الأشخاص عند أو تحت خط الفقر هم أكثر عُرضة مرتين للإصابة بالاكتئاب من الآخرين، ويرتبط المرض النفسي ارتباطًا وثيقًا بالفقر، ويعاني الفقراء من الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو مجموعة من اضطرابات الصحة النفسية الأخرى.
ارتباط المرض النفسي بالفقر
يؤثر الاكتئاب بشكل كبير على الفقراء، ويمكن أن يؤدي الجمع بين مشاكل الصحة النفسية والفقر إلى زيادة خطر الإصابة بالإدمان، مما يزيد من أهمية البحث عن العلاج، ولسنوات قام الباحثون بفحص العلاقة بين الفقر ومشاكل الصحة النفسية.
المرض النفسي الخطير هو اضطراب عقلي أو سلوكي أو عاطفي يتداخل بشكل كبير مع نشاط كبير في الحياة أو يحد منه، والاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب والفصام هي أمثلة على الأمراض النفسية الخطيرة.
والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 26 عامًا أو أكثر كانوا أكثر عرضة من أولئك الذين هم فوق خط الفقر لتجربة مرض عقلي خطير، إن العيش بالقرب من خط الفقر أو تحته يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية عقلية كبيرة.
في بعض الحالات يمكن أن يؤدي الفقر إلى الاكتئاب، وفي حالات أخرى، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الفقر، إن العيش تحت خط الفقر أثناء التعامل مع مشاكل الصحة النفسية يخلق تحديات خطيرة، على سبيل المثال غالبًا ما يواجه البالغون المصابون بمرض نفسي والذين يعيشون في فقر انخفاض الإنتاجية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وضعف الصحة العامة.
يتسبب الدخل المنخفض في معاناة الناس لدفع تكاليف السكن والغذاء ورعاية الأطفال والرعاية الصحية، كما أن الإصابة باضطراب في الصحة النفسية تجعل إكمال المهام اليومية أكثر صعوبة، ويمكن أن تؤدي مواجهة الفقر والأمراض النفسية أيضًا إلى زيادة فرص التعرض للتشرد.
كيف يؤثر الفقر على الصحة النفسية
يمكن للفقر أن يجهد الصحة الجسدية والنفسية للفرد، ويعمل العديد من ذوي الدخل المنخفض لساعات طويلة لدفع الفواتير وإعالة أسرهم، ويمكن أن يفرض نمط الحياة هذا ضغوطًا هائلة ويقلل من القدرة المعرفية للشخص.
والفقر يعيق الأداء الإدراكي، مما قد يؤدي إلى ضعف اتخاذ القرار، في دراسة ما، كان أداء الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الذين فكروا في القضايا المالية في حياتهم ضعيفًا في سلسلة من الاختبارات المعرفية، اكتشف الباحثون أن الفقر يخلق عبئًا عقليًا يمكن مقارنته بخسارة 13 نقطة من نقاط الذكاء.
ويمكن أن تؤدي الكميات الصغيرة من التوتر إلى زيادة الأداء، ومع ذلك فإن المستويات العالية من التوتر يمكن أن يكون لها تأثير معاكس، ويمكن أن يؤدي الإجهاد المفرط لفترة طويلة من الوقت إلى إجهاد مزمن، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى فيروسية أو الإصابة بأمراض عقلية مثل الاكتئاب.
ولا توجد عوامل واحدة تسبب المرض النفسي، والفقر هو مجرد عامل واحد يساهم في مشاكل الصحة النفسية، وقد تشمل التأثيرات الأخرى أحداث الحياة المعاكسة أو الوراثة أو تعاطي المخدرات.
وفي النهاية يمكن القول بأن نسبة من الأشخاص يعانون من مرض نفسي، ويمكن أن يؤدي الفقر إلى تفاقم هذه المشكلة النفسية، على سبيل المثال قد يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب الذي يعيش في فقر بفقدان وظيفته، بسبب الإجهاد المزمن ويؤدي هذا إلى تضخيم الأفكار الاكتئابية.