علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تهيمن على الأخلاق المعيارية المعاصرة علاقة الحكم الأخلاقي والدافع من خلال تيارات تتمثل في الأخلاق الأخلاقية والعواقبية وأخلاق الفضيلة؛ نظرًا لأنها ترفض الحسابات القائمة على قواعد الأخلاق، وتولي أخلاقيات الفضيلة اهتمامًا خاصًا لقدرتنا على تكوين أحكام أخلاقية، وتُفهم على أنها قدرة لا يمكن اختزالها إلى معرفة افتراضية.

علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس

تلعب علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس دورًا مهمًا بشكل خاص في الأخلاق العواقبية؛ لأن القرارات الأخلاقية تستند إلى تقييم غير شخصي وموضوعي لعواقب الأفعال، من ناحية أخرى تتميز علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس بامتياز للأخلاق الواجبة بتفسير صارم ومقيّد للدوافع الأخلاقية، إنه يعترف بالدافع الأساسي وهو احترام القانون الأخلاقي، لكنه ينكر القيمة الأخلاقية للعوامل التحفيزية الأخرى.

والتي يتم تجميعها بشكل عام تحت مفهوم الميل أو الدافع، على العكس من ذلك لا تدرك أخلاقيات الفضيلة أهمية دوافع الفعل فحسب، بل تقدم أيضًا وصفًا ثريًا للدوافع الأخلاقية، والأفكار أو الرغبات أو المشاعر لها قوة تحفيزية وتلعب دورًا حاسمًا في التقييم الأخلاقي للأفعال، حيث يمكن للمرء حتى أن ينسب التعددية التحفيزية إلى الأخلاق الفاضلة.

في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس يمكن اعتبار أخلاقيات الفضيلة أخلاقيات التناغم، بمعنى أنها تحاول التوفيق بين حياتنا العاطفية والجانب العقلاني للطبيعة البشرية، على عكس ما يعرف انفصام النظريات الأخلاقية الحديثة، تتجنب أخلاقيات الفضيلة الفجوة بين دوافع الفاعل وأسبابه، ومنها يجب أن نتأثر بقيمنا الرئيسية ويجب أن نقدر ما تسعى إليه دوافعنا الرئيسية هذا الانسجام هو علامة على الحياة الطيبة لعلاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس.

تصور أرسطو المدافع التاريخي الرئيسي عن علم النفس الأخلاقي، بأن الأخلاق على أنها نزعة إلى الفعل، وقدرة إدراكية وقوة لتنظيم المشاعر، ومع ذلك لم يكن واضحًا تمامًا بشأن الطبيعة السليمة للعلاقة بين علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس، ويؤدي عدم التحديد هذا إلى تضارب في التفسيرات الذين يجادلون بأن الفعل البشري له مصدره في الرغبات، ليس في العقل في حين يؤكد خصومهم على دور العقل والحالات المعرفية في الدافع الأخلاقي.

نيابة عن التفسير للعلاقة بين الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس من المعتاد اقتباس مقاطع الهدف، حيث يؤكد أرسطو أن أهداف أفعالنا يتم تقديمها من خلال الفضائل الأخلاقية وأن المداولات الأخلاقية تنعكس فقط على الوسائل التي تؤدي إلى تلك الغايات.

في الواقع لا تشكل هذه المقاطع دليلًا حاسمًا على تفسير ديفيد هيوم لأرسطو، حيث أنه من المعقول المجادلة بأن المداولات على الرغم من الابتعاد عن الغايات المحددة سابقًا، تلعب دورًا حاسمًا في التحديد لهذه الغايات.

الفضيلة الأخلاقية في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس

صحيح أن أرسطو يقول إن الحكمة العملية تعتمد على الفضائل الأخلاقية، لكن العكس هو الصحيح أيضًا، فمن ناحية النظر في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس تتطلب الفضيلة الأخلاقية العقل؛ لأن الفضائل هي تصرفات معنية بالاختيار وكاذبة في وسيلة نسبية لنا، ويتم تحديد ذلك من خلال العقل والطريقة التي يحددها رجل الحكمة العملية.

من ناحية أخرى تتعاون الفضيلة الأخلاقية مع العقل الصحيح الذي توفره علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس؛ ولهذا السبب لا توجد فضائل أخلاقية بدون حكمة عملية، ونفس القدر من الأهمية هو التمييز الأرسطي بين الفضيلة الطبيعية، كما يظهرها الأطفال على سبيل المثال، والفضيلة بالمعنى الصحيح والتي تتطلب التفكير.

يبدو أن تفسير العالم ديفيد هيوم عن الفضيلة الأخلاقية في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس البحت خاطئ ببساطة، لكن هناك تفسيرات معتدلة أو شبيهة بها ومن الأمثلة على ذلك تقبل أن المداولات التي وضعها أرسطو لا يمكن اختزالها في التفكير الأدائي أو حسابات الوسيلة والغايات، حيث أن المداولات هي عملية جعل غاية غير محددة محددة بما يكفي للتصرف بناءً عليها.

مع ذلك يعد هذا تنازلًا جوهريًا للغاية من وجهة نظر ديفيد هيوم مما يجعل تسمية الشبه في الفضيلة الأخلاقية مشكوكًا فيها، التي تحاول التقليل من أهمية دور العقل في التربية الأخلاقية، وتدعي بقوة أن محتوى غاياتنا تمليه بالكامل تنشئة الفرد وشخصيته غير العقلانية، لكن هذا ليس تفسيرًا خيريًا ومن الصعب للغاية التوفيق بين هذا الادعاء مع ملاحظة العمليات العادية للتنشئة الأخلاقية، والتي غالبًا ما تنطوي على مبررات أو عرض الأسباب.

اقترح علماء النفس سردًا لأخلاقيات الفضيلة مستوحى من أرسطو، يرفض الحديث بين الإدراك والإرادة، إذا قبلنا كما ينبغي أن تنمية الفضائل ليست مجرد عملية تكييف أخلاقي، ولكنها تتضمن إعادة صياغة عبارة مشهورة من لعبة العطاء وطلب الأسباب، فإننا نصل بطبيعة الحال إلى مفهوم الفضيلة كنزعة تجمع بشكل لا ينفصم بين العوامل المعرفية والإرادية في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس.

الإدراك الأخلاقي في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس

توفر فكرة الإدراك الأخلاقي سببًا مهمًا آخر  ي معرفة علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس؛ وذلك لرفض الانقسام المعرفي الإرادي، وفقًا لوجهة نظر الإدراك الأخلاقي يتكون العالم من حقائق خاملة أخلاقيًا والتقييمات الأخلاقية لها مصدرها في مشاعرنا؛ نظرًا لعدم وجود حقيقة أخلاقية يمكن اعتبار فكرة الإدراك الأخلاقي بحد ذاتها خطأ فئة.

تختلف الأشياء في أخلاقيات الفضيلة في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس؛ لأنه من الممكن إظهار كيف تؤثر تجربة الحياة وتنشئة الفضائل على إدراكنا للعالم، من ناحية أخرى فإن التنشئة الأخلاقية للفاعلين الفاضلين وتعليمهم هي عملية يحصلون من خلالها على معرفة بالعديد من المواقف ذات الصلة، وبالتالي إطارًا تفسيريًا من شأنه أن يشكل تصورًا لمواقف مماثلة في المستقبل.

من ناحية أخرى فإن الفضيلة الفكرية تستفيد الحكمة العملية أيضًا من خبرة الوكيل الفاضل، مما يمكّنها من تحديد الجوانب الأخلاقية ذات الصلة بالموقف، إنها مرتبطة بقدرات مثل الفهم أو التمييز، وهي قدرات تمييزية، ويساهم في قراءة التفاصيل ذات الصلة للموقف الذي يمر به المرء من خلال النظر في وجهات نظر الوكلاء الآخرين.

ينطوي على الحكم على ما يقوله الآخرين في الإدراك الأخلاقي في علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس لا سيما فيما يتعلق بأفعالهم أو مشاعر شخص آخر، فهي التمييز الصحيح للعادل أن الشخص المنصف هو شخص ذو مسامحة، لكن الفهم المناسب يجب أن يأخذ أيضًا في الاعتبار تحليل فضيلة الإنصاف في نهاية الأخلاق، حيث يتم تقديمه باعتباره القدرة.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- علاقة الحكم الأخلاقي والدافع في علم النفس تتمثل في قدرة علماء النفس وغيرهم الفلاسفة في تفسير الأحكام الأخلاقية من خلال مفهوم الفضيلة الأخلاقية.

2- هناك دور للإدراك الأخلاقي في توضيح العلاقة بين الحك الأخلاقي والدافع في علم النفس.


شارك المقالة: