تعويد العقل على جمع البيانات من خلال جميع الحواس

اقرأ في هذا المقال


جمع البيانات من خلال جميع الحواس أي السماح للمعلومات في أدمغتنا من عدة حواس وليس فقط واحدة أو اثنتين، ويعرف الأشخاص الأذكياء أن جميع المعلومات تذهب إلى الدماغ من خلال المسارات الحسية ومعظم التعلم على الصعيد اللغوي والصعيد الثقافي والصعيد المادي مشتق من البيئة من خلال ملاحظتها أو استيعابها من خلال الحواس.

عادة العقل جمع البيانات بواسطة الحواس لدى الآباء

يمكن أن يساعدك التعرف على الطرق التي يجمع بها دماغك المعلومات ويخزنها أثناء التعلم، وتدخل جميع المعلومات الخارجية إلى عقلك من خلال المسارات الحسية لشحذ الأداء العقلي، فغالبًا ما يعلق في ذاكرتنا رائحة شيء ما يطبخ في المطبخ أو الطريقة التي شعرت بها الرمال بين أصابع قدمنا لأول مرة أو لون ورائحة أول زهر في الربيع، ويأتي معظم التعلم من البيئة من خلال الملاحظة أو الاستيعاب من خلال الحواس.

يشكل علماء الرياضيات صورًا ذهنية في أذهانهم لتصور مشكلة أو سيناريو، ويحل علماء الاجتماع المشكلات من خلال السيناريوهات ولعب الأدوار فالعلماء يبنون النماذج، ويستخدم المهندسون برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD) كما تتعلم ميكانيكا السيارات من خلال الإصلاحات العملية، بينما يجرب النساجون مجموعات من الألوان والقوام لإنشاء تصميم، وينتج الموسيقيون مجموعات من الموسيقى الآلية والصوتية، ويستخدم الطهاة المكونات والتقنيات لتجربة النكهات والقوام، فنحن نعمل على تعميق معرفتنا لأننا نختبر المزيد في العالم.

نحن نجمع البيانات من المصادر الداخلية أيضًا، فإذا كنت على اتصال بمشاعرك فأنت أيضًا على اتصال بالأحاسيس الجسدية في جسدك، فعلى سبيل المثال أنت تعلم أنك خائف لأنّ معدل ضربات قلبك يبدأ في التسارع وتنقبض معدتك ويقف شعرك على نهايته، وأنت تشعر بما يختبره أو يشعر به الآخرون من خلال الأحاسيس التي تنشأ في أجسادنا، ونحن جميعًا مثل الهوائيات التي تمشي ونتلقى وتسجيل التجربة المحسوسة لمن حولنا، فالبعض منا أفضل في هذا من غيره، ويتطلب تسجيل هذا النوع من المعلومات بدقة أن تكون على اتصال باستجاباتنا العاطفية.

أهم استراتيجيات الآباء في جمع البيانات بواسطة الحواس

اقتراحات لمساعدة طفلك على جمع البيانات بكل حواسه:

1- دفتر الملاحظات: ادع طفلك للاحتفاظ بدفتر ملاحظات يمكنه من خلاله إدخال الرسومات أو الصور أو أي شيء يأسر حواسهم.

2- تكبير أو تصغير: انظر إلى شيء ما باستخدام عدسة مكبرة أو التقط صورًا رقمية لرؤية مناظير مختلفة على نفس الشيء.

3- الأطر الزمنية غير مستعجلة: شجعهم على الإبطاء والانتباه، واجعل أطفالك يغلقون أعينهم ويستمعون إلى أصوات الخلفية في بيئة: همهمة الثلاجة وزقزقة الصراصير وعواء الرياح على جزء النافذة.

4- تصور ما تقرأ: شجع طفلك على تخيل شعور شيء ما على سبيل المثال ما هو شعور الجاذبية؟ ويمكن لهذه الإستراتيجية أن تجعل الملخص أكثر ارتباطًا بتجارب الطفل.

5- حضروا وجبات الطعام معًا: انخرط مع طفلك في شم رائحة التوابل واستمع إلى شرائح اللحم وصنع وتذوق الفشار الذي يمكن سماعه وشم رائحته وملاحظته وتذوقه.

6- إثراء العقل بالمعلومات قدر الإمكان: تذكر المثل اللاتيني الذي يقول: “لا شيء يصل إلى العقل قبل أن يظهر في الحواس” وتعلم جمع البيانات من خلال جميع حواسك لإثراء عقلك.

عادة العقل جمع البيانات بواسطة الحواس لدى المعلمين

من أين يأتي الفضول؟ هل تتذكر عندما كنت صغيراً مفتوناً بالأشياء الصغيرة مثل الأعشاب الضارة التي تنمو من الشقوق في الرصيف أو الديدان التي تخترق طريقها عبر التراب أو روائح المحيط؟ يمكن أن يساعدك التعرف على الطرق التي يجمع بها دماغك المعلومات ويخزنها أثناء التعلم، وتدخل جميع المعلومات الخارجية إلى عقلك من خلال أحد هذه المسارات الحسية لشحذ الأداء العقلي:

1- الذوق: الأذواق التي تجمعها من خلال فمك.

2- حاسة الشم: وهي الرائحة التي تستنشقها من خلال أنفك.

3- اللمس: الأحاسيس التي تشعر بها من خلال بشرتك.

4- الحركية: المواقف التي تتخذها من خلال حركاتك ووقفتك.

5- السمعي: الأصوات التي تسمعها من خلال أذنيك.

6- البصري: المشاهد التي تراها من خلال عينيك.

غالبًا ما يمتص أولئك الذين تكون مساراتهم الحسية أكثر انفتاحًا وتنبيهًا وحادة والمزيد من المعلومات من البيئة، وعندما تتذكر المعلومات من تلك التجربة يقوم الدماغ بإعادة تنشيط أو إعادة بناء الدائرة التي تم تخزينها فيها، وكلما زاد عدد الطرائق الحسية التي تم تنشيطها وزادت تحفيز الدماغ لإعادة تنشيط الدائرة، ويشير هذا إلى أنّ التجارب الملموسة التي تواجهها والتي تنشط العديد من الحواس يمكن أن تعزز تذكرك للمعلومات في وقت لاحق.

أهم استراتيجيات المعلمين في جمع البيانات بواسطة الحواس

شجع الطلاب على تجربة العالم من خلال أكبر عدد ممكن من الطرق المختلفة وحاول استخدام واحدة أو أكثر من الاستراتيجيات التالية مع طلابك:

1- انتبه للعالم من حولك، فاسأل نفسك: ما الذي ألاحظه في بيئتي؟ ما التفاصيل التي تلفت انتباهي؟

2- استخدم حواسك عمدًا عندما تحاول تذكر شيء ما، وعلى سبيل المثال ارسم (أو ابحث عن) صورة تلتقط الفكرة، وقم بتمثيل حدث تاريخي لالتقاط الشعور أو المزاج.

3- عند الانخراط في موضوع أو مشكلة جديدة اسأل نفسك ما هي مصادر البيانات التي يجب أن أضعها في الاعتبار؟ وكيف يؤثر ما أواجهه على تفكيري؟

عادة العقل جمع البيانات بواسطة الحواس لدى الطلاب

يمكن أن يساعدك التعرف على الطرق التي يجمع بها دماغك المعلومات ويخزنها أثناء التعلم، وتدخل جميع المعلومات الخارجية إلى عقلك من خلال أحد هذه المسارات الحسية لشحذ الأداء العقلي: الذوق وحاسة الشم واللمس والحركية والسمعي والبصري، ويأتي معظم التعلم من البيئة من خلال الملاحظة أو الاستيعاب من خلال الحواس، ويمكن للطلاب استخدام استراتيجيات التي يستخدمها المعلمون لتنمية هذه العادة العقلية بالإضافة إلى استخدام طريقة دفتر الملاحظات وأسلوب التكبير أو التصغير.

عادة العقل جمع البيانات بواسطة الحواس لدى القادة

الدماغ هو الاختزال النهائي فتدخل جميع المعلومات إلى الدماغ من خلال المسارات الحسية: الذوقية والشمية واللمسية والحركية والسمعية والبصرية، ومعظم التعلم اللغوي والثقافي والمادي مشتق من البيئة من خلال الملاحظة أو الاستيعاب من خلال الحواس، كما إنّه يختزل العالم إلى أجزائه الأولية -فوتونات الضوء وجزيئات الشم والموجات الصوتية واهتزازات اللمس- التي ترسل إشارات كهروكيميائية إلى خلايا الدماغ الفردية التي تخزن معلومات حول الخطوط والحركات والألوان والروائح والمدخلات الحسية الأخرى.

يوفر التخزين متعدد الحواس وصولاً أفضل لاسترداد تلك المعلومات، ويوفر هذا مسارات دماغية متعددة يمكنها تنشيط المعلومات لمواجهة التحديات، وغالبًا ما يمتص القادة الذين تكون مساراتهم الحسية أكثر انفتاحًا ويقظة وتكون حادة والمزيد من المعلومات من البيئة، ويمكنهم أيضًا جمع البيانات من مصادر داخلية ومثل هوائيات المشي يتلقون ويسجلون التجربة المحسوسة لمن حولهم.

أهم استراتيجيات القادة والموظفين في جمع البيانات بواسطة الحواس

يعتمد القادة الفعالون بشكل استراتيجي على جمع البيانات من خلال جميع حواسهم من خلال:

1- الانخراط في موضوع أو مشكلة جديدة ويسألون أنفسهم: “ما هي مصادر البيانات التي يجب أن أضعها في الاعتبار؟ وكيف يؤثر ما أواجهه في تفكيري؟”

2- الاهتمام بالعالم من حولهم من حيث “ما الذي ألاحظه في بيئتي؟ ما التفاصيل التي تلفت انتباهي؟”

3- وتعمد استخدام حواس المرء عند محاولة تذكر شيء ما، فعلى سبيل المثال ارسم (أو ابحث عن) صورة تلتقط الفكرة، وقم بتمثيل حدث تاريخي لالتقاط الشعور أو المزاج.

4- استخدام لغة وصفية، حيث يكون نموذج القادة باستخدام الصور الحسية في اتصالاتهم لنمذجة وإلهام كتابة الآخرين في المنظمة.

5- ادعُ الآخرين لتوضيح أفكارهم، فيدقق القادة في تفكيرهم عن طريق سؤالهم عن الشكل الذي يبدو عليه أو يكون أو يشعر وما إلى ذلك.


شارك المقالة: