العلاقة بين الدوافع والسلوك الإنساني في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الدوافع ذات فوائد كبيرة لتأثيرها على السلوك الإنساني والعواطف والسعادة، حيث تؤثر الدوافع بشكل مباشر ليس فقط على سلوكنا اليومي، ولكن على صحتنا العقلية، وتؤثر الدوافع على طموحات الفرد ومستقبله المهني من خلال إرشاد الأفكار والجهود في محاولة لتحقيق كل ما يرغب به الفرد في نهاية المطاف.

مفهوم الدوافع في علم النفس

يمكن تعريف الدوافع في علم النفس بأنها القوة الدافعة وراء كل تصرفات الفرد، بحيث تعتبر تأثير احتياجات الفرد ورغباته له ذات تأثير قوي على اتجاه سلوكه، وتعتمد الدوافع على مشاعر ورغبات الفرد المتعلقة بالأداء والسلوك الإنساني، حيث تتنوع الدوافع من حين مصدرها فمنها ما هو شخصي داخلي ينبع من نفس الفرد، ومنها ما هو خارجي ينبع عن المحيط الخارجي والظروف والمواقف المحيطة.

وهناك العديد من الدوافع التي تعود لنتائجها فمنها ما يعتبر من الدوافع الإيجابية ومنها ما يعتبر من الدوافع السلبية، وهناك العديد من الدوافع التي تعود لكيفية تقديمها فمنها ما هو فردي ومنها ما يعتبر دوافع جماعية تقدم لمجموعة من الأفراد يقومون بسلوك جمعي موحد وهادف، أي أن الدوافع تقوم على مبدأ التوجيه والتشجيع وأيضاً تقدير بعض الجهود المرتفعة وتقدم لمن هو إبداعي أي أنه مميز في الأداء.

العلاقة بين الدوافع والسلوك الإنساني في علم النفس

تعتبر الدوافع بمثابة المحرك الأساسي لجميع أفعالنا، حيث نشير الدوافع إلى ديناميكيات سلوكنا في الحياة اليومية، والتي تتضمن احتياجاتنا ورغباتنا وطموحاتنا في الحياة، ومنها تعتمد الدوافع الإنسانية على الوصول إلى النجاح وتحقيق كل تطلعاتنا في الحياة، حيث يمكن أن تؤثر أهداف الفرد على الطريقة التي يؤدي بها الشخص مهمة ما وتمثل الرغبة في إظهار الكفاءة.

تؤثر هذه الدوافع الإنسانية التحفيزية الفسيولوجية الأساسية على سلوكنا الطبيعي في بيئات مختلفة، فمعظم أهدافنا قائمة على الدوافع والحوافز ويمكن أن تختلف من الجوع الأساسي إلى الحاجة إلى الحب وإقامة علاقات اجتماعية وشخصية، ويمكن أن تتراوح دوافعنا من الاحتياجات البيولوجية إلى إشباع الرغبات الإبداعية أو تحقيق النجاح في المشاريع التنافسية، حيث تعتبر الدوافع مهمة لأنها تؤثر على حياتنا كل يوم، حيث تتأثر جميع سلوكياتنا وأفعالنا وأفكارنا ومعتقداتنا بدافعنا الداخلي للنجاح.

العلاقة بين الدوافع وسلوك الإنجاز في علم النفس

يشترك الباحثين التحفيزيين في علم النفس في الرأي القائل بأن سلوك الإنجاز هو تفاعل بين المتغيرات الظرفية ودوافع الفرد على تحقيقه، حيث هناك دافعان متورطان بشكل مباشر في التنبؤ بالسلوك الخاص بالإنجاز يتمثلان في الدوافع الضمنية والصريحة، فالدوافع الضمنية هي دوافع عفوية للتصرف وتُعرف أيضًا باسم دوافع أداء المهام، وتثار من خلال الحوافز الملازمة للمهمة، بينما يتم التعبير عن الدوافع الصريحة من خلال اختيارات مدروسة ويتم تحفيزها في كثير من الأحيان لأسباب خارجية.

الأفراد الذين لديهم احتياجات ضمنية قوية لتحقيق الأهداف يضعون معايير داخلية أعلى، بينما يميل الآخرين إلى الالتزام بالمعايير المجتمعية، وغالبًا ما يعمل هذان الدافعان معًا لتحديد السلوك الإنساني للفرد في الاتجاهات والمواقف وفي الشغف نحو مواضيع معينة.

الدوافع الصريحة والضمنية لها تأثير مقنع على السلوك الإنساني، حيث يتم تسريع سلوكيات المهام في مواجهة التحدي من خلال التحفيز الضمني، مما يجعل أداء المهمة بالطريقة الأكثر فاعلية هو الهدف الأساسي، حيث سيشعر الشخص الذي يمتلك دافعًا ضمنيًا قويًا بالسعادة عند تحقيق الهدف بأكثر الطرق فعالية، وزيادة الجهد والتغلب على التحدي من خلال إتقان المهمة يرضي الفرد.

ومع ذلك فإن الدوافع الواضحة مبنية على الصورة الذاتية للشخص، حيث يشكل هذا النوع من الدوافع سلوك الشخص بناءً على وجهة نظره الذاتية ويمكن أن يؤثر على اختياراته واستجاباته من الإشارات الخارجية، والعامل الأساسي لهذا النوع من الدوافع هو الإدراك أو القدرة المتصورة، ولا يزال العديد من المنظرين غير قادرين على الاتفاق على ما إذا كان سلوك الإنجاز يعتمد على إتقان واحد، ولا تزال معظم الأبحاث غير قادرة على تحديد ما إذا كانت هذه الأنواع المختلفة من التحفيز ستؤدي إلى سلوكيات مختلفة في نفس البيئة.

تم تصور الدوافع الخاصة بالسلوك الإنساني الإنجازي بعدة طرق مختلفة، فهناك تأثيرات ذات صلة بالإنجاز والإدراك والسلوك الإنساني، على الرغم من كونها متشابهة في طبيعتها، فقد تم تطوير العديد من مناهج تحفيز الإنجاز بشكل منفصل، مما يشير إلى أن معظم نظريات تحفيز الإنجاز تتوافق مع بعضها البعض بدلاً من التنافس، حيث سعى الباحثين التحفيزيين إلى تعزيز نموذج هرمي للنهج ودافع الإنجاز لتجنب من خلال دمج النظريتين البارزتين في نهج دافع الإنجاز ونهج هدف الإنجاز.

تشمل العلاقة بين الدوافع والإنجاز الحاجة إلى الإنجاز والخوف من الفشل، هذه هي الدوافع الأكثر انتشارًا التي توجه سلوكنا نحو النتائج الإيجابية والسلبية، حيث يُنظر إلى أهداف الإنجاز على أنها تمثيلات معرفية أكثر صلابة توجه الأفراد نحو غاية محددة، فهناك ثلاثة أنواع من أهداف الإنجاز هذه تتمثل في هدف نهج الأداء، وهدف تجنب الأداء، وهدف الإتقان، حيث يركز نهج الأداء على تحقيق الكفاءة بالنسبة للآخرين، ويركز تجنب الأداء على تجنب عدم الكفاءة بالنسبة للآخرين، ويركز الإتقان على تطوير الكفاءة نفسها وإتقان المهمة.

يمكن النظر إلى العلاقة بين الدوافع وسلوك الإنجاز على أنها تنبئ مباشر بالظروف ذات الصلة بالإنجاز، وبالتالي يقال إن دوافع الإنجاز لها تأثير غير مباشر أو بعيد، ويقال إن أهداف الإنجاز لها تأثير مباشر أو قريب على النتائج ذات الصلة بالإنجاز.

يُنظر إلى هذه الدوافع والأهداف ذات العلاقة بسلوك الإنجاز على أنها تعمل معًا لتنظيم سلوك الإنجاز، حيث يقدم نموذج هرمي هادف في سلوك الإنجاز كمتنبئات لنتائج الأداء، ويتم تصور النموذج بشكل أكبر ليشمل المزيد من الأساليب لتحفيز الإنجاز، لذلك هناك نوع من الدوافع يعبر عن سلوك الإنجاز وهو الدوافع الجوهرية.

يتم تعريف الدافع الجوهري على أنه الاستمتاع بالنشاط والاهتمام به لمصلحته، حيث يُنظر إلى الدافع الجوهري بشكل أساسي على أنه شكل من أشكال التحفيز، ويتم تحديده على أنه عنصر مهم في العلاقة بين الدوافع الإنسانية وسلوك الإنجاز، فمعظم أهداف الإنجاز والمنظرين التحفيزيين الجوهريين يجادلون بأن أهداف الإتقان تسهل الدافع الجوهري والعمليات العقلية ذات الصلة وأهداف الأداء تخلق تأثيرات سلبية.

يقال إن أهداف السلوك الإنساني الاتقاني تعزز الدافع الجوهري من خلال تعزيز تصورات التحدي، وتشجيع المشاركة في المهام، وتوليد الإثارة، ودعم تقرير المصير بينما أهداف الأداء هي عكس ذلك، حيث يتم تصوير أهداف الأداء على أنها تقوض الدافع الداخلي من خلال غرس تصورات التهديد وتعطيل المشاركة في المهمة وخلق القلق والضغط.


شارك المقالة: