المبالغة في التفكير في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر المبالغة في التفكير في علم النفس هو مشكلة لنوع آخر من التفكير ناقشه العديد من علماء النفس المعرفيين مثل الأفكار السلبية التداخلية، فعندما نولي اهتمامًا كبيرًا لمثل هذه الأفكار، ونحلل معانيها بشكل مفرط، ونحاول جاهدين السيطرة عليها يمكننا الميل إلى أنواع غير صحية من التفكير مثل القلق والاكتئاب وغيرها، وعندما نفرط في تحليل الأفكار السلبية والتطفلية، يمكن أن ينتهي بنا المطاف بالقلق والاكتئاب والإحباط والذنب أو الخفاء.

المبالغة في التفكير في علم النفس

يستخدم علماء النفس المعرفي مصطلح المبالغة في التفكير في علم النفس للإشارة إلى الميل المفرط لرصد وتقييم ومحاولة السيطرة على جميع أنواع التفكير، حيث لا يدرك الأشخاص المفرطين في التفكير فقط أفكارهم، ولكنهم يقضون أيضًا الكثير من الوقت في محاولة فهم أسباب ومعنى أفكارهم.

يعتبر المبالغة في التفكير في علم النفس هو سمة بارزة من سمات القلق والاجترار والتفكير المهووس، لكنها لا تقتصر على هذه الشروط فقط بل يمكن أن تكون مشكلة في حد ذاتها، ومع ذلك فإن قلة من الناس يدركون التأثير السلبي الذي يمكن أن تحدثه على صحتنا العاطفية، وسعادتنا ورفاهيتنا.

استنتج الكثير من الناس أن المبالغة في التفكير جزء من شخصيتهم، حيث لم يدركوا أن الاستراتيجيات متاحة لمواجهة هذه العادة المسببة للقلق، ففي بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه خاصية مفيدة إذا كانت أفكارنا مهمة، وعلينا أن نقرر أفضل مسار للعمل.

على سبيل المثال إذا كانت لدينا فكرة مثل لن أذهب إلى أي مكان في هذه الوظيفة، ربما أحتاج إلى عمل جديد، أو أعاني من آلام في الصدر، ربما يجب أن أذهب إلى المستشفى، هنا نحن نحتاج إلى الاهتمام بهذه الأفكار وقد يكون تجاهل الفكرة أو عدم أخذها على محمل الجد كارثيًا.

المبالغة في التفكير في علم النفس هو مشكلة لنوع آخر من التفكير ناقشه العديد من علماء النفس المعرفيين مثل الأفكار السلبية التداخلية، فعندما نولي اهتمامًا كبيرًا لمثل هذه الأفكار، ونحلل معانيها بشكل مفرط، ونحاول جاهدين السيطرة عليها يمكننا الميل إلى أنواع غير صحية من التفكير مثل القلق والاكتئاب وغيرها، وعندما نفرط في تحليل الأفكار السلبية والتطفلية، يمكن أن ينتهي بنا المطاف بالقلق والاكتئاب والإحباط والذنب أو الخفاء.

علامات المبالغة في التفكير في علم النفس

تتمثل علامات المبالغة في التفكير في علم النفس من خلال ما يلي:

المبالغة في التفكير في الماضي

يعبر مفهوم الاجترار عن الكلمة المستخدمة غالبًا في البحث للإشارة إلى طريقة متكررة وغير منتجة للتفكير في الماضي فقد تندرج الأسف والاستياء ضمن هذه الفئة، ومنها يجد العديد أنفسهم يتمنون لو كانوا قد اتخذوا مسارًا مختلفًا في الحياة أو اتخذوا خيارًا مختلفًا عند مفترق طرق معينة، وعلى نطاق مختلف ربما يستمر الشخص في التفكير في الشيء المحرج الذي قاله في مكالمة أو اجتماع، فبغض النظر عما هو عليه قد يفكر الشخص في الماضي بطرق لا تساعده في الحاضر أو ​​المستقبل.

المبالغة في التفكير في الحاضر

من الممكن أيضًا اجترار جوانب الحاضر أو ​​التفكير فيها أكثر من اللازم، مثل ظروف الشخص أو علاقاته أو شخصيته أو هويته، فعند التساؤل يومًا بعد يوم عما إذا كان في علاقة صحيحة؟ كيف يمكن أن تؤثر هذه الأفكار على العلاقة؟ يمكن أيضًا أن تتشكل علاقته بنفسه إلى حد كبير من خلال الأفكار التي لديه عن نفسه في الوقت الحاضر، وهل يميل الشخص إلى التفكير في نفسه بشكل إيجابي أم أنه يميل إلى التركيز على عيوب وأخطاء شخصيته المتصورة؟

المبالغة في التفكير في  المستقبل

غالبًا ما يقع التفكير المبالغ به في المستقبل ضمن فئة القلق والتوتر، فقد يقلق الشخص بشأن شيء ما على المدى القصير مثل عرض تقديمي قادم للمدرسة أو العمل، أو قد ينشغل بمزيد من الاهتمامات الوجودية طويلة المدى مثل هل سأشعر بالرضا في الحياة؟ أو ماذا لو لم أجد شريكًا؟ بغض النظر فمن المرجح أن مخاوفه لا تساعده بأي شكل من الأشكال.

المبالغة في التفكير واتخاذ القرار في علم النفس

عندما يبالغ الشخص في التفكير فمن المحتمل أنه يحاول حل مشكلة في حياته، مثل التفكير في هل أنه يتابع المهنة الصحيحة؟ أو هل هذه العلاقة مناسبة له؟ أو كيف يمكنه التعامل بشكل أفضل مع أمواله؟ النقطة المهمة هنا هي أن المبالغة في التفكير يضر في الواقع بقدرتنا على اتخاذ القرارات، حيث وجد فان راندنبورغ وزملاؤه أن الاجترار يؤثر سلبًا على عمليات صنع القرار لدى الأفراد، مع اجترار المشاركين الذين يجدون القرارات أكثر صعوبة ويكونون أقل ثقة في قراراتهم.

المبالغة في التفكير  والقلق في علم النفس

ارتباطًا قويًا بين المبالغة في التفكير والمزاج القلق، فعلى وجه الخصوص ارتبط القلق الذي يركز على المستقبل بالقلق حيث يبدو أن هذا منطقيًا وقد يكون الشخص على دراية بتجربة وجود أفكار مقلقة بينما يكافح أيضًا مشاعر وأحاسيس القلق، ومنها يمكن أن يكون القلق المؤقت والمزمن تجارب غير سارة، وتشير الأبحاث النفسية إلى أن تغيير الأفكار المقلقة يمكن أن يقلل من القلق.

المبالغة في التفكير  والاكتئاب في علم النفس

بينما ارتبط التفكير المتكرر القلق الذي يركز على المستقبل بالقلق، فقد ارتبط التفكير المتكرر الاجترار الذي يركز على الماضي والحاضر بالاكتئاب، هذا الارتباط قوي حيث يرتبط الاجترار بنوبات اكتئاب أكثر تواترًا وأطول وأكثر حدة.

المبالغة في التفكير  والنوم في علم النفس

ربما نجد أنفسنا مستلقيين مستيقظين في الليل، غير قادرين على إيقاف قطار الأفكار الذي يمر في عقولنا، فالمبالغة في التفكير والأعراض المصاحبة للقلق والاكتئاب يمكن أن تؤثر سلبًا على النوم، حيث يرتبط قلة النوم بدوره بنتائج صحية سلبية خاصة إذا كنا نشعر أن المبالغة في التفكير يؤثر على صحتنا الجسدية.

أسباب المبالغة في التفكير في علم النفس

في جذوره يعتبر المبالغة في التفكير في علم النفس آلية حماية ذاتية تلقائية، فما الذي نميل إلى المبالغة في التفكير فيه؟ من المحتمل أننا نركز على قضايا حقيقية مثل الشؤون المالية والصحة والعمل والعلاقات الاجتماعية والشخصية والمعنى، حيث يمكن للشعور بالسيطرة على هذه المجالات المختلفة أن يمنحنا إحساسًا بالرفاهية وبالطبع فالكثير منا يريد الأفضل لنفسه، ومع ذلك فإن المفتاح هنا هو أن التفكير في هذه المجالات بطريقة غير منتجة لا يفعل الكثير لتحسينها.

نحن لا نفرط ونبالغ في التفكير عن قصد، غالبًا ما تكون الأفكار تلقائية واعتيادية، مما يعني أن المبالغة في التفكير في علم النفس يصبح عادة حيث أننا نحن لا نستلقي في الليل ونفكر في أنفسنا، وقد حان وقت اجترار الساعتين التاليتين بدلاً من النوم فالعقل ببساطة يفعل ما فعله في الماضي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: