تعويد العقل على التفكير بمرونة

اقرأ في هذا المقال


التفكير المرن هو القدرة على التفكير معرفيًا في شيء ما بطريقة مختلفة، وغالبًا ما يُشار إلى ذلك بقدرة الشخص على مواجهة مشكلة والتوصل إلى حل، ولكن ليس حلًا واحدًا فقط بل حلولًا متعددة ثم ينظر إلى تلك الحلول المختلفة وتحديد أفضل إجابة.

تعويد العقل على التفكير بمرونة لدى الآباء

نحن نعيش في بيئة سريعة التغير ومن المرجح أن تستمر كذلك بالنسبة لأطفالنا، وكآباء ندرك حاجة أطفالنا إلى تعلم كيفية التفكير بمرونة والتكيف مع المواقف الجديدة وبناء قدرتهم على تغيير رأيهم عندما يتلقون بيانات جديدة أو إضافية، فالتفكير المرن هو موقف جزئي -انفتاحنا على الأفكار الجديدة- والعمل الجزئي بحيث معرفة كيف ومتى نقوم بتوسيع آفاقنا واستخدام الأفكار والمعلومات الجديدة، ونريدهم أن يعرفوا متى يفكرون على نطاق واسع ومتى يركزون على التفاصيل، وعندما يواجه أطفالنا مشاكل أو تحديات ونشجعهم على التفكير الإبداعي والجديد، وعندما يتخذون خيارات صعبة نريدهم أن يفكروا في العواقب المحتملة المقصودة وغير المقصودة.

أهم استراتيجيات الآباء في عادة التفكير بمرونة

كيف من الممكن مساعدة طفلك على تنمية قدرته على التفكير بمرونة؟ فمثلًا من الممكن القيام بما يلي:

1- عندما يقوم طفلك بترويع انتكاسة طفيفة ويقول إنّه يريد الاستسلام اعرض عليه الجلوس وتحليل ما حدث وطرح أفكار لجعله أفضل في المرة القادمة، فقد يكون من المفيد مشاركة قصة من تجربتك الخاصة ووصف مدى شعورك بالسوء في ذلك الوقت وكيف تمكنت في النهاية من رؤية الموقف بشكل مختلف، وعندما يركز طفلك على وجهة نظره فقط حاول أن تجعله يتراجع وفكر في كيفية تأثر الآخرين، وكيف يمكن لكلماتهم وأفعالهم وأفكارهم أن تجعل الآخرين يشعرون؟ ويساعدهم هذا على التعاطف مع مشاعر الآخرين والتنبؤ بكيفية تفكير الآخرين وتوقع سوء الفهم المحتمل، كما إنّهم قادرون على العمل مع أشخاص من ثقافات مختلفة والذين يمثلون وجهات نظر مختلفة يعترفون بطرق الآخرين في التجربة وصنع المعنى.

2- عندما يكون طفلك عالقًا في مشكلة تحدث معه حول الأسئلة أو الأفكار التي تتبادر إلى الذهن عند التصغير لرؤية الصورة الكبيرة وما يتبادر إلى الذهن عند التكبير لرؤية عرض أكثر تفصيلاً، ويشجع نهج (Google Earth) هذا على التفكير الأكثر مرونة لأنّه يأخذنا إلى ما وراء نطاق رؤيتنا الطبيعي، فعندما يشعر طفلك بأنّه عالق بسبب قيود القواعد فأنّه تساعده المعايير واللوائح على تكوين أفكار جديدة بدلاً من الشعور بالعجز، وغالبًا ما تؤدي القيود إلى الإبداع، ومن المفيد دائمًا أن تظل إيجابيًا وتفكر في الاحتمالات بدلاً من التركيز على ما ليس لديك، وشجع طفلك على البدء بما لديه وما يعرفه وما هو مهتم بمعرفة المزيد عنه.

3- عندما يشعر طفلك بالارتباك أو عدم اليقين ساعده على تحمل غموض الموقف، وشجعهم على الثقة بغرائزهم ومواصلة العمل بشكل خلاق ومنتج، وامنحهم الدعم لاغتنام الفرصة وتجربة شيء جديد أو مختلف.

تعويد العقل على التفكير بمرونة لدى المعلمين

هل سبق لك أن وجدت نفسك ثابتًا في طريقتك في النظر إلى مشكلة؟ وربما تتوقف أنت أو أي شخص تعمل معه عن التفكير وتقول فقط: “لقد تم تشكيل عقلي ولا تخلط بيني وبين المزيد من الحقائق”، وهل سبق لك أن تعرفت على شخص يجد صعوبة في التفكير في وجهات نظر بديلة؟ فالتفكير المرن هو موقف جزئي (الانفتاح على فكرة جديدة) وعمل جزئي (معرفة كيف ومتى يتم توسيع الآفاق والتفكير في استخدام أفكار ومعلومات جديدة).

تنفتح عقول المفكرين المرنين على معلومات أو تفكير إضافي حتى لو كانت تتحدى المعتقدات القائمة، كما إنّهم يعرفون ما يعرفونه ويرون الحاجة إلى الانفتاح على خيارات وبدائل أخرى للنظر فيها، وإنّهم قادرون على العمل مع أشخاص من ثقافات مختلفة ويمثلون وجهات نظر متنوعة لأنّهم يدركون تميز طرق الآخرين في التجربة وصنع المعنى، ويمكنهم الاعتماد على ذخيرة من استراتيجيات حل المشكلات وممارسة المرونة في الأسلوب ومعرفة متى يكون من المناسب التفكير على نطاق واسع وعالمي ومتى يتطلب الموقف دقة مفصلة.

أهم استراتيجيات المعلمين في عادة التفكير بمرونة

اعمل مع طلابك للتفكير بشكل أكثر مرونة من خلال سؤال أنفسهم:

1- ما هي الطرق الأخرى التي قد أفكر بها في هذا الأمر؟ ما هو منظور آخر؟

2- ما الأشياء الأخرى التي قد أجربها عندما أواجه مشكلة؟ وكيف التراجع والنظر إلى الصورة الكبيرة (الكل) يفتح عيني على أفكار جديدة؟

3- متى ولماذا يجب أن أغير تفكيري وأفعالي؟

تعويد العقل على التفكير بمرونة لدى الطلاب

هل سبق لك أن وجدت نفسك ثابتًا في طريقتك في النظر إلى مشكلة أو فهم وجهات نظر الآخرين؟ فتحتاج إلى التفكير بشكل أكثر مرونة، فيظل المرنون يركزون على التحدي المطروح ويستندون إلى مجموعة من الاستراتيجيات ويعرفون متى يجب التفكير على نطاق أوسع، فيتمتع المفكرون المرنون بالقدرة على تغيير رأيهم عندما يتلقون بيانات إضافية، كما إنّهم ينشئون ويسعون إلى مناهج جديدة ويأخذون في الاعتبار النتائج المحتملة المقصودة وغير المقصودة.

أهم استراتيجيات الطلاب في عادة التفكير بمرونة

1- التحول والنظر لوجهات نظر متعددة، فيساعدك في التعاطف مع مشاعر الآخرين والتنبؤ بكيفية تفكير الآخرين وتوقع سوء الفهم المحتمل، وإنّهم قادرون على العمل مع أشخاص من ثقافات مختلفة والذين يمثلون وجهات نظر مختلفة يعترفون بطرق الآخرين في التجربة وصنع المعنى، فاسأل: إذا كنت هذا الشخص وكيف سأشعر؟ ماذا يمكنني أن أتعلم من شخص لا أتفق معه؟

2- تصغير لرؤية الصورة الكبيرة والتكبير لرؤية عرض تفصيلي لنفس المشكلة أو التحدي، وأسأل بينما أفكر في هذه الخطة فما هي أهدافي بعيدة المدى وما هي الخطوات الفورية التي يجب علي اتخاذها لتحقيقها؟

3- اعمل ضمن القواعد والمعايير واللوائح لتوليد أفكار جديدة بدلاً من الشعور بالعجز، وأسأل ما هي القواعد التي يجب أن أكون على دراية بها أثناء تصميم الحل؟ وكيف يمكن لشخص آخر النظر إلى هذه الخطة؟

4- تسامح مع الارتباك والغموض لأنّك تعتقد أنّهم يستطيعون اكتشاف ذلك، وإنّهم على استعداد للتخلي عن مشكلة وهم يثقون في عقلهم الباطن لمواصلة العمل بشكل خلاق ومنتج، وأسأل ما هي بعض الحلول البديلة لهذه المشكلة؟

تعويد العقل على التفكير بمرونة لدى القادة

نحن نعيش في بيئة سريعة التغير ومن المرجح أن تستمر كذلك بالنسبة لمنظماتنا، والتفكير المرن وانفتاحنا على الأفكار الجديدة في معرفة كيف ومتى نقوم بتوسيع آفاقنا واستخدام الأفكار والمعلومات الجديدة، وكقادة ندرك أهمية التكيف مع المواقف الجديدة وبناء القدرة على تغيير آرائنا عندما نتلقى بيانات جديدة أو إضافية، ويحدد القادة متى يفكرون على نطاق أوسع ومتى يركزون على التفاصيل، وعند مواجهة المشاكل أو التحديات فإنّهم يشجعون التفكير الإبداعي والجديد.

أهم استراتيجيات القادة في عادة التفكير بمرونة

يفكر القادة الفاعلون بمرونة من خلال طرح أسئلة ما وراء المعرفية كالتالي:

1- ما هي الطرق الأخرى التي قد أفكر بها في هذا الأمر؟ ما هو منظور آخر؟

2- ما الأشياء الأخرى التي قد أجربها عندما أواجه مشكلة؟

3- كيف التراجع والنظر إلى الصورة الكبيرة (الكل) يفتح عيني على أفكار جديدة؟

4- متى ولماذا يجب أن أغير تفكيري وأفعالي؟

تعويد العقل على التفكير بمرونة لدى الموظفين

في كثير من الحالات نعتبر أنفسنا عالقين بدلاً من أن نسأل أنفسنا: “هل هناك طريقة أخرى يمكنني من خلالها حل هذه المشكلة؟”، فيعتبر التفكير في بدائل قابلة للتطبيق أمرًا أساسيًا لحل المشكلات ويمكن أن يشجع على الإبداع والتفكير الجديد.

أهم استراتيجيات الموظفين في عادة التفكير بمرونة

يمكن للقادة والموظفين ممارسة التفكير بمرونة باستخدام استراتيجيات مثل:

1- ابحث عن خطط عمل بديلة: حيث غالبًا ما تنحرف الخطط الموضوعة بعناية، وتكيف مع ما لا يعمل من خلال التفكير في الأشياء الأخرى التي قد تنجح في هذه الحالة، وقد يكون من المفيد إنشاء خطة احتياطية حتى تتمكن من اتخاذ إجراء سريع عند الحاجة.

2- نهج الهدوء والتفكير والعمل (CTA): فنهج (Calm, Think, Act-CTA) هو طريقة لمعرفة إجراء بديل عندما لا تعمل الخطة، فاهدأ (أرخِ ذهنك وجسدك من أجل أن تكون فعالاً في تفكيرك) وفكر (تأمل في بعض الاحتمالات التي يمكن أن تصلح هذا الموقف) ثم تصرف (امض قدمًا وقم بتشغيل العملية).

3- إنشاء دليل عامل مرونة شخصي: فيقدم هذا الدليل استراتيجيات وأدوات كخيارات لما يجب مراعاته عند تطوير إجراءات عمل جديدة.

4- اطرح أسئلة من العملاء أو الموظفين: فمن المفيد دائمًا فهم وجهات نظر الآخرين.


شارك المقالة: