اقرأ في هذا المقال
- طبيعة الحدس في علم النفس
- المعتقدات وطبيعة الحدس في علم النفس
- موثوقية طبيعة الحدس في علم النفس
- التبرير غير الاستنتاجي في طبيعة الحدس في علم النفس
يعتبر الحدس ظاهرة مثيرة للأداء العقلي غير التحليلي في علم النفس، حيث يشير الحدس إلى الأفكار التي تم التوصل إليها من خلال استشعار الحل دون أي تمثيل صريح له، وهذا يعني أن طبيعة الحدس يُفهم على أنها عملية قائمة على الخبرة والتدريجية.
طبيعة الحدس في علم النفس
هناك مواقف يتوصل فيها صانعو القرار إلى فكرة أو قرار ليس عن طريق الاستنتاج التحليلي للحل ولكن إما عن طريق استشعار الحل الصحيح دون القدرة على إبداء أسباب لذلك، أو من خلال تحقيق الحل فجأة دون التمكن من وضع تقرير عن عملية الحل، حيث سميت هذه الظاهرة بالحدس.
على الرغم من أن معظم الناس يعرفون ما هو الحدس حدسيًا، إلا أن المجتمع العلمي منقسم حول تعريفه بالإضافة إلى طبيعة الحدس، حيث تعتبر طبيعة الحدس في علم النفس هي عملية قائمة على الخبرة تؤدي إلى ميل عفوي نحو تفكير معين أو فرضية.
هناك جانب من المعالجة غير الواعية في طبيعة الحدس مما يعني أن الحدس يحدث مع القليل جدًا من الوعي حول العمليات المعرفية الأساسية بحيث لا يكون الناس في الغالب قادرين على الإبلاغ عنها، ومع ذلك يمكن جعل العمليات البديهية واعية جزئيًا أو كليًا في مرحلة ما من عملية إصدار الأحكام بأكملها، ومنها فإن المعالجة الحدسية ليست واعية أو غير واعية بشكل مباشر ولكن يمكن النظر إليها على أنها تعكس المعالجة المعرفية على هامش الوعي البشري.
هناك جانب من التلقائية أو عدم القدرة على التحكم في طبيعة الحدس، حيث تظهر المعالجة البديهية في شكل أفكار أو حدس عفوية وفورية لا يمكن التحكم فيها عن قصد بالطريقة التي لا يمكن استحضارها أو تجاهلها عن قصد.
تشير الطبيعة غير المقصودة للحدس إلى أن الحدس يأتي دون جهد متعمد، وبالتالي تم وصف المعالجة البديهية بأنها سريعة وسهلة، بالتالي هناك جانب من التجربة في طبيعة الحدس بحيث تعتمد المعالجة البديهية على المعرفة الضمنية التي تم اكتسابها دون اهتمام خلال حياة الشخص وبالتالي تغذيها، بالتالي تؤدي الجوانب التجريبية في طبيعة الحدس مجتمعة معًا إلى التجربة الذاتية للمعرفة دون معرفة السبب.
هناك جانب من بدء العمل في طبيعة الحدس حيث تؤدي العملية غير الواعية والقائمة على الخبرة وغير المقصودة أخيرًا إلى ميل قوي نحو حدس محدد، والذي يعمل بمثابة إشارة انطلاق قوية بما يكفي لبدء العمل، نتيجة لذلك يتصرف الأشخاص وفقًا لانطباعهم أو شعورهم البديهي.
تمشيا مع هذه الجوانب على الأساس التجريبي للحدس وذكر أن طبيعة الحدس قد يكون بالكاد ممكنًا بدون المعرفة والخبرات الموجودة مسبقًا، يعتبر التفاعل بين المعلومات المرئية للفرد من خلال الإدراك الحسي متنافرة بالنسبة لشخص رأى الكثير من المواقف ويتطلب منه التفكير في حلول مناسبة لها جميعًا.
تعتمد طبيعة الحدس في علم النفس على محتوى ذاكرة طويلة المدى محدد تم الحصول عليه بشكل أساسي من خلال الدراسة والتحليل والتفكير في عدد كبير من المواقف للفرد التي أدت إلى التعلم الترابطي وغير المراقب ومن ثم القيام بالربط بين هذه المواقف من خلال علاقات معيارية، فمن الممكن أن يكون للإشارات البيئية المختلفة قوة تنبؤية مختلفة فيما يتعلق بهذه المعايير من المعرفة ذات الصلة من الذاكرة.
المعتقدات وطبيعة الحدس في علم النفس
يربط بعض علماء النفس طبيعة الحدس بالمعتقدات أو بنوع من المعتقدات، فمن الواضح أن هناك رابطًا وثيقًا بين الحدس والمعتقدات في أن المرء يعتقد عادةً بمحتويات حدسه، ومنها فإن هذا الاعتقاد يكون بمثابة أن نوع محدد من القرارات ليس ضروريًا ولا كافياً للحدس الذي يقترحه تفكير الفرد من خلال التعارض بين معتقدات الشخص وحدسه.
من المعقول أن يقوم الفرد بوضع العديد من الأفكار والمعتقدات والفرضيات الخاصة بها بشكل بديهي، ولكن ليس كل منها يمكن أن يكون صحيحًا، إذا استنتج المرء طريقه إلى حل مرضي لمفارقة القرارات وحدد الافتراض الخاطئ فغالبًا ما يظل لدى المرء حدس مفاده أن الاقتراح المرفوض صحيح.
من ثم بافتراض أن معتقدات المرء في مثل هذه الحالة ليست متناقضة، يمكن للمرء أن يكون لديه حدس مفاده أن لديه معتقدات بينما لا يؤمن المرء بهذه المعتقدات ويمكن أن يكون لدى المرء اعتقاد بأنه يتوجب وجود معتقدات دون أن يكون لديه حدس أنها مناسبة للموقف الحالي.
في الواقع في مثل هذا التفكير يمكن للمرء أن يوقف الاعتقاد حول المجموعة المتناقضة بينما يظل كل منها بديهيًا بشكل حدسي وطبيعي، بشكل عام يبدو أنه يمكن للمرء أن يؤمن بشيء ما في أن بعض النظريات صحيحة بالنسبة له، وأن بعض الافتراضات المنطقية هي نظرية بالأصل، دون أن يكون لديه أي حدس بأن ما يعتقده ليس كافي للحدس.
موثوقية طبيعة الحدس في علم النفس
شكك علم النفس التجريبي مؤخرًا في مصداقية بعض حدسنا؛ نظرًا لأن الافتراض الواضح بذاته هو أحد الأشياء التي تبررنا حدسًا واضحًا في تصديقها، فإن هذه الشكوك تطرح التساؤل حول الادعاء بأن طبيعة الحدس يبرر في تصديقه، وبالتالي ما إذا كانت هناك أي افتراضات أخلاقية بديهية، ومنها تميل التجارب التي تلقي بظلال الشك على طبيعة الحدس إلى التركيز على حدسنا حول العمليات المعرفية خاصة.
يبدو أن مفهوم التبديل في موثوقية طبيعة الحدس يعبر عن حالة يتم فيها توقع النتيجة السيئة، ولكن ليس المقصود بالأسباب أن أو العمليات المعرفية أن تكون سيئة، لذا فإن إحدى الطرق لشرح الحدس المختلف في طبيعة الحدس هي بالإشارة إلى مبدأ التأثير المزدوج، لكن هذا التفسير غير مستقر بسبب أحد أنواع البديهيات المعرفية.
يبدو أيضًا أن حدسنا يخضع لتأثيرات التأطير من أجل الوصول لموثوقيته، على سبيل المثال يبدو أن طبيعة حدسنا يتأثر بما إذا كنا نصوغ السيناريو الخاص بنا من حيث المواقف أو السلوكيات، فإذا طُلب من الأشخاص التفكير في التبديل أولاً والعمليات المعرفية المتمثلة في التفكير الحسي ثانيًا، فإنهم يميلون إلى القول بأنه يجوز ترتيب الحالات التي تمثل حدس الناس ثم أخذ الأسباب للتوصل لنتيجة الحدس الصحيح.
التبرير غير الاستنتاجي في طبيعة الحدس في علم النفس
يدعي بعض علماء النفس أن النتائج من علم النفس التجريبي تظهر أن معظم معتقداتنا الأخلاقية خاطئة، لأنها تشكلت من خلال عملية غير موثوقة لطبيعة الحدس، حيث تقوم العملية غير الموثوقة على أساس حدس يتم تشويهه بشكل منهجي بواسطة عوامل غير ذات صلة أخلاقياً، مثل النظام أو الصياغة.
لا ينكر بعض علماء النفس أن بعض البديهيات الأخلاقية يمكن أن تبرر المعتقدات الأخلاقية في طبيعة الحدس، ولكن بالنظر إلى أن التبرير الافتراضي الذي قدمه الكثير منهم قد تم تقويضه من خلال عوامل مشوهة، فنحن بحاجة إلى التحقق من أن بعض الحدس ليس من بين تلك التي تم تقويضها قبل أن نأخذه لتقديم التبرير.