هناك تأثير واضح تسببه أعراض التوتر على الصحة بالرغم من أننا لا ندرك ذلك، فقد نعتقد أنَّ المرض هو أساس الصداع المزعج والأرق بصورة متكررة أو انخفاض الإنجاز في العمل، لكن قد يكون السبب هو التوتر، حيث قد تؤثر أعراض التوتر على الجسم والأفكار والمشاعر والسلوكيات. أنّ قدرة الفرد في التعرُّف على أعراض التوتر المنتشرة، قد تعطيه دفعة للتعامل معها، يمكن للتوتر أن يؤثر على حياة الأشخاص إذا لم يتم تشخيصه بشكل صحيح، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة والسكري.
التوتر
التوتر: هو طريقة الجسم في الرد على أيّ تهديد أو حاجات خارجيّة؛ حيث يفرز الجهاز العصبي هرمونات التّوتّر عندما يشعر الفرد بالخطر أو القلق التي تشمل الكورتيزول والأدرينالين، فتزيد دقّات قلبه وتشتدّ عضلاته، كما يرتفع ضغط دمه ويتسارع تنفّسه حواسّه تُصبح حادّة، تزيد هذه التّغيّرات الجسديّة قوّته وتسرّع ردّة فعله، وتعزّز من تركيزه.
يعد التّوتّر طريقة الجسم في الدّفاع عن الفرد وتنبيهه بوجود خطر، حيث يمكن لردّات الفعل التي تنتج عنه أن تُنقذ حياته، من خلال إمداد الجسم بطاقةً إضافيّة للدّفاع عن نفسه، كذلك لتجنّب حدوث طارئٍ ما أثناء قيامه لوظائفه اليوميّة، كما يساعد التّوتّر على إبقاء الفرد متيقّظ وأكثر تركيز وبكامل طاقته، لكنه يبتعد عن نطاق الإفادة إذا خرج عن السّيطرة وطغى على حياته.
إذا شعر الفرد بأنّ كلّ ما يفكّر به في يومه يمنعه عن القيام بوظائفه اليوميّة، بدلاً من مساعدته على القيام بها، فهذا الشكل من التّوتّر الّذي يجب أن يسعى الأفراد للتّخلّص منه والحدّ من آثاره؛ لأنّه يمنعهم من العيش في حياة سليمة وتخلو من المشاكل النّفسيّة والاجتماعيّة.
أسباب التوتر
يوجد أسبابٌ للتوتر غالباً ما تكون تشترك بين كلّ الأفراد، حيث تشمل الأسبابٌ داخليّة والأسبابٌ الخارجيّة.
- أسباب داخليّة: مثل القلق المزمن، بسبب وجود شيء معين لم ينتهي من الماضي ويُسبّب القلق والتّوتّر، أيضاً الطبع التشاؤمي الموجود عند الشّخص، كذلك وجهة النظر السلبيّة تجاه الذّات وكثرة التّفكير.
- أسباب خارجيّة: كالتغيُّرات الجذريّة في الحياة، مثل الطلاق أو حالة وفاة، أيضاً مشاكل في العمل أو في المدرسة، كذلك مشاكل عاطفيّة واجتماعيّة واقتصاديّة.