المراحل التي يمر بها الفرد عند مواجهة صدمة كبيرة مثل خسارة شخص قريب، أو خسارة مبلغ كبير، أو أن يتم تشخيصه بالإصابة بأحد الأمراض المزمنة، أو التعرض لصدمة عاطفية، جميعها تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للفرد، وتتفاوت مدة وشدة كل مرحلة، من شخص إلى آخر، وتوجد عدة أساليب يمكن اتبعاها لتجاوز هذه الصدمات.
ما هي مراحل الصدمة
1- الإنكار، الحزن يعد من المشاعر الشديدة، ومن غير الطبيعي تعامل الفرد مع المشاعر الشديدة والصادمة وكأنه لا يجود عواقب لها أو أنه لا يوجد أي تحوّل، وإنكار الضيق يمنح المدة اللازمة لتقبل الخبر بصورة تدريجية وإمكانية علاجه، والإنكار هي وسيلة دفاعية تساهم في التقليل من شدة الحدث.
2- الغضب، مرحلة الإنكار تعد وسيلة للتكيف، والغضب يخفي الأحاسيس العديدة والألم الداخلي، قد يتم إعادة توجيه هذا الغضب لشخص آخر، مثلاً الشخص الذي يعاني من صدمة وجدانية عنيفة يمكن أن يوجه غضبه إلى الأشياء الجامدة، في الوقت الذي يستوعب الذهن أن الهدف من الغضب ليس هو اللوم، فإن مشاعر هذه اللحظة لتراكمات قديمة وكانت مكبوتة، قد يخفي الغضب نفسه في مشاعر مثل الاستياء، قد لا يكون ظاهر في صورة غضب، لن يفهم الجميع هذه المرحلة، وقد يستمر البعض فيها، ومع هذا مع تقليل شدة الغضب قد يفكر الشخص بصورة عقلانية بما يخص تجربته، ويشعر بالعواطف التي كنت تحفزه لهذا السلوك.
3- التفاوض، خلال الشعور بالحزن، قد يشعر الفرد بالضعف والعجز، في فترة المشاعر القوية من غير المعتاد أن يقوم الفرد بالبحث عن كيفية استرجاع التحكم في نتيجة حدث معين، هذه المرحلة تعد هي خط دفاع ضد المشاعر الحزينة، وتساهم في تأجيل الحزن والارتباك وكذلك الأذى، إقناع العقل الباطن بأنه يمكن التعامل مع الصدمة.
الاكتئاب، يبدأ الاكتئاب باعتباره المرحلة الهادئة من الحزن، في الفترة الأولى من الخسارة، قد يبتعد الفرد عن مشاعره ويحاول أن يبقى متقدم عليها، ومع هذا في هذه المرحلة، قد يصبح الشخص بإمكانه تجميع نفسه والعمل بها بأسلوب أكثر فاعلية، يمكن كذلك أن يعزل الفرد ذاته عن الآخرين من أجل التكيف الكامل مع الخسارة.
القبول، هذا لا يدل أن الفرد تجاوز الحزن أو الخسارة ومع هذا، فإنه يدل أن الفرد قد تقبل ووصل إلى إدراك ما سيقوم به في حياته الآن، قد ينتابه شعور أنه مختلف للغاية في هذه المرحلة، ويوجد تحول كبير في الحياة، وهذا يقلب الإحساس تجاه الأشياء، لمعرفة أنه قد يكون هناك أيام جيدة أكثر من الأيام الصعبة، ولكن يمكن أن تبقى هناك أيام صعبة.
كيفية تجاوز الصدمة والتعامل معها
التحرك
ينجم عن الصدمة تعطيل في التوازن الطبيعي للجسد، مما يؤدي في التجمد لفرط التوتر والخوف، بالإضافة إلى حرق الأدرينالين وإفراز الإندورفين وهو ما يساعد على التمارين والحركة مما يقوي الجهاز العصبي، والسعي إلى ممارسة الرياضة لحوالي نص ساعة أو أكثر في معظم الأيام.
عدم الانعزال
بعد وقوع الصدمة، قد يريد الفرد الانسحاب عن الآخرين، لكن العزلة تزيد من شدة الأمور أكثر، سوف يساهم التواصل مع الآخرين وجهًا لوجه على الشفاء السريع، لهذا ينبغي بذل جهدًا للحفاظ على العلاقات، والابتعاد عن قضاء المزيد من الوقت في العزلة.
التنظيم الذاتي للجهاز العصبي
بغض النظر عن نسبة الشعور بالضيق أو القلق أو الحزن من الضروري أن يدرك الفرد أنه يمكن تغيير نظام الإثارة للجسد، وتهدئة الذات الداخلية، لن يساعد هذا فقط في التقليل من القلق المتعلق بالصدمة، ولكنه سوف يخلق كذلك شعور بالقدرة على السيطرة.
الاهتمام بالصحة
إن تمتع الفرد بصحة سليمة قد يزيد من قدرته في التعامل مع ضغوطات الصدمة، لهذا ينبغي الحصول على قسط كافي من النوم، بعد الصدمات القاسية، فإن القلق أو الخوف قد يؤدي إلى خلل في أنماط النوم، وإنما قلة النوم الصحي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة وتجعل من الصعب المحافظة على التوازن الوجداني، الاستلقاء إلى النوم والنهوض في نفس الوقت كل يوم والحرص على من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.
نظام غذائي متوازن
سوف يساهم تناول وجبات صغيرة ومتوازنة أثناء اليوم والمحافظة على طاقة الجسد، والتقليل من التقلبات المزاجية، تجنب الأطعمة غير الصحية، وتناول المزيد من الأوميغا 3 لتحسين المزاج.
الحد من التوتر
اللجوء لتقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوجا أو تمارين التنفس بعمق، يمكن للفرد أن يحدد وقت للأنشطة التي تُشعره بالسعادة مثل الهوايات المفضلة.