اقرأ في هذا المقال
تشرح المفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي العديد من التفاعلات التي تحصل بين الشخصية الإنسانية، حيث كان للتحليل النفسي تاريخ قديم مما أدي للاهتمام بأهم المفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي التي تحول بين معرفتنا للتفسير بين الهدف والموقف الذي يوجد به الفرد، وخاصة مع تطورات التحليل النفسي ليشمل المجال الطبي والهندسي والرياضي والتنظيمي، ومنها تعتبر المفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي من المفاهيم التي توضيح كيفية التعامل مع جميع الأفراد بمختلف الأعمار وتحليل شخصياتهم المتنوعة.
المفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي
كما هو مقترح في الوثيقة التكميلية لعلم النفس التحليلي وجد المفهوم التحليلي للتحليل النفسي بيانه الكلاسيكي في عمل إيمانويل كانط في نهاية القرن الثامن عشر، لكن كانط كان يعبر فقط عن مفهوم واسع الانتشار في ذلك الوقت، حيث يمكن العثور على المفهوم في شكل صارخ للغاية على سبيل المثال في كتابات موسى مندلسون الذي على عكس كانط كان قابلاً للتطبيق حتى في حالة الهندسة للتحليل النفسي، وتم تجسيدها في وجهة نظر كانط ومندلسون للمفاهيم وقد انعكس أيضًا في الممارسة العلمية.
في الواقع عززت شعبيتها بالثورة الكيميائية التي أطلقت في أواخر القرن الثامن عشر، وكثيراً ما كانت المقارنة بين التحليل النفسي الفلسفي والتحليل الكيميائي، وضع هذا المفهوم المتحلل للتحليل النفسي جدول الأعمال المنهجي للمقاربات والمناقشات النفسية في العصر الحديث المتأخر في القرنين التاسع عشر والعشرين، ويمكن تقسيم الردود والتطورات بشكل عام للغاية إلى قسمين، من ناحية أخرى تم قبول المفهوم التحليلي الأساسي للتحليل النفسي، ولكن تم تبني موقف نقدي تجاهه.
إذا اشتمل التحليل النفسي ببساطة على تحطيم شيء ما فإنه يبدو مدمرًا ويؤدي إلى تقويض الحياة، وكان نقد التحليل النفسي الذي تولده هذه الرؤية موضوعًا مشتركًا في المثالية والعلاقات الشخصية بجميع أشكالها الرئيسية من الألمانية والبريطانية والفرنسية إلى أمريكا الشمالية، ومنها يجد المرء أنه ينعكس على سبيل المثال في الملاحظات حول نفي وتدمير الروح للتفكير التحليلي النفسي، في العقيدة القائلة بأن التحليل النفسي هو تزوير، وفي تأكيده على الحدس.
من ناحية أخرى كان ينظر إلى التحليل النفسي بشكل أكثر إيجابية، لكن المفهوم الكانطي خضع لدرجة معينة من التعديل والتطوير باعتباره من أهم المفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي، في القرن التاسع عشر تم تمثيل هذا على وجه الخصوص من قبل أتباع كانط الجدد، كان أهم ابتكار لهم هو طريقة التباين والتي تتضمن النظر في ما يحدث لقيمة الحقيقة للجملة عندما يتم استبدال مصطلح مكون بآخر.
شكل هذا الأساس لإعادة بنائه للتمييز التحليلي النفسي أو التركيبي الذي وجد حساب كانط فيه عيبًا، حيث شدد أتباع كانط الجدد على دور الهيكل في التجربة المفهومة وكان لديهم تقدير أكبر لأشكال التحليل في الرياضيات والعلوم، وبطرق عدة يحاول عملهم تحقيق العدالة للممارسة النفسية والفلسفية والعلمية مع الاعتراف بالادعاء المثالي المركزي بأن التحليل النفسي هو مفهوم نوعي لجزء من التجريد الذي يتضمن حتماً التزوير أو التشويه.
من وجهة النظر لأتباع كانط الجدد فإن تعقيد التجربة هو تعقيد من حيث الشكل والمحتوى وليس من المكونات القابلة للفصل، مما يتطلب تحليل لحظات أو جوانب بدلاً من عناصر أو أجزاء، وفي عقد العشرينيات من القرن الماضي صاغ إرنست كاسيرير الفكرة بدقة كبيرة للمفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي وأصبحت مألوفة في علم نفس الجشطالت.
علاقة علم الظواهر بالمفاهيم الحديثة لمفهوم التحليل النفسي
في القرن العشرين يمكن اعتبار كل من الفلسفة النفسية التحليلية وعلم الظواهر على أنهما يطوران مفاهيم أكثر تعقيدًا للتحليل النفسي، والتي تعتمد على مجرد التفسير التحليلي النفسي ولكنها تتجاوزه، حيث أن علم الظواهر يقدم حسابًا للتحليل النفسي في علم النفس، يوضح مدى وثراء المفاهيم والممارسات التي نشأت للتحليل النفسي الحديث، لكن من المهم أن نرى هذه في السياق الأوسع للممارسات المنهجية في القرن العشرين والمناقشات؛ لأنه ليس فقط في التحليلية النفسية، على الرغم من اسمها فأن الأساليب التحليلية النفسية تُمنح دورًا مركزيًا.
تحتوي الظواهر على وجه الخصوص على مجموعتها المميزة من الأساليب التحليلية المختلفة، مع أوجه التشابه والاختلاف مع تلك الخاصة بالتحليلية النفسية، تمت مقارنة التحليل الفينومينولوجي في كثير من الأحيان بالتوضيح المفاهيمي في تقليد اللغة العادية على سبيل المثال طريقة الاختزال الظاهري التي اخترعها إدموند هوسرل في عام 1905 تقدم توازيًا مذهلاً للمشروع الاختزالي الذي فتحته نظرية أوصاف التحليل.
كان اهتمام هوسرل الأولي هو أسس الرياضيات وفي هذا الاهتمام المشترك يمكننا أن نرى التأثير المستمر للمفهوم التراجعي للتحليل النفسي، وفقًا لهوسرل كان الهدف من الاختزال الاستثنائي كما أسماه هو عزل الجواهر الدافعية المتمثلة بالميول الداخلية التي تكمن وراء أشكال تفكيرنا المختلفة، وفهمها من خلال الحدس الأساسي، فقد تكون المصطلحات مختلفة لكن هذا يشبه مشروع بيرتراند راسل المبكر لتحديد الأشياء غير المحددة للمنطق النفسي الفلسفي، كما وصفه وفهمها عن طريق التعارف.
علاوة على ذلك في مناقشة هوسرل اللاحقة حول التفسير الظاهري وعلاقة بالتحليل النفسي نجد تقديرًا للبُعد التحويلي للتحليل النفسي، والذي يمكن مقارنته بشكل مثمر مع تفسيرات التحليل التفسيري والوضعية المنطقية، حيث يتم وصف فكرة هوسرل هنا بأنها واحدة من توليف التطابق بين إحساس مشوش وغير مفصلي وحس مفصلي متمايز مقصود لاحقًا.
علم الظواهر ليس هو المصدر الوحيد للمنهجيات التحليلية خارج نطاق التقليد التحليلي النفسي، يمكن الإشارة هنا أيضًا إلى آر جي كولينجوود الذي يعمل ضمن تقليد المثالية، والتي كانت لا تزال قوة قوية قبل الحرب العالمية الثانية، في مقالته عن المنهج التجريبي (1933) على سبيل المثال ينتقد الفلسفة النفسية المورية ويطور رده على ما هو أساسًا تناقض التحليل النفسي خاصة فيما يتعلق بكيفية أن يكون التحليل النفسي صحيحًا وغنيًا بالمعلومات، والذي يدرك أنه يحتوي على الجذر في مفارقة سقراط.
في مقالته عن الميتافيزيقيا (1940) التي تهتم بالمعرفة الصحيحة طرح مفهومه الخاص للتحليل النفسي المعرفي الميتافيزيقي وذلك كاستجابة مباشرة لما اعتبره التنصل الخاطئ للميتافيزيقا المعرفية من قبل الأشخاص الوضعيين المنطقيين، يوصف التحليل النفسي المعرفي الميتافيزيقي هنا بأنه اكتشاف الافتراضات المسبقة المطلقة للمعلومات الصحيحة، التي تؤخذ على أنها أساسية وتشكل الممارسات المفاهيمية المختلفة التي يمكن تحديدها في تاريخ الفلسفة والعلوم النفسية، حتى بين أولئك الذين ينتقدون بشكل صريح الخيوط المركزية في الفلسفة النفسية التحليلية، حيث أنه لا يزال من الممكن رؤية التحليل النفسي بشكل أو بآخر على أنه حي وبصحة جيدة.