تتأثر الحالة النفسية بالظروف التي يمر بها الأفراد والتي يجتازونها، إضافةً إلى الصعوبات والمشاكل، حتى الظروف الهادئة يمكن أن تلعب دور كبير في هذا الإطار. إنّ الأشخاص الذين يمتلكون الأمان الوظيفي غالباً ما يكونون أكثر تقبل للآخر وانفتاح على كل ما هو جديد، ينمو لديهم حب المغامرة والمخاطرة، فيقومون بتجربة كل ما هو عصري وغريب بالنسبة إليهم؛ لكسر الروتين الحياتي الذي يعيشونه في حياتهم اليومية والمهنية.
كيف تتأثر الصحة النفسية بالأمان الوظيفي
للأمان الوظيفي دور مهم في توفير التوازن النفسي والصحة النفسية لدى الأشخاص، إذ يعمل على توفير الفرص من أجل الشعور بالاستقرار، ذلك ينعكس على الحالة النفسية لديهم، إذ أنّهم يتمتعون بهدوء أكبر ويصبحون أقل عصبية وقلق، في الغالب يسبب غياب الأمان الوظيفي التوتر والقلق من المستقبل، ممّا يدفع بالأشخاص إلى البحث عن الاستقرار في العمل في مكان آخر.
يمكن أن يساعد الأمان الوظيفي على تحقيق السعادة، ممّا يجعل الموظفين أكثر راحة وتأقلم مع ذواتهم ومع الآخرين، هذا ما يزيد من قدرتهم على التمتع بحياتهم والتعرُّف على أشخاص آخرين، دون رؤية الحواجز التي تقف في طريق التواصل مع الآخر، التي قد تظهر في حال غياب الأمان الوظيفي الذي يتركهم في حالة من الضياع والانعزال عن المجتمع المحيط به.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الأمان الوظيفي يعمل على توليد الأمان الاجتماعي والاقتصادي، لذلك من يتمتعون بالأمان الوظيفي يكونون أكثر راحة في المحيط والحياة اليومية والواقعية، كذلك يمتلكون القدرة على التحكُّم بأعصابهم وتكون طباعهم أكثر ميلاً إلى الهدوء والاسترخاء، أمّا في حال كانوا يعانون من غياب الأمان الوظيفي، فهم عرضة للشعور بالخوف وعدم الاستقرار، يكونوا شديدي العصبية وردات فعلهم تكون عنيفة.
فك رموز الأمان الوظيفي
عندما يشعر معظم الموظفين بالتوتر والقلق بسبب عدم الاستقرار الوظيفي، فإنّ طريقة وسبب حدوث هذه المخاوف أمور تعود إلى تجربة الفرد الشخصية، إذ يعتمد القلق المرتبط بالعمل على طبيعة المهنة ودور الفرد ووضعه المالي، حتى على موقعه في الشركة، فمثلاً يتمتع العاملون في أوروبا بحماية صارمة فيما يتعلق بتقليص العمالة بالمقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة.
أمّا ببلجيكا يجب أن يمنح الموظفون الذين أمضوا ثلاث سنوات في العمل إشعار قبل ثلاثة أشهر على إنهاء خدماتهم مقارنة بما يقارب الأسبوعين في الولايات المتحدة.