في الأساليب التعليمية التي تجمع بين مبادئ التعلم السلوكي والنهج البنيوي للغة مثل الطريقة الصوتية واللغوية كان تكوين العادات هو الشغل الشاغل، فكان يعتقد أنّ تعلم القواعد يتم من خلال عملية تكوين العادات اللفظية، وتم إنشاء العادات من خلال تكييف التحفيز والاستجابة مما أدى إلى الإفراط في تعلم الأنماط النحوية للغة، وتم تعريف تكوين العادة من قبل معلمي اللغات الأجنبية المعاصرين على أنّه إنتاج استجابات لغوية للمنبهات عن طريق التقليد والتكرار في نمط الحفر، فحسب وجهة نظر بلومفيلد يعد تعلم اللغة هو الإفراط في التعلم -أي العادة اليومية- حيث أي شيء أقل لا فائدة منه، وفي مواجهة اتهامات مناهضة الفكر دافع لادو عن هذا النهج باعتباره مفيدًا في إنشاء استجابات تلقائية للمشكلات منخفضة المستوى مما حرر المتعلم من التركيز على قضايا أعلى.
كيف ينتج الدماغ البشري اللغة
ينتج الدماغ البشري اللغة عن طريق تعلم لحن اللغة وتعلم اللحن هو الخطوة الأولى التي يتخذها حتى الأطفال في تطوير اللغة من خلال الاستماع إلى أشخاص آخرين يتحدثون، وأظهرت الأبحاث التي أجريت على لحن صرخة الأطفال حديثي الولادة أنّ الأطفال يولدون بالفعل وهم يعرفون صوت ولحن لغتهم الأم، فتتيح لهم هذه المعرفة التحدث باتباع النمط اللحني للغة، وقد لا يتمكن الأطفال من التحدث بالكلمات ولكن البكاء يظهر نغمة معينة.
قدمت الدراسة البيانات التي تم جمعها من الأطفال حديثي الولادة الألمان والفرنسيين، والتي اكتشفوا فيها أنّ الأطفال الفرنسيين يظهرون نغمة صرخة منخفضة الشدة في البداية ثم ترتفع ببطء بينما يبكي الأطفال الألمان بشدة في البداية ثم يسقطون، ووجد الباحثون أنّ ألحان الصرخة تشبه أنماط إجهاد الكلام باللغتين الفرنسية والألمانية، ففي اللغة الألمانية يشدد الألمان على الكلمات في البداية، وفي المقابل تحتوي اللغة الفرنسية على كلمة في النهاية.
أوضحوا كذلك أنّ الأطفال يتعلمون اللغة قبل ثلاثة أشهر من الولادة عندما تكون آذانهم قد نمت بالفعل، ويسمعون صوت والدتهم والأشخاص الآخرين يتحدثون، وهذا يثبت أنّ الاستماع هو الخطوة الأولى في تعلم اللغة وإنتاجها، وستلعب أجزاء أخرى من الدماغ دورها في فهم الكلمات والجمل وفي إنتاج الأصوات، وسوف تتطور مهارات اللغة والتواصل بشكل أكبر من خلال الانخراط في التحدث والقراءة.
اللغة كعادة
اللغة هي عادة حيث أنّ لتغيير عادة علينا أن نلاحظها، واللغة هي عادة سلوكية فتعلم لغة أخرى يشبه تعلم بعض العادات السلوكية لثقافة أخرى، وإذا لم تلاحظ هذه العادات فلا يمكنك تعلمها أو اكتسابها، فإذا كنت تتحدث بصوت عالٍ جدًا أو تأكل دائمًا وفمك مفتوحًا فإنّ الخطوة الأولى نحو تغيير هذه العادة هي ملاحظة أنك تتصرف بهذه الطريقة وأن الآخرين يتصرفون بشكل مختلف.
حتى في المرة الأولى التي يتم فيها الإشارة إلى ذلك قد لا يكون كافياً لجعلك تلاحظ قيامك بذلك ناهيك عن تغييره، ومن المحتمل أن تستمر في التحدث بصوت عالٍ أو تناول الطعام وفمك مفتوح، ومع ذلك عندما تبدأ في ملاحظة أنك تفعل ذلك يمكنك في الوقت المناسب تدريب نفسك على تغيير عادتك، فتعلم اللغة يشبه ذلك إلى حد ما، حيث تحتاج إلى ملاحظة ما يحدث بلغة جديدة من أجل اكتساب هذه العادات اللغوية الجديدة بافتراض أنك تريد ذلك.
أفضل 7 عادات لتعلم اللغة
هل تريد إتقان لغة؟ تعلم من الأفضل ففيما يلي أهم 7 عادات يتبناها متعلمي اللغة الناجحين ليصبحوا معلمو لغة في نهاية المطاف، وسواء كنت تريد أن تصبح كاتبًا مستقلًا ناجحًا أو مديرًا تنفيذيًا لشركة تقنية كبرى أو خبيرًا في تعلم اللغة فهناك الكثير الذي يمكنك تعلمه من الأشخاص الناجحين الآخرين، وبصرف النظر عن الدافع والمثابرة والعمل الذكي يتبنى الأشخاص الناجحون عادات معينة.
عادة النشاط والاستباقية
متعلمي اللغة الناجحين استباقيون فإذا كنت تريد أن تنجح في تعلم اللغة فأنت بحاجة إلى أن تكون استباقيًا ونشيط، ولا شيء يأتي لمن ينتظر، وهذه هي العقلية التي يتقنها متعلمي اللغة الناجحين، لذا وجب اتخاذ إجراءً بعمل خطة فلا يجب العمل بشكل أعمى بدون خطة حيث يعد وجود خطة أمرًا مهمًا لأنّه أساس نجاح تعلم اللغة، ولكن ما يوصى به هو أنه يجب عدم إضاعة الكثير من الوقت في التفكير -لأنّ الكثير من ذلك- يؤدي فقط إلى التسويف، ولا شيء يحدث عندما يماطل المرء.
ابدأ في اتخاذ الإجراءات من خلال تطوير فهم واضح لسبب رغبتك في تعلم اللغة، وسيكون لماذا هو حافزك عندما تصبح الأمور صعبة، ثم انتقل إلى أهداف تعلم اللغة الخاصة بك وقم بإنشاء جدول زمني، فسيساعدك هذا في بناء هذا الأساس وإذا كنت قد جندت مدرسًا فتفاعل معه، واطرح عليهم أسئلة لمعرفة ما تحتاج إلى تحسينه، ولا تخف من ارتكاب الأخطاء فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستتعلم بها.
جعل تعلم اللغة عادة يومية
التعلم بنهم هو شيء تفعله عندما تدرس لامتحان -هذا على الأقل ما أفعله أو فعلته في الماضي- ولكن بالنسبة للكثيرين لا توجد راحة في الموعد النهائي عندما يتعلمون لغة بأنفسهم، وما لم يكن بالطبع فإنّهم يصنعونها بأنفسهم وفي كلتا الحالتين كلما مارس المرء أكثر كلما حصل على الأفضل، فيتدرب يوميًا -حتى لو كان 15 دقيقة يوميًا- ومع مرور الوقت تتراكم تلك الحركات الدقيقة.
دمج تعلم اللغة في أسلوب الحياة
إذا كان المرء محظوظًا بما يكفي لأنّ لديه الكثير من وقت الفراغ فسيكون من السهل إدراج تعلم اللغة اليومي في جدوله الزمني ولكن الكثيرين ليسوا محظوظين، وربما كان المرء من أولئك الذين لديهم أسلوب حياة مزدحم؟ وغالبًا ما يكون آخر شيء يريد القيام به بعد يوم طويل من العمل هو تعلم لغة جديدة، والأسوأ من ذلك إذا بدأ في إجبار نفسه على التعلم فقد يبدأ في الاستياء من ذلك، والحل هو في إدخاله في جدول المرء اليومي، فعلى سبيل المثال في تنقلاته إلى العمل أو عندما ينتظر اجتماع العميل.
فهم طريقة التعامل بشكل أفضل
يتعلم المرء بشكل أفضل عندما يختار طريقة التعلم والمحتوى الصحيحة، لذا يوصى بمشاهدة البرامج التلفزيونية وقراءة الكتب والاستماع إلى الصوت باللغة المستهدفة حول الموضوعات التي تهم المرء، واختيار المحتوى الذي يتناسب مع اهتماماته وبالتالي سيمنحه الحافز المطلوب لمواصلة التعلم عندما لا يشعر بالرغبة في ذلك، كما إنّه جزء من مبدأ الالتزام وهو أحد الركائز الثلاث لتعلم أي لغة جديدة.
إعطاء الأولوية لمواد تعلم اللغة
بصرف النظر عن معرفة كيف يتعلمون بشكل أفضل فيجعل معلمو اللغة عادة اختيار المواد التعليمية ذات الصلة فقط، كما إنّ وجود عدد كبير جدًا من الأشياء لن يؤدي إلّا إلى إرباك المرء، لذا يوصى باختيار القليل منها والعمل من بينها، وكلما اكتسب المرء المزيد من الثقة يمكنه دائمًا إضافة تلك المواد.
المراجعة بانتظام
من المرجح أن يتذكر المرء الكلمات والأفكار والمفاهيم من خلال جعل مراجعة المواد عادة ملازمه له، ونصيحة هنا هي مراجعة جميع مواد اليوم السابق قبل بدء تعلم مادة جديدة، وأولاً يجب البدء بكتابة كل ما يتذكره المرء من اليوم السابق، وثانيًا ممارسة أو دراسة كل ما لا يتذكره، ووضع في الاعتبار قراءة الأشياء بصوت عالٍ والتحدث إلى نفسه حيث إنّ هذا مفيد.
الغمر
يعرف متعلمو اللغة الناجحون أنّ أفضل طريقة لتعلم أي لغة جديدة هي من خلال الانغماس وليس بجعلها سرًا، حيث يتيح الانغماس فهم الفروق الدقيقة للغة التي لا يمكن للمرء فهمها بطريقة أخرى، والحقيقة هي أنّ المرء ربما لن يكون قادرًا على السفر إلى البلد والانغماس في ثقافتهم، ولكن يمكنه العثور على شريك لغوي والتواصل مع متحدثين أصليين من خلال تطبيقات اللغة أو عبر الإنترنت.