاركة الخبرات.
التواصل الفعال: تحسين مهارات التواصل يمكن أن يعزز من فعالية الدعم الاجتماعي. التواصل الفعّال مع الأصدقاء والعائلة يساعد في بناء علاقات أقوى ويوفر الدعم العاطفي اللازم.
التعبير عن الاحتياجات: من المهم أن يعبر الأفراد عن احتياجاتهم ومشاعرهم بوضوح. طلب المساعدة والتعبير عن الاحتياجات الشخصية يمكن أن يعزز من فعالية الدعم الاجتماعي.
التحديات المتعلقة بالدعم الاجتماعي
العزلة الاجتماعية: قد يواجه بعض الأفراد تحديات في بناء شبكة دعم اجتماعي قوية بسبب العزلة الاجتماعية أو نقص العلاقات الاجتماعية.
تأثير العلاقات السامة: العلاقات الاجتماعية السامة أو الضارة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية. من المهم أن يكون الأفراد قادرين على تحديد والابتعاد عن العلاقات التي تؤثر سلباً عليهم.
الوصمة الاجتماعية: الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية قد تعيق الأفراد من طلب الدعم الاجتماعي أو التحدث عن مشاعرهم، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية.
الدعم الاجتماعي يلعب دوراً أساسياً في تعزيز الصحة النفسية وإدارة الأمراض النفسية. من خلال بناء شبكة دعم قوية، وتعزيز التواصل الفعّال، والبحث عن الدعم الاحترافي عند الحاجة، يمكن للأفراد تحسين صحتهم النفسية وتطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع التحديات. الاستثمار في دعم اجتماعي قوي ليس فقط يعزز من الرفاهية الفردية، بل يسهم أيضاً في بناء مجتمع أكثر صحة وتماسكاً.