ما مدى التوافق بين الاتصال اللفظي ولغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


ما مدى التوافق بين الاتصال اللفظي ولغة الجسد؟

يعتبر التواصل غير اللفظي عبر لغة الجسد مكمّلاً للتواصل اللفظي من خلال الكلمات، والعلاقة بينهما علاقة توافقية مترابطة تماماً إذ لا يمكننا أن نشرح أو نعبّر عن أية مشاعر أو معلومات، دون استخدام حركات اليدين وتعابير الوجه وغيرها من الحركات الخاصة بلغة الجسد، فالعلاقة تكاملية غير منقطعة النظير، وهنا نلحظ أنّ لغة الجسد أيضاً جاءت لتثبت أو تنفي صحّة معلومة ما.

ما الجانب الذي تمثله لغة الجسد؟

يمثّل التواصل غير اللفظي عبر لغة الجسد الجانب العاطفي من التواصل، لهذا عند تفسير الرسائل غير اللفظية يجب النظر إليها جنباً إلى جنب مع الرسائل اللفظية؛ فأحياناً نجد أنهما يوصلان نفس المعنى المراد، وأحياناً أخرى نجدهما يتناقضان وهنا تكمن القيمة الحقيقية للغة الجسد كونها لغة أكثر مصداقية من اللغة المنطوقة بالكلمات، لهذا يعتمد علماء النفس والمحقّقون على لغة الجسد أكثر من اعتمادهم على اللغة المنطوقة ولديهم عدّة فرضيات ودلائل تشير إلى إمكانية الكذب لدى الشخص الذي أمامهم.

لغة الجسد المفتوحة والمغلقة:

يجب النظر إلى حركات الجسد بشكل عام وتقييم إذا ما كانت حركات منغلقة أو مفتوحة، فالحركات المفتوحة عادة ما تعكس الانفتاح، القبول، الحماس، والموافق، بينما الحركات المنغلقة في لغة الجسد، مثل وضع ساق على الأخرى، أو عقد اليدين أو الذراعين، أو الميلان بعيداً عن المتحدّث وتحاشي النظر في عينيه بما يعرف بعدم التواصل البصري، فجميع هذه الحركات تشير إلى لغة جسد مغلقة على النقيض من الحركات المفتوحة التي تعبّر عن الإيجابية.

إنّ تأثير أي رسالة من الرسائل يكون مزيجاً من الاتصالات اللفظية وغير اللفظية عبر لغة الجسد، إلا أنّ هذه الأخيرة تكون أقوى لأنها أكثر حريّة وتلقائية، لا سيّما عند الرغبة في إظهار مشاعر معيّنة، وأشارت الأبحاث إلى أنّ هناك فروقاً فردية في القدرة على ارسال واستقبال الإيماءات غير اللفظية عبر لغة الجسد، حتّى أنّ بعض الأشخاص قد يعوّلون كثيراً على الإيماءات غير اللفظية نظراً لقوّتها ومقدار صدقها.

ما سبب تأثير الاتصال عبر لغة الجسد؟

هناك عدّة أسباب لقوّة تأثير لغة الجسد، أهمها إمكانية الاعتماد عليها والوثوق بها، فمعظمنا يخدع البعض الآخر من خلال الكلمات، فالكلمات يمكن التحكّم بها بصورة أكبر، ولكن لغة الجسد وتعبيرات الوجه لا يمكن التحكّم بها بشكل دائم، ولذلك فإنّ أكثر الاتصالات اللفظية تعتمد إلى حدّ كبير على الاتصالات غير اللفظية عبر لغة الجسد.


شارك المقالة: