تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في علم النفس الأخلاقي الحديث غالبًا ما يتم التعامل مع الالتزامات تجاه النفس أو الواجبات تجاه الذات على أنها موضوع قديم منعزل، حيث يلاحظ بعض علماء النفس أن الواجبات الموجهة ذاتيًا تجد نفسها غائبة إلى حد كبير عن المشهد النفسي المعاصر، فمن خلال تطبيقات الالتزامات تجاه النفس يتم الكشف عن المزيد والمزيد من الروابط بين الالتزامات تجاه النفس والأسئلة الأخلاقية البعيدة.

تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

تتمثل تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس من خلال ما يلي:

1- التفوق في السلوك الإيجابي

يعتبر العمل النافذ أو التفوق في السلوك الإيجابي هو عمل صالح يتجاوز نداء الواجب، حيث أنه في الوقت الحاضر لا يوجد الكثير من العمل على الصلة بين التفوق في السلوك الإيجابي والالتزامات تجاه النفس، وتتمثل وجهة النظر القياسية منذ أواخر السبعينيات هي أن التفوق في السلوك الإيجابي ينشأ من صدام بين الصالح العام للآخرين والمصلحة الذاتية للفرد.

حيث يُنظر إلى المصلحة الذاتية في الالتزامات تجاه النفس على أنها شيء معقول يجب السعي وراءه، ولكن ليس كالتزام أخلاقي تجاه الذات، لكن في أعمال سابقة يرى العديد من علماء النفس أن الالتزامات تجاه النفس أساسية لفهم التفوق وخاصة التضحية بالنفس، ومنها يجادل البعض من علماء النفس بأنه لا يتعين على المرء أن يخوض ببطولة في المناطق الخطيرة لإنقاذ الآخرين من المواقف التي يمرون بها وذلك بفضل واجب المرء تجاه نفسه بعدم إلحاق الأذى.

قد يتعارض مثل هذا المطلب مع واجبنا الواضح في الاعتراف بقيمتنا الذاتية، والحكم على تطلعاتنا وأهدافنا ومصالحنا باعتبارها لا تقل قيمة عن تطلعات الآخرين ومصالحهم، حيث أن جوهر الأمر على حد تعبيرها في تطبيق التفوق بالسلوك الإيجابي في الالتزامات تجاه النفس، هو الحِجَة الخاصة بالعالم إيمانويل كانط بأن لدينا واجبات تجاه أنفسنا وكذلك تجاه الآخرين.

يقول كانط نفسه إن تقديرنا للأفعال الجريئة مثل محاولة إنقاذ الناس من غرق سفينة سوف يضعف كثيرًا بمفهوم الواجب تجاهه، حيث تكمن مشكلة وجهة نظر كانط وكذلك وجهة نظر علماء النفس الأخلاقيين في أنها تقلل من تقدير التضحية بالنفس، فإذا كنا مدينين لأنفسنا بألا نكون بطلاً ألن تكون البطولة خاطئة من الناحية الأخلاقية؟ هذا مثال على مشكلة الخطأ لنظريات التفوق في السلوك الإيجابي وهي مشكلة إظهار لماذا الأفعال التي تبدو خارج نطاق الدعوة ليست خاطئة.

في ضوء مشكلة الخطأ ومع استمرار ظهور مفارقة أرسطو في الأفق فليس من المستغرب أن يبدأ بعض علماء النفس الأخلاقي في البحث عن شيء جديد، يتجاوز الالتزامات تجاه النفس ليكون مصدر حدود الالتزامات الأخلاقية، وقد يتخلى الآخرين عن المتابعة تمامًا في النظام الأخلاقي بشكل عام مع تسمية واجبات الذات بالعناصر الاحتيالية، التي استحضرها علماء النفس الذين انغمسوا في الاعتقاد بأن الالتزام وحده هو الذي يمكنه التغلب على الالتزام.

2- الوعود الذاتية

لقد جذبت إمكانية الوعود الذاتية واستيرادها المحتمل انتباه عدد من علماء النفس الأخلاقيين، فقد تبدو الوعود الذاتية ليس فقط ممكنة ولكنها مفيدة تمامًا في الالتزامات تجاه النفس، فعندما نكافح من أجل الالتزام بإرادتنا بالطرق العادية مع التركيز على الجوانب الجذابة إثارة أنفسنا، فإننا غالبًا ما نصل إلى أدوات التزام أخرى، فقد يكون الوعد الذي يقدمه الفرد لنفسه مجرد شبيه من هذا القبيل.

في تطبيقات الالتزامات تجاه النفس من حيث الوعود الذاتية نحن واعين ونحن نراهن على احترامنا لذاتنا على قرار من أجل حمل أنفسنا على تنفيذه، أو نحاول الحفاظ على حكمنا الذاتي من خلال وضع سلطتنا على المحك أي سلطتنا على أنفسنا، وسلطتنا على التحديد الفعال لما سنفعله، وللحكم على الاحترام بموجب تلك السلطة ذاتها، إنه مثل التعهد بشرف أي إنها وسيلة مميزة للدافع الذاتي أو الدافع الجوهري.

هناك العديد من المخاوف التي تهدد الوعود الذاتية في الالتزامات تجاه النفس، من حيث الغرابة في اعتبار مثل هذه الوعود على أنها تخلق التزامًا من أي نوع، فإذا كان الأمر كذلك فهو واحد بدون حق مقابل ويمكن انتهاكه دون التعرض لخطر اللوم القانوني أو الأخلاقي أو الاجتماعي، كما أنه يثير مخاوف أخرى حيث لا يمكن أن يكون الوعد بالنفس قرارًا مقنعًا، فالوعد الصادق يولد واجبًا على الوعد للمتعهد به.

الوعد الذاتي في الالتزامات تجاه النفس يعبر فقط عن التصميم الراسخ للعمل، إنه استخدام مجازي للغة الأخلاقية، ولكن هناك ردود على مفارقة الإفراج عن الذات في الالتزامات تجاه النفس من حيث الوعود الذاتية، ولذا لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن هناك حِجَجًا لصالح وعود ذاتية حقيقية والتي قد لا تكون غير مباشرة.

الوعد الذاتي ليس نوعًا من الانتقالات الغريبة الذي تؤديها فقط الشخصيات في التجارب الفكرية، كما لاحظ بعض علماء النفس يبدو أننا على الأقل نقدم وعودًا ذاتية حول مجموعة واسعة من الأشياء في الرعاية الذاتية، واحترام الذات، والاستقامة الأخلاقية، واختيار نمط الحياة، وفي مجموعة متنوعة من الطرق من النذور الصامتة، حيث يمكن إعادة تفسير حديثنا العادي عن الوعود الذاتية على أنها مجرد صورة رمزية، وطريقة لضبط إرادة المرء بدلاً من استحضار الالتزام الأخلاقي.

التعبير عن الذات في تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

في الوقت الحاضر قد يجادل القليل من علماء النفس الأخلاقي بأنه يجب أن يتعامل الفرد مع نفسه بطريقة التعبير عن الذات خاصة بالاهتمامات النفسية والجسد للشخص، ويستمر علماء النفس في الجدل حول ما إذا كانت أنواع معينة من التعديل الجسدي غير أخلاقية كواجب تجاه الذات، وكذلك ما إذا كانت أنواع معينة من التعزيز الذاتي هي أمر غير أخلاقي جائز أو حتى واجب.

التعبير عن الذات في تطبيقات الالتزامات تجاه النفس يعني تغييرًا في حياة المرء الذي لا يحتاج إلى أن يكون ضارًا في جوهره مع مراعاة جميع الأشياء، فكل شخص مهتم بتعديل نفسه وليس فقط في الأضرار الواضحة التي قد تنطوي عليها.

معرفة الذات في تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس

يعبر معرفة الذات في الالتزامات تجاه النفس كما يسميه كانط الأمر الأول لجميع الالتزامات تجاه النفس، حيث لا يهتم كانط هنا بمعرفة نوع شخصية المرء أو تاريخه الشخصي أو مواهبه المحتملة بل بالأخلاقية المعرفية للذات، وما يمكن أن يُنسب للفرد على أنه ينتمي أصلاً إلى جوهر الإنسان أو أنه مشتق مكتسب أو متطور والانتماء إلى حالته الأخلاقية.

يكتشف علماء النفس الأخلاقيين كيف يمكن أن يرى كانط أن معرفة الذات إلزامية بالنظر إلى أطروحة الغموض التي بموجبها لا يمكن أن نعرف الكمال الأخلاقي لدينا، حيث لا يستطيع الفرد أن يعرف على سبيل المثال ما إذا كانت أفعاله وسلوكياته الخاصة تنشأ عن الامتثال للقانون الأخلاقي أو من بعض المصالح الذاتية الخفية، حيث يُستكشف واجب معرفة الذات خارج الإطار الذي يعبر عنه كانط، وفصل المعرفة الذاتية عن التقدم الأخلاقي.

وفي النهاية يمكن التلخيص أن:

1- تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في علم النفس تتمثل في مجموعة من المفاهيم التي تظهر بها الالتزامات تجاه النفس التي يمكن أن يقوم بها الفرد لنفسه.

2- تتمثل تطبيقات الالتزامات تجاه النفس في إظهار السلوكيات الإيجابية مع التفوق بها تجاه النفس والأشخاص المقابلين.

3- يمكن تطبيق الالتزامات تجاه النفس في الوعود الذاتية التي يعقدها الفرد مع نفسه والالتزام بتحقيقها.


شارك المقالة: