عادات العقل في التوازن النفسي والتواصل الاجتماعي الفعال

اقرأ في هذا المقال


عرف العلماء والباحثين العادات العقلية بأنّها عبارة عن عادات تقوم بإدارة العمليات العقلية وتقوم بتنظيمها وترتيبها وتحدد أولويات الأفراد، وذلك من أجل أن تساعده في تصحيح نمط حياته ويعد هذا رأي العالم الحارثي، في حين عرفها فتح الله بأنّها عبارة عن توجهات عقلية وأسلوب تصرف لدى الفرد نتيجة حبراته السابقة وطرق الاستفادة من هذه الخبرات، سعيًا منه لتحقيق مهمة وهدف معين وتكون هذه العادات سمة تميّز هذا الفرد، فكيف يمكن الاستفادة من الاتزان النفسي للفرد ومن تواصله الاجتماعي الفعال لبناء وتكوين عادات عقلية تعود إليه بالنفع والراحة.

علاقة بناء عادات عقلية بالتوازن النفسي

هناك مؤشرات لبناء عادات التوازن في الحياة منها:

1- التوازن بين العقل والعاطفة: هنا يجب عدم التحيز للآراء الشخصية والأمور التي يرى الشخص أنّها هي الأفضل في نظرة ولكن يجب الحكم على الأمور بطريقة منصفة ومتوازنة تمتاز بالصدق والعدالة.

2- التوازن بين العقل والحياة الخاصة: في هذا الجانب لا بد من الفصل الكلي بين ما يحتويه العمل من محاسن ومساوئ والحياة الخاصة، ويطبّق ذلك عن طريق ترك أمور العمل الإيجابية والسلبية بشكل خاص في المكتب أو مقر العمل، وإعطاء الوقت الكامل للأسرة والحياة الخاصة.

3- توازن الأهداف الكبيرة في الحياة: حيث إنّ الحياة عبارة عن دولاب يدور بعجلة مستمرة ووقودها الوقت تحتاج إلى أهداف يصعب في بعض الأحيان تحقيقها، لذلك يجب مراعاة التوازن في بلوغها والانتباه إلى عدم جعل أحدها يطغي بشكل كبير على الأخرى كأن تطغى الأهداف الشخصية على الأهداف الاجتماعية.

4- توازن الوسائل والآليات التي تحقق الأهداف: ويتم ذلك من خلال توزيع الوقت على الأهداف بطريقة متوازنة لإنجاز قائمة الأعمال اليومية.

وبذلك إذا تمكّن الفرد من فهم والوصول على هذه المؤشرات لبناء عاداته ليوازن عادات حياته اليومية، وداوم على فعلها حتى لو بصورة نسبية عند بداية القيام فيها، فأنّه بعد وقت ستثبت في عقل الفرد وسيقوم بممارستها بشكل تلقائي من دون بذل جهد ووقت منه بحيث سيعتاد على القيام بها، وهذا ما يحتاجه البشر في جميع ميادين الحياة على الصعيد الدراسي وعلى الصعيد العملي.

عادات العقل وبراعة التواصل الاجتماعي

في حياتنا اليومية نمارس المئات من عادات الإتصال الشخصية التي تشكلت على مدى طويل من الزمن، حيث منها ما يكون من عادات اتصال شخصية إيجابي ومنها ما يكون من عادات اتصال شخصية سلبية، وتقع معظم هذه العادات ضمن نطاق المهارات الأساسية للاتصال، حيث إنّ الهدف من أي اتصال مع طرف أخر لا يخرج عن ثلاث أمور هي الأخبار أو الإقناع أو الامتناع، وتتكون عناصر عادات الإتصال من ثلاث جوانب هي:

1-  جانب السمات الشخصية بطرفيها والتي تكون إما سمة شخصية وراثية وسمة شخصية مكتسبة، وعلى سبيل المثال من هذا العنصر هو سمة الثقة بالنفس وسمة الصبر وسمة الشجاعة وسمة قوة الشخصية وسمة الحلم والقدرة على فهم واستيعاب الغير ملتزمين والمخالفين.

2- استعمال المهارات اللغوية مثل تعلم آداب الإتصال وتعلم فنون القراءة والكتابة.

3- استخدام لغة الإشارة أو ما يطلق عليها بلغة الجسد، ويقصد هنا بلغة الإشارة هو كل ما يصدر عن الجسم من حركات وإيماءات من مثل طريقة الجلوس وحركة العيون وحركة الأيدي والابتسامة بأنواعها وما إلى ذلك من الحركات والإيماءات.

فعادات اتصالات الفرد بالأخرين هي بين أمرين حيث إذا تم تطويرها وأصبح الأفراد جيدين فيها فأنّها تساعد في رفع فعالياته الاتصالية أو تسوء فتفسد هذه الفعالية.

خطوات الإتصال الفعال

كما أنّ هناك بعض الخطوات التي تجعل من الفرد يمتلك عادات اتصال فعاله وهي كما يلي:

1- أن يحدد الفرد الهدف من الاتصال ومدى أهميته.

2- أن يقوم الفرد بتوسيع دائرة تفكيره عن طريق زيادة المعلومات عن الموضوع المراد الاتصال من أجله، حيث هذا سيمكنه من الإحاطة بكافة جوانبه و سيكسبه الثقة التامة بقدرته على إدارة الحوار.

3- أن يقوم الفرد بالاستماع بدقة واستيعاب الرسالة التي يقوم الأخرين بنقلها إليه.

4- أن يقوم الفرد بتصميم رسالته التي ينوي ايصالها إلى الأخرين بناءًا على ما يحمله الطرف الآخر من خلفية
معرفية، لكي يكون الإتصال جيد ويدور في الاتجاه المطلوب، ولكن عكس ذلك سيكون الإتصال عقيم ويدور في عالم الفوضى.

5- أن لا يخاف الفرد من قول والاعتراف بعدم معرفة أمر ما أو طرح الأسئلة أو أنّه لا علم لديه بموضوع معين،  والخوض في فكرة لوم النفس وجلدها بأنّه جاهل ولا علم لديه ومعرفة.

6- من أهم الخطوات المهمة في التواصل الفعّال وتطويره هو مهارة طرح الأسئلة وطرح الأفكار في الوقت والمكان المناسب وللشخص المناسب.

7- أن يكون الفرد واضحّا ومحددًا عن ماذا سيتحدث عنه وأن يبتعد ويتجنب الحديث بشكل عام أو الخوض في الحديث الغامض.

8- أن لا يشغل الفرد تفكيره وذهنه في أمور تخرج عن موضوع الإتصال.

9- أن يحرض الفرد على أن يكون حسن المظهر فهذا يساعد ويدعم ما يقوله ويزيد من فعالية الإتصال.


شارك المقالة: