أغلب الأشخاص لديهم سلوكيات معتادة سيئة ويرغبوا في التخلص منها، نتيجة أثارها السلبية، وقد تكون هذه السلوكيات المعتادة أيضًا من العوامل المسببة لعدد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، ومن المهم الانتباه إلى هذه السلوكيات التي تحبط محاولات الشخص في المحافظة على الصحة النفسية، والمحاولة بكل جهده تغييرها وتخطيها.
عادات سلبية مؤذية الصحة النفسية
الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية
إن نمط الحياة الخامل وقلة ممارسة الرياضة يتسبب في زيادة الوزن وأمراض القلب والأوعية ومشاكل في الصحة النفسية كذلك، ويتضمن ذلك عدم ممارسة الرياضة بصورة منتظمة أو ممارستها إلى حد الإرهاق أو بصورة خاطئ أو الانغماس في شكل واحد من التمارين وعدم تغييره، وربما من الأنسب استشارة مختص للمساعدة في تحديد نوع التمارين الرياضية الملائمة لجسم الشخص وحالته الصحية العامة.
البحث المستمر عن الكمال
إن يسعى الشخص دائمًا للقيام بأفضل ما يمكنه لتحقيق الأهداف أمر طبيعي، وقد يحفز هذا على تحقيق إنجازات هامة في حياته، فإن القيام بشيء بأسلوب مثالي، يرفع من فرص الشخص في النجاح، إلا أن طلب الأفضل في كل شيء قد يؤثر بشكل سلبي على الشخص.
والسعي نحو الكمال قد يكون سلبي يشمل وضع أهداف لا يمكنه الوصول إليها والتركيز على الأخطاء فقط واستعمال هذا للإحساس المستمر بعدم الفائدة، أما النوع الإيجابي يساعد الشخص على تحقيق الأفضل من خلال وضع أهداف منطقية، وعدم الاهتمام للفشل واستخدامها كفرصة للتطور.
الإحساس المستمر بالذنب أو النقص
يدفع الندم والإحساس بالذنب تجاه خطأ ارتكبته إلى عدم ارتكاب هذا الخطأ مرة أخرى، لكن هذا يختلف مع حالة جلد الذات والإحساس المستمر بالذنب والذي يبدأ عادة في مرحلة الطفولة، ويرتفع مع التقدم في العمر، فقد يتضمن إحساس الشخص بالذنب ترك العائلة ليذهب إلى العمل أو العكس أي ترك العمل والعودة إلى العائلة والفشل في تحقيق التوازن في حياته.
بالإضافة إلى تهويل المشاكل أو لوم الشخص نفسه تجاه أي خطأ أو مشكلة تحصل حتى لو لم يكن لك أي علاقة بها أو لوم نفسه لمجرد ارتكاب خطأ بسيط وعدم مسامحة الذات، ويفضل في هذه الحالة استشارة المعالج النفسي لمساعدة الشخص بالتخلص من لوم الذات بصورة دائمة، وهو الأمر الذي يمنع الشخص من التركيز على أي ناحية من نواحي حياته.
الاستخدام المبالغ فيه لوسائل التواصل الاجتماعي
أشارت إحدى الدراسات إلى أن هذا السلوك يزيد من القلق وقلة احترام الذات عند المراهقين، لذا يعد ذلك خطر على الصحة النفسية، ويوجد تناسب طردي بين الاستعمال الزائد للكثير من منصات التواصل الاجتماعي وازدياد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، وقد يكون من الأفضل تحديد موعد راحة بين الحين والآخر للتخلص من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية على الصحة النفسية.
عدم الحصول على مدة كافية من النوم
يعتبر النوم من الأمور التي تود الجسم بالطاقة الجسدية والنفسية؛ وذلك لأنه يقوم بتزويد الدماغ والجسم فرصة للقضاء على صعوبات النهار والاستعداد لليوم التالي، والنوم الذي يتميز بعدم الانتظام والراحة يصيب الشخص بشعور بالغضب والتوتر وقلة التركيز والطاقة، وقد يدمر هذا الصحة النفسية.
ومرضى الاكتئاب يعانون من الأرق، إذ إن أكثر من نصف حالات الأرق تتعلق بالاكتئاب والقلق والتوتر النفسي بصورة مباشرة، ويظن الباحثون أن نقص النوم يؤدي إلى مشاكل نفسية، لذلك فإن علاج اضطرابات النوم تمسح المظاهر النفسية الناجمة عنه، ومن أنماط النوم السيئة، النوم لفترة قصيرة، وتناول الكافيين بكميات كبيرة، واستعمال الهواتف الذكية قبل الذهاب إلى النوم مباشرة.
التفكير السلبي والندم على الماضي
تخطر الأفكار السلبية على بال الأشخاص جميعًا من فترة لأخرى، لكن تبنى هذه الأفكار بصورة مستمرة يؤدي لحدوث الاكتئاب والقلق، ويخلق الكثير من العوائق أمام النجاح، وإن التخلص من التفكير السلبي قد يكون الخطوة الأولى للانطلاق نحو إنجاز الأهداف والسير بالطريق الصحيح.
والندم هو إحساس طبيعي في حال كان ضمن حدود معينة، لكن ينبغي ألا يتحول إلى عادة؛ لأن الندم على الماضي وعيش ذكرياته باستمرار يحول الندم إلى تساؤلات وشكوك مستمرة قد تسبب القلق والاكتئاب ومشاكل في النوم ومشاكل في التركيز، كما تشير إحدى الدراسات إلى أن ذلك قد يؤثر على الصحة الجسدية أيضًا.
وفي النهاية يمكن القول بأن عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية فإن السلوكيات التي تم ذكرها هي العدو الأسوأ للشخص، وإن التخلص منها يحتاج إلى الوقت، ولكن بالإصرار والممارسة يمكن أن يتعلم الشخص سلوكيات جديدة لتُحسن من صحته النفسية والتغلب على كل الاضطرابات والمشاكل التي يعاني منها.