يوثق تقرير التقييم السريري (CER) استنتاجات التقييم السريري للجهاز الطبي، يتكون (CER) من البيانات السريرية التي تم تحليلها والتي تم جمعها إما من الفحص السريري أو من نتائج دراسات أخرى، يوضح (CER) أنّ الجهاز يحقق الغرض المقصود منه دون تعريض المستخدمين والمرضى لمزيد من المخاطر.
ما هو التقييم السريري؟
لكي يتمكّن أخصائي الصحة النفسية من المساعدة بشكل فعال في علاج العميل ويعرف أنّ العلاج المختار يعمل، يجب عليه أولاً المشاركة في التقييم السريري من العميل أو جمع المعلومات، كذلك استخلاص النتائج من خلال استخدام الملاحظة والاختبارات النفسية والاختبارات العصبية والمقابلات لتحديد مشكلة الشخص وأعراضه.
تتضمن هذه المجموعة من المعلومات التعرُّف على مهارات العميل وقدراته وخصائصه الشخصية والأداء المعرفي والعاطفي والسياق الاجتماعي، من حيث الضغوطات البيئية التي تواجههم والعوامل الثقافية الخاصة بهم مثل لغتهم أو عرقهم، لا يتم إجراء التقييم السريري فقط في بداية عملية طلب المساعدة ولكن طوال العملية.
في البداية نحتاج إلى تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى العلاج، من خلال الحصول على حساب واضح لأعراض الشخص وكيفية تأثيرها على الأداء اليومي، يمكننا أن نقرر إلى أي مدى يتأثر الفرد سلباً، بافتراض الحاجة إلى العلاج فإنّ السبب الثاني للانخراط في التقييم السريري هو تحديد العلاج الأفضل، هناك طرق عديدة للعلاج وتشمل هذه العلاجات السلوكية والعلاج المعرفي والسلوكي، كذلك العلاجات الإنسانية التجريبية والعلاجات الديناميكية النفسية والعلاج الزوجي والأسري والعلاجات البيولوجية.
بالنسبة لأي اضطراب عقلي سيكون لبعض العلاجات المذكورة أعلاه فعالية أكبر من غيرها، حتى لو كان العديد منها يعمل بشكل جيد هذا لا يعني أنّ علاج معين سيعمل بشكل جيد لهذا العميل المحدد، يمكن أن يساعد التقييم في معرفة ذلك، أخيراً نحتاج إلى معرفة ما إذا كان العلاج الذي استخدمناه ناجح، سيشمل ذلك القياس قبل استخدام أي علاج ثمّ قياس السلوك أثناء العلاج.
سنرغب أيضاً في القياس بعد انتهاء العلاج؛ للتأكد من عدم عودة أعراض الاضطراب، إنّ معرفة الخطوط الأساسية للشخص لجوانب مختلفة من الأداء النفسي، سيساعدنا على معرفة وقت حدوث التحسن، في الخلاصة يحدث الحصول على خطوط الأساس في البداية، كذلك تنفيذ خطة العلاج المتفق عليها يحدث بشكل أكبر في المنتصف، ثمّ التأكد من أنّ العلاج ينتج النتيجة المرجوة في النهاية، يجب أن يكون واضح من هذه المناقشة أنّ التقييم السريري عملية مستمرة .
المفاهيم الأساسية في التقييم السريري:
تتضمن عملية التقييم السريري ثلاثة مفاهيم أساسية، هي الموثوقية والصلاحية والتوحيد القياسي، في الواقع هؤلاء الثلاثة مهمون للعلم بشكل عام، أولاً نريد أن يكون التقييم السريري موثوق، خارج التقييم السريري عندما تواجه سيارتنا مشكلة ونأخذها إلى الميكانيكي، نريد التأكد من أنّ ما يقوله أحد الميكانيكيين أنّه خطأ في سيارتنا هو نفس ما يقوله الآخر أو حتى اثنين آخرين، إذا لم يكن الأمر كذلك فإنّ أدوات القياس التي يستخدمونها لتقييم السيارات معيبة.
ينطبق الشيء نفسه على مريض يعاني من اضطراب عقلي، إذا قال أحد اختصاصيي الصحة العقلية أنّ الشخص يعاني من اكتئاب حاد وقال آخر أنّ المشكلة تتعلق باضطراب الشخصية الحدية، فهناك مشكلة في أداة التقييم المستخدمة، إنّ التأكد من أنّ اثنين من المقيمين المختلفين متسقين في تقييمهم للمرضى يسمّى موثوقية، يحدث نوع آخر من الموثوقية عندما يقوم الشخص بإجراء اختبار في يوم ما، ثمّ الاختبار نفسه في يوم آخر
نتوقع أن تكون إجابات الشخص متسقة وهو ما يسمّى موثوقية الاختبار وإعادة الاختبار، على سبيل المثال لنفترض أنّ الشخص خاض اختبار (MMPI) يوم الثلاثاء، ثمّ نفس الاختبار يوم الجمعة، ما لم يحدث شيء معجزة أو مأساوية خلال اليومين بين الاختبارات، يجب أن تكون الدرجات في (MMPI) متطابقة تقريباً مع بعضها البعض.
ماذا يعني المتطابق؟ ترتبط النتيجة في الاختبار والنتيجة عند إعادة الاختبار ببعضهما البعض، إذا كان الاختبار موثوق به فيجب أن يكون الارتباط مرتفع جداً، يجب أن نتذكر أنّ الارتباط ينتقل من (-1.00 إلى +1.00)، تعني النتيجة الإيجابية كلما ارتفعت درجة واحدة وكذلك الآخر، لذا يجب أن يكون الارتباط بين الاختبارين مرتفع الجانب الإيجابي.
بالإضافة إلى الموثوقية نريد التأكد من أنّ الاختبار يقيس ما يقول إنّه يقيسه، هذا يسمّى الصلاحية، لنفترض أنّه تمّ تطوير اختبار جديد لقياس أعراض الاكتئاب، تتم مقارنته بالاختبار الحالي والمثبت مثل (Beck Depression Inventory)، إذا كان الاختبار الجديد يقيس الاكتئاب، فيجب أن تكون الدرجات عليه قابلة للمقارنة بدرجة كبيرة مع تلك التي حصل عليها معهد (BDI)، هذا يسمّى الصلاحية المتزامنة أو الوصفية.
قد نسأل حتى عما إذا كانت أداة التقييم تبدو صالحة، إذا أجبنا بنعم فهذا له وجه الصلاحية، على الرغم من أنّه يجب ملاحظة أنّ هذا لا يستند إلى أي طريقة إحصائية أو قائمة على الأدلة لتقييم الصلاحية، من الأمثلة على ذلك اختبار الشخصية الذي يسأل عن كيفية تصرف الناس في مواقف معينة، لذلك يبدو أنّه يقيس الشخصية أو لدينا شعور عام بأنّه يقيس ما نتوقع أن يقيسه.
الصلاحية التنبؤية هي عندما تتنبأ الأداة بدقة بما سيحدث في المستقبل، لنفترض أنّنا نريد معرفة ما إذا كان طالب المدرسة الثانوية سيحقق أداء جيد في الكلية، قد ننشئ اختبار وطني لاختبار المهارات المطلوبة ونطلق عليه شيئ مثل اختبار القدرات الدراسية (SAT)، سيكون لدينا طلاب المدارس الثانوية يأخذونها بحلول عامهم الأخير ثم ننتظر حتى يدخلوا الكلية لبضع سنوات ونرى كيف يفعلون.
إذا قاموا بعمل جيد في اختبار (SAT)، فإنّنا نتوقع أنّه في هذه المرحلة يجب أن يكونوا جيداً في الكلية، إذا كان الأمر كذلك فإنّ (SAT) يتنبأ بدقة بنجاح الكلية، ينطبق الشيء نفسه على اختبار مثل اختبار سجل الخريجين (GRE) وقدرته على التنبؤ بأداء الدراسات العليا في المدرسة، أخيراً نريد التأكد من أنّ التجربة التي يمر بها مريض عند إجراء اختبار أو تقييمه هي نفس تجربة مريض آخر يجري الاختبار في نفس اليوم أو في يوم مختلف ومع نفس المختبر أو مع مختبِر آخر.
طرق التقييم السريري:
الملاحظة:
يوجد نوعين من الملاحظة، طبيعية أو مراقبة الشخص أو الحيوان في بيئته، كذلك المختبر أو مراقبة الكائن الحي في بيئة أكثر تحكم أو اصطناعية، حيث يمكن للمُجرِّب استخدام معدات متطورة وتسجيل فيديو للجلسة لفحصها في وقت لاحق، يمكن أيضاً استخدام المرايا أحادية الاتجاه، يتمثل أحد قيود هذه الطريقة في أنّ عملية تسجيل السلوك تؤدي إلى تغيير السلوك وهو ما يسمّى التفاعل.
المقابلة السريرية:
المقابلة السريرية هي لقاء وجهاً لوجه بين أخصائي الصحة العقلية والمريض، حيث يلاحظ الأول الأخير ويجمع بيانات حول سلوك الشخص والمواقف والوضع الحالي والشخصية وتاريخ الحياة، قد تكون المقابلة غير منظمة حيث يتم طرح أسئلة مفتوحة أو منظمة يتم فيها طرح مجموعة محددة من الأسئلة وفقاً لجدول المقابلة أو شبه منظمة، حيث توجد قائمة محددة مسبقاً من الأسئلة، لكن يمكن للأطباء متابعة القضايا المحددة التي تلفت انتباههم.
يستخدم فحص الحالة العقلية لتنظيم المعلومات التي تمّ جمعها أثناء المقابلة، كذلك تقييم المريض بشكل منهجي من خلال سلسلة من الأسئلة التي تقيم المظهر والسلوك، يتضمن هذا الأخير الاستمالة ووضعية الجسد وعمليات التفكير والمحتوى ليشمل الكلام أو الفكر غير المنظم والمعتقدات الخاطئة والمزاج والتأثير، مثل ما إذا كان الشخص يشعر باليأس أو الابتهاج والأداء الفكري ليشمل الكلام والذاكرة، كذلك الوعي بالمحيط ليشمل أين الشخص وما هو اليوم والوقت.
الاختبارات والقوائم النفسية:
تقيم الاختبارات النفسية شخصية العميل أو مهاراته الاجتماعية أو قدراته المعرفية أو عواطفه أو استجاباته السلوكية أو اهتماماته، يمكن إعطاؤها إما بشكل فردي أو لمجموعات على الورق أو بطريقة شفوية، تتكون الاختبارات الإسقاطية من محفزات بسيطة غامضة يمكن أن تثير عدد غير محدود من الردود، هي تشمل اختبار رورشاخ أو اختبار بقعة الحبر واختبار الإدراك الموضوعي، التي تطلب من الفرد كتابة قصة كاملة عن كل بطاقة من 20 بطاقة معروضة له وإعطاء تفاصيل حول ما أدى إلى المشهد المصور.
من خلال الاستجابة يكتسب الطبيب منظور بشأن هموم المريض واحتياجاته وعواطفه وصراعاته، كما يتواصل الفرد دائماً مع أحد الأشخاص الموجودين على البطاقة، اختبار إسقاطي آخر هو اختبار إكمال الجملة ويطلب من الأفراد إنهاء جملة غير مكتملة.
الاختبارات العصبية:
تُستخدم الاختبارات العصبية لتشخيص الضعف الإدراكي الناجم عن تلف الدماغ بسبب الأورام أو العدوى أو إصابات الرأس أو تغييرات في نشاط الدماغ، يستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو (PET) لدراسة كيمياء الدماغ، يبدأ عن طريق حقن المريض بنويدة مشعة تتجمع في الدماغ ثم تجعلهم يرقدون على طاولة مسح، بينما يتم وضع آلة على شكل حلقة فوق رأسهم.
يتم إنتاج الصور التي تعطي معلومات حول عمل الدماغ، يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صور ثلاثية الأبعاد للدماغ أو هياكل الجسم الأخرى باستخدام المجالات المغناطيسية وأجهزة الكمبيوتر، للكشف عن أورام المخ والحبل الشوكي أو اضطرابات الجهاز العصبي مثل التصلب المتعدد.