حجج مشكلة الإدراك في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تكمن مشكلة الإدراك في أنه إذا كانت الأوهام والهلوسة ممكنة، فإن التجربة الإدراكية كما نفهمها عادةً من خلال علم النفس تعتبر مستحيلة، حيث يتم تحريك المشكلة من خلال حجتين مركزيتين تتمثلان في الحِجَة من الوهم، والحِجَة من الهلوسة.

مشكلة الإدراك في علم النفس

تنشأ مشكلة الإدراك في علم النفس كمشكلة مماثلة للإشارة إلى الظواهر الإدراكية الأخرى مثل التباين المنظوري أو المظاهر المتضاربة، ففي تجربة الوهم أو الهلوسة، لا يتم تقديم موضوع ما بشكل مباشر مع كائن عادي، حيث يجب أن ينطبق نفس وصف التجربة على التجارب الحقيقية كما ينطبق على التجارب الوهمية أو الهلوسة.

وبالتالي لا يتم عرض الموضوعات بشكل مباشر مع الأشياء العادية، بما يتعارض مع العرض الواقعي المباشر، وبالتالي يتعارض مفهومنا العادي عن الخبرة الإدراكية؛ ونظرًا لأن الواقعية المباشرة يبدو أنها تتبع العرض الواقعي المباشر فإن الحِجَة في مشكلة الإدراك في علم النفس تتحدى الواقعية المباشرة.

إن تمثيل الحِجَج في هذا الشكل الأساسي للإدراك يمكنّنا من إبراز الحركتين الرئيسيتين بما يتم تسميته بالحالة الأساسية وخطوة الانتشار، ففي الحالة الأساسية في مشكلة الإدراك في علم النفس يتم البحث عن استنتاج حول التجارب الوهمية أو الهلوسة فقط في خطوة الانتشار، ويتم تعميم هذه النتيجة للحصول على الخبرة الإدراكية.

تعمل هذه الخطوة التعميمية على افتراضات الخلفية التي تقدم الادعاء بأن الشخص لم يتم تقديمه بشكل مباشر مع أشياء عادية في تجارب حقيقية، حيث تتم مشكلة الإدراك في علم النفس إذا لم يتم تقديم مثل هذا بشكل مباشر الأشياء حتى في التجارب الحقيقية.

حجج مشكلة الإدراك في علم النفس

تتمثل حِجَج مشكلة الإدراك في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الحجة من الوهم

بتطبيق الهيكل المعرفي لمشكلة الإدراك في علم النفس فإن الحِجَة من الوهم هي في التجارب الوهمية، حيث لا يتم تقديم أشياء عادية لنا بشكل مباشر، وفي نفس رواية التجربة يجب أن تنطبق على التجارب الحقيقية كما تنطبق على التجارب الوهمية، وبالتالي لا يتم تقديم أشياء عادية لنا بشكل مباشر.

بالانتقال إلى ما وراء الصياغة البسيطة يتم تقديم الحِجَة من الوهم في مشكلة الإدراك في علم النفس عادةً على أنها تتضمن بعض الخطوات، ففي الوهم يبدو للشخص أن شيئًا ما له صفة معقولة، والتي لا يمتلكها الكائن العادي المفترض أنه يتم إدراكه، وعندما يبدو للشخص أن شيئًا ما له جودة معقولة، فهناك شيء يتم تقديمه مباشرةً إلى هذه الجودة.

نظرًا لأن الكائن العادي المعني من خلال الفرضية ليس لديه صفات ذات جودة، فإنه يتبع ذلك في الوهم، ولا يتم تقديم هذا مباشرة مع الكائن العادي المفترض أنه يتم إدراكه، بحيث يجب أن ينطبق نفس رواية التجربة على كل من التجارب الحقيقية والخادعة، وبالتالي في التجربة الواقعية، لا يتم تقديم هذا الوهم مباشرة مع الكائن العادي المفترض أنه يتم إدراكه.

إذا لم يتم تقديم حِجَة الوهم في مشكلة الإدراك في علم النفس مباشرة مع الكائن العادي المفترض أنه يُدرك في تجربة حقيقية، فلن يتم تقديمها بشكل مباشر مع كائن عادي، وبالتالي لا يتم تقديم أشياء عادية لنا بشكل مباشر.

يعكس علماء النفس طرقًا بديهية للتفكير في التجربة الإدراكية، أو الافتراضات المعقولة، وهذا واضح بما فيه الكفاية مع المفهوم العملي للأوهام، ومثال للتوضيح هو الحالة التي يبدو فيها الجدار الأبيض أصفر بالنسبة لشخص دون الأخر في إضاءة غريبة، حيث تعكس فرضية البديهية القائلة بأنه إذا لم يتم تقديمنا بشكل مباشر مع الأشياء العادية التي يبدو أننا ندركها في تجارب حقيقية.

فلن يتم تقديم أشياء عادية بشكل مباشر على الإطلاق؛ لأنه سيكون من غير المعقول التخلي عن فكرة تقديمنا مباشرة للأشياء العادية التي يبدو أننا ندركها في التجربة الواقعية، مع التأكيد على أنه لا يزال بإمكاننا بطريقة ما تقديم أشياء عادية بشكل مباشر، بطريقة واحدة لتفسير هذا فإنه يعكس المطلب النوعي المشترك والمطبق على التجارب والأوهام الحقيقية.

علاوة على ذلك يعتقد العديد من علماء النفس أن حِجَة الوهم مدعومة بالاستمرارية بين التجارب الحقيقية والتجربة الوهمية، خاصة في حقيقة أنهم قد يشكلون سلسلة مستمرة حيث يتحولون إلى بعضهم البعض، وهذا يدعم الفكرة أن الاختلافات التجريبية بين الأوهام والمفاهيم الحقيقية هي اختلافات في الدرجة وليس النوع.

2- الحجة من الهلوسة

تعتمد حِجَة الهلوسة من حِجَج مشكلة الإدراك في علم النفس على احتمال حدوث الهلوسة كما هو مفهوم بشكل ظواهر إدراكية، حيث أنه مثل هذه الهلوسة ليست مثل الهلوسة التي يسببها الاضطرابات العقلية، ومن المفترض أن تكون مجرد أحداث محتملة، على سبيل المثال افتراض أن شخص يمتلك الآن تصورًا حقيقيًا عن الطريق المغطى بالثلج.

الافتراض بأن الهلوسة ممكنة يعني أنه يمكن أن يكون لديه تجربة لا يمكن تمييزها ذاتيًا، أي أنه لا يمكن للفرد تمييزها من قبل أو من الداخل من تصور حقيقي لساحة الأرض المغطاة بالثلوج، ولكن حيث لا يوجد في الواقع مقدمة هناك ليتم إدراكها، الادعاء بأن مثل هذه الهلوسة ممكنة مقبول على نطاق واسع ولكن لا جدال فيه.

الحِجَة من الهلوسة تتمثل في تجارب الهلوسة التي لا يتم تقديمها من خلال أشياء عادية لنا بشكل مباشر، حيث أنها تعبر عن حِجَج مشكلة الإدراك في علم النفس من حيث أنه يجب أن ينطبق نفس حساب التجربة على التجارب الحقيقية كما ينطبق على التجارب الهلوسة، وبالتالي لا يتم تقديم أشياء عادية لنا بشكل مباشر.

على عكس الحِجَة من الوهم فإن الحالة الأساسية في حِجَة الهلوسة لا تعتمد على المبدأ الهائل الذي يقع ببساطة مما يفترض أن تكون الهلوسة، ويمكن تفسير خطوة الانتشار من حيث المطالب العينية المشتركة، وتطبيقها على التجارب الحقيقية والهلوسة، حيث إن قبول المفهوم بهذه الطريقة يضع قيدًا على ما يمكن قوله حول طبيعة التجربة الحقيقية كل ما يمكن قوله كان من الأفضل أن ينطبق على الهلوسة أيضًا.

من خلال فهم حِجَة الهلوسة بهذه الطريقة، يمكننا أن نرى قوة مشكلة الإدراك بأنها حدسية وأنها جزء من مفهومنا العادي للتجربة الإدراكية، لكن ما يتناقض مع جانب آخر من مفهومنا العادي هو العرض الواقعي المباشر، وبالتالي فإن وضوح مفهومنا العادي عن التجربة الإدراكية صعبة.

في النهاية نجد ان:

1- حِجَج مشكلة الإدراك في علم النفس تتبين في معرفة المشكلة الإدراكية من الأساس، والتي تتضمن الإشارة إلى الظواهر الإدراكية مثل التباين المنظوري أو المظاهر المتضاربة، مثل تجربة الوهم أو الهلوسة.

2- حِجَج مشكلة الإدراك في علم النفس تنقسم لجزأين يتمثلان في حِجَة الوهم وحِجَة الهلوسة.


شارك المقالة: