العلاقة بين الشغف والاكتئاب

اقرأ في هذا المقال


الاكتئاب لا يجعل الشخص فقط يشعر بالتعب وعدم التحفيز، يمكن أن يؤثر أيضًا على جزء مما يجعل الشخص يشعر بأن إحساسه بالشغف، قد يبدو الأمر صعب في البداية، ولكن من الممكن إيجاد الشغف عندما يعيش الشخص مع الاكتئاب، والشغف فريد بالنسبة للشخص، هذا هو الهدف الشامل الذي يدفعه خلال لحظات الحياة العادية.

لماذا يعتبر الإحساس بالشغف مهم للصحة النفسية

يمكن أن يكون الشعور بأن لدى الشخص إحساس بالهدف جزء مهم من صحته النفسية العقلية، ووفقًا للدراسات قد يساعد هذا الإحساس بالاتجاه على البقاء متوازن عاطفياً، ولا يتأثر الشخص كثيرًا بالمواقف السلبية أو الإيجابية.

تشير الأبحاث أيضًا إلى أنه قد يكون لدى الشخص نظرة أكثر إيجابية واستجابات جسدية أقل خلال يوم مرهق عندما يعيش مع إحساس بالشغف، قد يحسن مزاج وقدرات الشخص على إدارة المشاعر الشديدة.

بالإضافة إلى الفوائد اليومية، قد يساعد الشخص على العيش بقصد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، مثل الذاكرة واتخاذ القرار، مع تقدمه في العمر وقد يقلل من فرص الإصابة بالخرف، وفقًا لبيانات الدراسة.

الارتباط بين الاكتئاب والشعور بالشغف

قد يعني التعايش مع الاكتئاب أكثر من مجرد الشعور بعدم وجود هدف كأحد الأعراض، يعتقد بعض الباحثين أن الاكتئاب هو نتيجة فقدان الشغف.

في دراسات حديثة، عمل الخبراء مع المشاركين الذين أظهروا نتائج إيجابية في اختبارات الاكتئاب، بدلاً من وصف أنفسهم بأنهم يعيشون مع حالة سريرية، ربط المشاركون أعراضهم مباشرة بفقدان الاتجاه في الحياة.

وقد تم إرجاع أعراض الاكتئاب لديهم إلى اضطرابات كبيرة، نتيجة تطلعاتهم للعمل والعلاقات وعوامل الحياة الأخرى التي كانت ذات مغزى بالنسبة لهم.

ومع انخفاض إحساسهم بالشغف، بدأوا في تجربة أعراض الاكتئاب الرسمية، لكنهم ظلوا يركزون في المقام الأول على كيفية تدهور أحلامهم وأهدافهم، بمعنى بدأ أن المشاركين يعتقدون أن فقدان الإحساس بالشغف قد تسبب في الاكتئاب.

كيفية إيجاد الشغف عند التعايش مع الاكتئاب

عندما يعيش الشخص مع الاكتئاب، يمكن أن يشعر كما لو أن كل شيء يعمل ضده، لا يمكنه فقط الشعور بعدم التحفيز أو اليأس أو النقد الذاتي، بل قد لا يتمكن من التركيز لفترة كافية وذلك للتركيز على ما يريد تحقيقه.

لكن لا يجب أن يكون الاكتئاب دائمًا، توجد طرق للعودة إلى المسار الصحيح من خلال إعادة الاتصال بهذه الأشياء التي تحقق للشخص الإنجاز.

نصائح للعثور على الشغف إذا كان الشخص يعيش مع الاكتئاب

تحديد الإحساس بالشغف

لا يمكن للجميع التعبير بوضوح عن إحساسهم بالشغف مع ظهور أعراض الاكتئاب أو بدونها، فعندما يعرف الشخص ما الذي يدفعه في الحياة، يمكنه الحصول على شيء محدد للعمل من أجله، قد لا يكون غرضه هو نفسه غرض شخص آخر، قد لا يكون حتى ما كان عليه قبل بضعة أشهر.

ما يرضي الشخص ويجلب له السلام الداخلي فريد جدًا بالنسبة له وظروفه الحالية، قد يرغب في التخلي عما كان يعتقد أنه مهم في الماضي، وربما يكون قد تغير، ولا بأس بذلك، فعلى الشخص محاولة النظر إلى معنى حياته بعيون جديدة.

وقد يرغب أيضًا في مقاومة الرغبة في إضافة كلمة لكن في نهاية كل جمله. وقد يشعر الشخص أنه ليس لديه كل الموارد أو الفرص في الوقت الحالي، فعليه محاولة ألا يدع قطار الأفكار هذا يمنعه من تحديد أهدافه ورؤيته الحياتية.

طلب التوجيه

الاكتئاب حالة يمكن تشخيصها، ويمكن علاجها بنجاح كبير من خلال العلاج النفسي والأدوية، قد تكون استعادة إحساس الشخص بالشغف أقل صعوبة من معالجة الأعراض الأخرى للاكتئاب، مثل صعوبة في التفكير أو اتخاذ القرارات وفقدان الطاقة وفقدان الاهتمام بالأنشطة ومشاعر انعدام القيمة.

فعل شيء لشخص آخر

إذا كان الشخص لا يعرف من أين يبدأ في استعادة إحساسه بالشغف، فقد يكون القيام بشيء لطيف لشخص آخر خطوة أولى جيدة، وتشير الأبحاث إلى أن القيام بشيء ما لصالح الآخرين يخلق إحساس أكبر بالمعنى، ويمكن أن يؤدي المغزى إلى الرضا والوفاء، وهي الأشياء التي يسعى الشخص وراءها عندما يجد إحساسه بالشغف.

معالجة العلاقات

عندما يعيش الشخص مع الاكتئاب، قد يجد صعوبة في التواصل الاجتماعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقة أو الابتعاد، أحيانًا لا يفهم الأشخاص الذي يهتم لأمرهم ما يمر به وقد يبتعدون عنه، تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على العلاقات الداعمة سليمة قد يكون مرتبط بشكل مباشر بالحفاظ على الإحساس بالشغف، والتعايش مع الاكتئاب يمكن أن يعني أيضًا فقدان الشغف.

في النهاية يمكن القول بأن قد يكون الشخص شغفه هو تدريب الأطفال، وقد يكون رياضي محترف يتطلع إلى اختبار إمكاناته، فإن إحساس الشخص بالشغف هو ما يدفعه ويجلب له الإنجاز، وقد يكون من الصعب أيضًا الإحساس بالشغف عندما يشعر الشخص بالاكتئاب، لكن يمكن علاج الاكتئاب، ويمكن السيطرة على هذا الشعور باليأس والافتقار إلى التوجيه.


شارك المقالة: