ضبط النفس: هو قدرة الفرد في السيطرة على الاندفاعات والأفعال النابعة عن الذات لتحقيق أنسب استجابة ممكنة، ويتم ذلك من خلال القوة والإصرار للسيطرة عليها، ووضع قواعد ومبادئ للالتزام بها؛ وذلك لتهذيب الذات وتوجيهها للقيام بالاستجابات المرغوب بها، بالإضافة إلى العمل على مراقبة الذات وما ينبع عنها؛ من ناحية أفكارها وأحاسيسها وسلوكياتها.
أهمية ضبط النفس
تساعد هذه المهارة في توفير الإمكانية في التفكير المنطقي؛ فتمنح الذات الوقت المطلوب لأخذ الشغف والرغبة بالإضافة إلى العقلانية ومضاعفات الأمور كافة بعين الاعتبار قبل فعل السلوك، وتساعد هذه المهارة على إدارة الصراع مع النفس، والذي يهدف للسّعي لحماية الذات والمحيطين فيها من الأذى والضرر ولتحقيق أفضل حياة، وينبغي العمل على زرع وتطوير الإمكانية في كيفية ضبط الذات في الأشخاص منذ الطفولة؛ حتى تكون من نقاط القوّة عندهم، فإنها تجعل الفرد يتمتع بحياة سليمة كلها إنجاز. كما أنّ إدارة الذات تحسن القدرة على الصبر والتمهل من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر، عوضاً عن الاستعجال والرضا بأقل إنجاز أو فرصة، ولهذا تعتبر معرفة كيفية إدراة الذات أحد أسرار إنجاز الأهداف والنجاح والتفوق، والتي تصل بالشخص إلى الإحساس بالسعادة والرضا، وهو ما له تأثير إيجابي على صحة الشخص الصحية والنفسية والذهنية.
وأكدت الدراسات بأن الأشخاص الأكثر تحكم في أنفسهم هم أشخاص أكثر إنتاجية وإبداع، فهي عبارة عن مهارة شخصية تساعد صاحبها في الابتعاد عن الإحساس بالقلق، كما تساعده في تنمية صحته الجسدية، فإن الشخص الذي يتميز بسيطرة أعلى بالنفس هو أقل استعداد للانخراط في أفعال ضارة بالصحة، كما أنه أقل استعداد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتتعلق الإمكانية في ضبط النفس كذلك بالسمنة، فأن الشخص الذين يشتكي من السمنة قد قلل من سيطرته على نفسه ممّا حفزه لتناول طعام بكمية أكبر، على الرغم من أنّها غير مفيدة، لذلك فإنّ من يمتمع بسيطرة على عواطفه ودوافعه ومخاوفه سوف يعيش حياة أكثر صحة، وسوف يكون هو قائد ذاته، ولا يسمح للانفعلات والحاجات أن هي من تتحكم به أو تقوده.
كيفية ضبط النفس
ينبغي أن يرافق الأهداف التي يضعها الفرد إدراة الذات حتى يتم إنجازها، ويمكن العمل على معرفة كيفية إدراة الذات، وفيما يلي بعض من الأساليب التي يمكن أن يقوم الفرد في اتباعها:
1- ينبغي الإدراك بأن النفس بإمكانها السيطرة على سلوكياتها وما ينجم عنها، وإذا آمن الفرد بعكس هذا فإنّه من المتوقع أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، ينبغي التركيز على الهدف وراء كل هذه التحديات عوضاً من التّركيز على الطريق وعقباته التي قد تجعل الفرد يفقد إدارة نفسه.
2- ينبغي وضع هدف بارز ومحدّد، كما ينبغي رسم خطة بخطوات مفصلة ومفهومة تضمن الإبقاء على إدراة الذات، والالتزام بهذه الخطوات يتسبب في الوصول إلى الهدف، ينبغي أن يكون هناك دافع؛ فكلما ارتفع الشغف بالشيء وفهم أهميته، ارتفعت الرغبة ببذل المزيد من الطاقة والحفاظ على ضبط الذات لتحقيقه.
3- العمل على مراقبة الذات وضبط أدائها، وهو ما يجعل الفرد خبير بأفعاله، وهو ما سوف يسهم بجعل ضبط الذات عادة لديه.
4- ينبغي دعم الثّقة بالذات وإمكانيتها، والحفاظ على السيطرة وضبط الذات عند التعرض لأقل صعوبة، فأن انعدام السيطرة على الذات تتسبب في هدر طاقة الشخص، لهذا ينبغي الحفاظ على قوة الفرد وطاقته العقلية وتحفزيها نحو الإنجاز عوضاً عن الانفعال، الابتعاد عن الإغراءات التي قد يفقد الشخص القدرة على ضبط ذاته أمامها؛ فعلى سبيل المثال ينبغي عدم المرور بالأماكن التي تقوم ببيع الطعام غير الصحية خلال فترة اتباع حمية غذائية.
5- الوعي بالذات فهو المفتاح الأساسي للسيطرة على الانفعالات والوصول إلى مراحل متطورة من الذكاء الوجداني، فإن إدراك الشخص بكافة نواحي شخصيته من أفعال وسلوكيات واستجاباته سوف يساعده على ضبط نفسه وقيادتها والسيطرة على الأحداث والمشاعر المزعجة.
6- التدرّب على ضبط الذات، فإذا آمن الفرد بأن هذه السمة عبارة عن مهارة يمكن دعمها عن طريق الاستمرار في تطويرها بالتدريب، سوف يساعد على المدى البعيد بالسيطرة الازمة على الذات، ومن أنسب وسائل التدريب على هذه المهارة الانخراط المتواصل في تصرفات تتطلب التحلي بضبط الذات، مما ينمي الفرد من قوة الإرادة بمرور الوقت.